إبتسمت وأنا برفع رجليا من على السور وبضمها ليا=لا مش ناوية أعقل هه.
-وسام أنا بتكلم بجد! وقلتلك أكتر مِن مرة تبطلي القعدة دي ولما أكلِمك تبصيلي.
إتنهدت وأنا بقوم مِن مكاني=حاضر يا عُدي، عندك أي أوامِر تانية؟
-وساام.
=إيه إيه!
-بطلي إستفزاز واقعدي نتكلم.
قعدت جمبه بقِلة حيلة=ايوا يا عُدي؟
-رفضتي العريس ليه؟
=عشان مش مُناسب ليا، بس كدا؟ اه اومال أنت فاكِر إيه!
حط إيده على شعرة وبصِلي، عارفة إنه مبيعملش الحركة دي إلا وهو متعصب وهيقوم يفشفش دماغي فشفوشة فشفوشة بس هو أنا جيت جمبه؟ إطلاقًا، أكونش عصبته مثلًا لما قعدت على السور بتاع السطح وهو بيخاف أحسن ما أقع؟ أبدًا، دا كان العريس رقم مية و واحد إلي إترفض؟ خالِص، أومال متعصب ليه بقى؟
-وسام، وسام يا حبيبتي أنا عامِل إعتبار لفرق السِن إلي ما بينا ومحترم إنك أختي الكبيرة فَـ متخلينيش أقِل أدبي عليكِ.
قمت وأنا بمسكه مِن قفاه وبشاور بصباعي ليه=تقل أدبك على مين يا عيل يا مُهزق أنت؟ دا أنا لو إتجوزت كنت جبت قدك.
-أنتِ قد الحركة دي؟
=أه.
-متأكدة!
-أيوا.
إيه دا يا ولاد أنا إيه إلي جاب ايدي إلي كانت في وشه لورا ضهري! لا بقُلك إيه أنا سترونج إندبندت ومن أه، حاولت أشد إيدي إلي كتفها ورا ضهري دي بحركة غبية مِني بس في ثانية إلا ثانية كان موقعني في الأرض وكتف إيديا الإتنين إبن الأيه.
=ااه ضهري يا حيوان.
=لا بس قفوش اوي يا أسمك إيه أنتَ، إبعد عني يا مهزق.
-لا ولسه فيكِ حيل تبجحي كمان!
قُلت وهو بيشدني مِن قفايا=مِستر علي مِستر علي البليزر مُش بتاعي.
شِلت إيده عني بحركة جامدة مِني كنت لفيته قُصادي.
=كابتن عُدي متِنساش إننا متعلمين الحركات دي مع بعض وأنا إلي معلِمهالك.
زقيته قُصادي=نِتكلم جد؟ نِتكلم جد.
قعد وهو بيظبط هدومه-باللهِ لولا إنك حُرمة صعرانة ما كنت سيبتك، إتفضلي قولي رفضتي العريس ليه؟
=عشان مرتحتلهوش، مشفتش فيه مواصفات قرة عيني وأبو وِلادي المستقبلي، دا خان عهده مع ربنا ومش بيصلي هيوفي بعهده معايا؟
-بس..
قاطعته=عارفة هتقول إيه، مينفعش إني ابقى مُعقدة وإن علاقته مع ربنا متخصنيش، بس هو مش كدا، ودا مش لأني مَلاك ولا مش بغلط أنا عارفة إن كل بني آدم خطاء وإننا مش ملايكة بس أنا حابة أتجوز حد عارف ربنا وعلى خُلق ودين يا عُدي، الشخص إلي لما يلاقيني بقع يسندني ويفكرني بالحلال والحرام ويشدني معاه مش يوقعني زيادة.
قمت وبدأت اتمشى حواليه=شايف يا عُدي بيتنا دا، إلي ماما وبابا تِعبوا عشان يخلوه بيت ربنا يبقى مبسوط وهو شايفة وراضي عنه، يعني مثلًا أنا أوقات هبقى مشغولة في البيت وهمُه وهبقى محتاجاه يحفظ الأولاد الوِرد بتاعهم أو يصلي بيهم وبيا جماعة، إزاي يا عُدي؟ إزاي عاوز بيت يتبني عياله محافظين على الصلاة إذا كان رب البيت نفسه مش بيصلي، أنا واخده ماما وبابا قدوة ليا في تربيتنا وبنيهم لعيلتنا وحابة إني ابقى كدا مع ولادي، دا ميستاهلش إني أقعد معاكوا تلاتين سنة فوق التلاتين بتوعي لحد ما الاقي الشخص دا؟
قلت أخر جملة بِكسرة نفس فَـ خدني في حُضنه وبدأت أعيط، أنا عارفة إنه ممكن يكون شايفني إني مكبره الموضوع بس أنا مش مكبراه، مش مكبراه أبدًا حقيقي.
-عارف يا حبيبتي وفاهِم كل دا ومقدره، خلاص مش مُهم نرفض العريس دا وإلي بعده وإلي بعده كمان هو أحنا عِندنا كام وسام ولا كام أخت هتقرفني في عيشتي؟
زقيته بعيد عني وأنا بمسح دموعي=ولا إتلم، يلا عشان هتنزل تقنع أمك بالكلام دا.
-أمك؟ أمك يا بتاعة عريس ذو خُلق ودين!
=مامتك يا عُدي، مامتك يا حبيبي، مش يلا بقى؟
-يلا يا اختي قدامي.
-بِس بِس.
=بِس بِس، قُدسي يا سُكرة.
¬في إيه يا أهبل مِنك ليها بتنادوا على قُطة.
لفيت قدامها=خلاص بقى يا سوسو متبقيش قمُوصة.
لفت لِورا¬متحاوليش يا وسام.
جه عُدي قدامها=يا سوسو يا قمر.
¬إيه إيه أنتوا حبستوني كِدا ليه؟ ابعدوا عني يلا الأكل على النار.
=يوه بقا عاوزة تخلصي مني يا قُدس؟
¬قُدس حاف كدا يا محترمة، ايوا عاوزة أخلص مِنك ها إيه تاني!
بزعل=ماماا.
-خلاص بقى يا ماما يعني دا أول ولا أخر عريس يترفض؟
¬ما المُصيبة إنه مش أول عريس يترفض وبردو واقف معاها يا عُدي.
بصتلي¬يا بنتي، يا حبيبتي يهديكِ يرضيكِ أعملك إيه تاني عشان توافقي؟
=ماما أنتِ عارفة كويس أنا رأيي في الموضوع دا إيه.
بصِتلي وهي بتمثل الزعل¬يا بنتي عاوزة أفرح بيكِ قبل ما أموت.
-يوه بعد الشر عليكِ يا سوسو دا أنتِ لِسه شابّة.
بزعل=عُدي شوف بتقول إيه؟
-ماما خلاص سيبيها على راحتها ومتفوليش على نفسك تاني.
¬مش بفوّل يا عُدي، بس أنا كبرت خلاص وعاوزة أفرح بيكوا، أنت 18 سنة مقدور عليك لِسه بس هي كلها كام شهر وتعدي التلاتين وقطر الجواز هيفوتها.
بجدية=ماما حضرتك عارفة كويس جدًا إن العُمر مش بيفرق، مش أنتِ إلي معلماني إن مفيش حاجة إسمها هتعنس ولا عدت التلاتين ولا قطر الجواز فاتني؟ إلي قايلة ليّ إن فيه حاجة إسمها ربنا لِسه مكتبش وأحنا هنرضى بحِكمة ربنا، مش مُمكن يا ماما دا الخير ليا؟ لا مش مُمكن إيه دا أكيد خير لإن رب الخير لا يأتي إلا بالخير، ممكن كنت وافقت على أول عريس يتقدملي وكان يطلع مدمن، أو بيشم كولا مثلًا.
كمل عُدي بدراما وهو بيلف حواليها-أو ممكن كان يطلع مُجرم ويقطعها حِتت ويحطها في كياس.
لفيت حواليها أنا كمان=وممكن كان يبقى عنيف وهيقعد يضربني لحد ما أجيلكوا جُثة.
نط عُدي مع أخر جملة-بِخ.
بِخضة¬يا عيني عليكِ يا بنتي، لا خلاص عندك حق مش مُهم العُمر ولا الجواز ولا أي حاجة، أنا مش عارفة ازاي نسيت الكلام دا، عندك حق يا بنتي هي بس أم محمد ربنا يسامحها إلي لعبت في مخي.
-بطلي نميمة يا ست الكُل.
¬حاضر حاضر سكتت أهو.
=خلاص مرضية يا قُدس يا قمر؟
إبتسمت¬مرضية يا بنتي ربنا يحميكِ وينولك إلي في بالك ويكتبلك الخير.
جه عُدي وضمنا بإيديه-يلا حضن كبير لقلب ماما.
=عُدي؟ شامِم إلي أنا شَاماه.
-شامِم.
بصريخ¬الأكل!! كله بسببكوا اه منكوا يا ولاد بطني ااه.
مسِك ايدي-إجري يا مجدي.
ضحكت وأنا بجري معاه=طب بالله كنت هتجري مع مين غيري لو اتجوزت؟
"الجواز مِش نهاية الدُنيا، مفيش حاجة اسمها قطر الجواز فاتني وأنا عنِست، أنتِ بس إلي ربنا كاتبهولك لِسه مجاش وقته، إن يبقى عُمرك تلاتين، أربعين، أو حتى ستين دا ميعيبكيش في شيء، وإوعي، إوعي تسمعي لكلام الناس وتختاري أي حد وضِلّ راجل ولا ضِلّ حيطة لإنك هتندمي ندم عُمرك، الحياة لسه طويلة، وعوض ربنا دايمًا بيبقى الأحلى، لو معنى إنك تقضي عُمرك كله مستنيه إلي كاتبه ربنا وبتدوري على الشخص الصَح إنك عنستي..يبقى عنِسي، عنِسي دايمًا"
تعليقات
إرسال تعليق