كالعادة صحيت أقلب في التليفون، وقفت في الشباك والشاي بلبن في ايدي، جو مارس دا غريب جدًا مش مفهوم زي البشر بالظبط
فتحت التليفون وبدأت أقلب ف الصور بملل لحد ما شوفت صورتنا
" غيابك طال وبوختي في هزار بُعِدك انا بَعدِك عرفت أني مليش بَعدك"
دموعي بدأت تنزل غصب عني
أزاي الانسان يتخطى سنين حياتهُ؟
يتخطى نص عمرة الي قضيناه سوا؟
الي يشوفنا زمان عمرهُ ما يفكر اننا ممكن نتفارق كدا
فتحت شاتنا
علاقة سنين خلصت ببلوك!
ضغطه على الشاشة نهت صداقة عُمر
بدأت اقرأ الشات
= أنا مش فاهمة أنتي بتعملي كدا لي؟
– انتي بتأذيني يا اسيل
= أنا؟!
= ماريا أنا محتاجلك
– أسيل انا مش عايزة اتكلم معاكِ تاني
– اسيل انا محتاجة اتكلم معاكِ اوي
اسيل ممكن تردي
اسيل متسبنيش في الوقت دا
ياريت تتصلي من فضلك
فضلت ارجع شهور وايام وسنين ودموعي مغرقة وشي ازاي نبعد كدا؟
= ماريا شكرا لوقفتك جنبي انهاردة
– أنا جنبك على طول مهما مر العمر
يومي الي مكنش بيكمل غير بيها، عمر كامل عشناه مع بعض فرح وضحك وهزار وعياط وأوقات صعبة وحلوة وحاجات عدت بِحلوها وُمرها
ازاي مطلوب مني أنسى كل دا !
ازاي انسى احلى سنين عمري
مسكت نوته كُنا جايبن اتنين سوا عشان لما نزعل من بعض نكتب هنا شعورنا والحاجات الي بضايقنا ونديها لبعض نقرأها كانت كل المشاكل بتتحل بس حقك عليا وحضن معرفش ازاي بقينا كدا والفجوة دي حصلت أمتى!
أخدت النوته ولبست ونزلت قعدت على البحر بس الي مكنتش عاملة حسابه اني هشوفها
بس مكنتش لوحدها، كانت معاها صحبتها!
بيضحكوا ويكلموا زي ما كنا بنعمل سوا
وأنا لسه واقفة مكاني
معقولة تكون خلاص نستني!
محستش بنفسي غير وانا بقرب منها
= ماريا
– اسيل!
الدموع بدأت تتجمع في عيني
= ممكن نتكلم؟
– أنا أسفة يا أسيل أنا مش عايزة اتكلم معاكِ، كفاية الأذى الي اخدتهُ مِنك والوجع الي عَلم في قلبي
= ماريا أنتِ فاهمة غلط أنا مكنتش أقصد أوجعك ولا أسيبك لوحدك في الحزن أنا...
دموعها نزلت على خدها
– لو سمحتي متفتحيش الموضوع دا تاني
أنا ماشية
روحت وفتحت شاتنا كنت عارفة انها هتفك البلوك
= ماريا ممكن تسامحيني أنا مش عارفة الاقي صحبة زيك ولا مليون واحدة تعوض مكانك
قولتلي مرة إننا خُلقنا مُمتلئين بالمشاعر وإن طبيعي نمشي ورا قلوبنا اكتر ما بنمشي ورا عقولنا، لأن مشارعنا الي بتحركنا ولو عشنا من غير مشاعر مكناش هنعرف نبص في وش بعض تاني، وقولتلي إننا لازم نسامح عشان أحنا كمان محتاجين نتسامح، وجودك مهم عندي، اتعودت الاقي إيدك بتشديني للطريق الصح، بتنبهني، خصامنا مهما كان حاصل مكنش في بالي يقلب جد حقك على قلبي
أستنيت بي لهفه أنها تشوف المسج وترد بس مردتش
ابتسمت بحزن و قفلت الموبيل وفرشت سجدتي وبدأت أصلي
مردتش على المسج وقررت أروحلها تاني يوم
لبست وجبتلها الشوكولاتة الي بتحبها
– ازيك يا طنط أسيل هنا؟
= اه يا حبيبتي ادخليلها
خبط على الباب وفتحته ببطء وانا مستنة أشوف ملامح الصدمة على وشها
كانت نايمة على سجادة الصلاة
– أسيل أصحى أنا جيت
أسيل انتي مالك مبترديش لي؟
بدأت اضربها أسيل ردي عليا بالله عليكِ
انا جيت وهنتصالح ونخرج ونرجع زي الاول صح
دموعي بدأت تنزل أسيل متسبنيش انا اسفة، مردتش انبارح حقك عليا بس أصحى
طب اصحي و اتشاكلي معايا انا راضية
دخلت والدتها على صوت عياطي واخدنها المستشفى
احساس اني بخسرها دا بشع اوي، والفراق طلع بيوجع اوي وميستهلش كل البعد الي حصل بينا دا وجودها كان اهم من اي زعل
كنت قاعدة جنبها في المستشفي لحد ما بدأت تفوق
= ماريا وحشتيني
حضنتها وعيطنا
– انا اسفة يا اسيل
وجودك اهم واكبر من اي زعل
" وصديق واحد يُغنيك عن مرارة الايام أفضل من كوكب مليء بالبشر"
تعليقات
إرسال تعليق