- رديت وأنا واقفة بعمل الأكل بدون ما أبصله :- أيوة .
- جز على سنانه بغيظ ورفع القميص قدامي:- قولتلي تكويه مش تحرقيه ! ده إيه المنظر ده ؟ ألبسه إزاي أنا دلوقتي ؟
- رديت بهدوء :- أنا كويتلك قمصانك كلها ممكن تلبس أي واحد منهم .
- رد بعصبية متعودة عليها منه :- مش عايز زفت أنا قولت عايز القميص ده يعني كويتي كُله كويس و جيتي على اللي أنا عايزه وتحرقيه بالمنظر ده بتعندي معايا يعني ؟ دي غلطتي من الأول كذا مرة قولت أني مينفعش أعتمد عليكِ في حاجة وبعتمد بردو، مجرد واحدة مفيش بيني وبينها أي حاجة مُشتركة ولا في بينا أي تفاهم و اتفرضتِ عليا لكن أنا خلاص جبت أخري، واحدة جاهله " مشى بعصبية وسابني دموعي نازلة على خدي "
" أنا وزين اتجوزنا في ظروف غريبة هو اتفرض عليا وأنا اتفرضت عليه، ولاد عم لكن مفيش بينا أي حاجة مُشتركة زي ما قال، كنا عيلة عايشيين كلنا في بلد واحدة في الأرياف لكن عمي " باباه" اتجوز من القاهرة وقعد فيها وكان بيجيلنا زيارات كتير و فجأة سافروا أمريكا و معرفناش عنهم حاجة ولما رجعوا زين كان خلص دراسة في أمريكا، ولما جم عندنا أول زيارة بعد رجعوهم جدي قرر جوازنا لأجل أنه يحميني وإلا كان بابا هيجوزني لواحد قده، ولأن جدي فضل يزن عليه، زين معرفش يرفض فإتجوزنا، لكنه مازال رافض وجودي في حياته وبيعاملني بحده، محاولش مرة واحدة أنه يتكلم معايا ولا يعرف عني أي حاجه رغم إن بقالنا شهرين متجوزين "
- دخلت وراه الأوضة بهدوء :- زين .
- بصلي بجمود بدون ما يرد.
- كُنت عايزه أقولك أني نسيت المكوة عليه وإنشغلت في المطبخ عشان ألحق أعمل الأكل قبل ما توصل " إتنفست بعُمق وعيني لمعت بالدموع " أنا أسفه " ولفيت وشي وخرجت رجعت للمطبخ "
- أنا نازل .
- لفيت وأنا ماسكة الأطباق :- مش هتتغدى؟
- عدل قميصه بجمود:- لا .
- إبتسمت له بخفة :- طب أستناك؟
- بص قدامه ببرود :- لا أنا معرفش هرجع أمتى، إتغدي أنتِ .
- بصتله وكإن زعل الدُنيا كُله في قلبي :- ماشي، ترجع بالسلامة .
" مشي، مشي بدون ما يرد ويطيب خاطري وأنا دموعي نزلت بقوة غصب عني طاقتي إنتهت، قدرتي على التحمل بقت صفر، تعبت أطبطب على نفسي وأصبرها، زهقت أواسيها من غير أي تغيير بيحصل، سيبت الأكل وروحت نمت من كُتر البُكا، معرفش نمت قد ايه وصحيت على إتصال جدو "
- حبيبة جدو عامله ايه ، مُشتاقلك أوي .
- كتمت دموعي وحاولت أبقى طبيعية :- الحمد لله يا حبيبي، و أنا كمان مُشتاقلك أوي .
- صوتك ماله يا حبيبتي أنتِ بتعيطي؟
- جدو أكتر حد بيحس بيا وبيفهمني :- لا يا حبيبي أنا كنت نايمه بس "حاولت أغير مجرى الكلام وأنا بكتم دموعي بالعافيه، أنا عايزة أرمي نفسي في حُضنه و أخبيها بعيد
عن أي حاجه وأي حد " طمني على صحتك وعلاجك.
- بقيت زين لما كلمتك .
- إبتسمت وسط دموعي اللي نازله بصمت :- الحمد لله يا حبيبي، إن شاء الله هحاول أجيبلك قريب .
- إن شاء الله تجيبي زين وتيجي " سكت شويه " زين كويس معاكِ يا بنتي ؟
- إترددت للحظة:- أ...ه كويس .
- سأل بشك :- متأكدة ؟
- أخدت نفس عميق واتنهدت بزعل ودموعي نازلة :- بيعامليني كإني بنته يا جدو، بيعملي كُل حاجه عشان يراضيني، بيسهر معايا وقت أما أكون مش عايزة أنام، مبيرضاش ياكُل في شغله عشان يجي ياكُل معايا وماكُلش لوحدي، بينام في النور عشان عارف أني بخاف من الضلمه، رغم أنه مبيحبش ينام في النور، زين مفيش منه يا جدو .
- سمعت صوته إرتاح:- ربنا يهنيكِ يا حبيبتي، أنا هقفل بقا عشان زين زمانه جاي .
- غمضت عيني ومسحت دموعي :- ماشي يا حبيبي، هكلمك تاني .
" قفلت مع جدو ودموعي نزلت بقوة و بكيت بصوت عالي و شهقاتي بدأت تزيد، سمعت صوت باب الأوضه اللي جانبي بيتقفل بهدوء، مسحت دموعي بسرعة وخرجت لاقيت زين رجع، بصيت على أوضته بحُزن وروحت المطبخ شربت وخرجت قعدت قدام التليفزيون وشغلت فيلم، فات 5 دقايق ولاقيته خرج "
- مساء الخير .
- بصتله بتوتر :- مساء النور، تاكُل ؟
- بص بتركيز :- لا مش جعان .
- ماشي .
- سأل بتردد :- وأنتِ أكلتي؟
- جاوبته بكدب :- أه .
- بشك :- متأكدة؟
- رديت بصوت مهزوز :- أ ..ه
- سكت شويه وقال :- ليه ؟
- سألته بإستغراب :- ليه ايه ؟
- ليه كدبتي على جدو ؟
- بصتله لاقيته باصص قدامه بثبات :- كدبت عليه في ايه ؟
- بصلي :- أنا سمعت كُل اللي قولتيه يا فَجر، جاوبيني .
- بصتله وحبست دموعي:- لأن جدو تعبان مش هيستحمل أني أقوله كُل حاجه بتحصل من غير كدب، مكنش ينفع أقوله أي حاجه بتحصل بينا " دموعي نزلت بقوة " عايزني أقوله أنك لسه مش قابلني، أقوله أنك مش مبتتكلمش معايا، متعرفنيش أصلًا، ماسحني من حياتك، مبتاكلش معايا غير مرة في الأسبوع مثلًا، ومعاملتك الصعبة معايا ولا أنك في الراحة والجاية بتقول إني واحدة جاهله، ولا أقوله إيه ؟ أقوله أني بحاول أحافظ على حياتنا مع بعض لوحدي؟ أني باجي على نفسي عشان خاطرك وأصبر نفسي إنك مجبور عليا، بس أنا كمان مجبورة عليك، ورغم كده محاولتش مرة أعاملك بنفس معاملتك " مسحت دموعي " أنت عمرك ما هتحس و أنا تعبت وطاقتي إنتهت، تعبت أصبر نفسي وأطيب خاطري لوحدي، أقولك على حاجة كمان أنا متعلمة مش جاهلة زي ما بتقول ومتخرجة من كلية التربية وكنت متفوقة في دفعتي " شوفت ملامح الإستغراب والصدمة على وشه " مستغرب ومصدوم من كُل اللي بتسمعه صح ؟ " بكيت بصوت " محاولتش مرة تعرف عني حاجة وتتكلم معايا، محاولتش تحافظ على وجودي ولو لفترة صغيرة، أنا مش عارفة حبيتك على إيه، إستنزفت مشاعري وطاقتي وخاطري، وللأسف في الفاضي " هديت نفسي وأخدت نفس عميق ومسحت دموعي وبصتله بتركيز في عيونه " طلقني يا زين .
- عينه لمعت بالدموع وبصلي بقوة وسكت فكملت :- أنا همشي هروح عند جدو و عايزة ورقتي .
- مشيت خطوتين بإتجاه الأوضة ورجعت تاني وأنا بكتم البُكا :- وياريت تمشي بسرعة في الإجراءات .
- دخلت الأوضة وسيبته واقف مكانه و بكيت بقوة و أنا بلم حاجتي وبردد :- ريح قلبي يارب .
" خلصت ولبست وخرجت لاقيته قاعد على الكنبة وماسك وشه بإيده فرفعه وبصلي وقام وقف قدامي "
- أنا أسف، أسف على كم الأذى النفسي اللي سببتهولك سامحيني .
- إبتسمت بحُزن :- مبقاش ينفع أسف دلوقتي، أنا همشي وربنا يعوضك باللي تستاهل في نظرك .
" سيبته ونزلت و دموعي سبقاني، وصلت عند جده سلمت عليه وتقريبًا كان حاسس إن في حاجة حصلت، بس محبش يضغط عليا، وفات شهر "
- زين مبيبطلش يكلمني يا بنتي، مش هترجعي؟
- إبتسمت بهدوء وهزيت رأسي ب لا :- مش هقدر .
- رد بتعب :- إديله فرصة يا بنتي، كفاية وجع قلب بقى .
- بصتله ومسكت إيده بقلق :- متتعبش نفسك أنت يا حبيبي، أخدت الدوا طيب ؟
- بلع ريقه بصعوبه :- خلاص معتش له لازمه، إرجعي لجوزك، بيحبك .
- ملوش لازمه إزاي بس يا جدو أنا هجيبه وأجي أوعى تنام قبل ما تأخده .
- خرجت أجيب العلاج ومايه ورجعت :- يلا يا حبيبي عشان الدوا .
- .......
- جدو، قوم يلا مش قولتلك خده الأول وبعد كده نام، نمت ليه ؟
-.......
- مسكت إيده بقلق وفضلت أهز فيه ودموعي نزلت :- جدو، جدو رد عليا يا حبيبي.
- صرخت :- جدو، لا يا جدو لا .
" غبت عن الوعي معرفش قد إيه وفوقت لاقيت العيلة متجمعة حواليا، ماما ماسكه إيدي وبتعيط وبابا وعمي اللي في البيت ومراته ومامت زين وباباه، إيه ده زين جه أمتى، وباصصلي كده ليه "
- ماما إتكلمت بدموع :- حمد الله على السلامة يا حبيبتي، أنتِ كويسة ؟
- بصيت لها وللحظة إستوعبت اللي حصل فبدأت أبكي بصمت :- جدو يا ماما جدو راح ومش هشوفه تاني .
- هو في مكان أحسن يا حبيبتي، إهدي أنتِ عشان متتعبيش .
- كلهم :- ألف سلامه عليكِ يا بنتي، الله يريح قلبك .
- رد بابا :- تعالوا يا جماعة نخرج ونسيبها ترتاح .
" بصلولي كلهم بشفقة لأنهم عارفين إني كنت أقرب شخص لجدو وكان بيحبني أكتر حد، خرجوا وفضل زين واقف، قرب قعد جنبي "
- بصتله بإشتياق حاولت أداريه :- مخرجتش معاهم ليه ؟
- بصلي بحنان ومسك إيدي :- وحشتيني أوي .
- سحبت إيدي بهدوء :- مينفعش تمسك إيدي و أنا مش على ذمتك .
- مسك إيدي تاني :- مين قال كده، أنا مطلقتكيش .
- بصتله بترقب :- بس هتطلقني، لأني مش موافقة أرجع .
- إبتسم بهدوء :- مستحيل، أنتِ هتفضلي معايا .
- بلغت ريقي بصعوبة :- لكن أنا مش عايزة أفضل .
- قرب أكتر :- متأكدة ؟
- بصتله بصمت وإرتبكت فكرر كلامه تاني :- متأكدة ؟
- إتنهد بهدوء :- فَجر أنا عارف أني جيت عليكِ كتير، عارف أني ظلمتك كنت غبي ومش عارف أفكر، حملتك كُل حاجة وأنتِ ملكيش ذنب، أنا يعترف إن الغلط كُله عليا، كُنت ضامن وجودك عشان كده إتمردت، معرفتش قيمتك إلا ما البيت فضى عليا لدرجة إن مكنتش حابب أقعد فيه، أنا حبيتك يا فَجر ومحبتش قدك، أنا عايزك تسامحني .
- دموعي نزلت فمسحها وكمل :- حقك على قلبي وعلى عيني .
- أنا موافقة إني مطلقش بس مش هرجع معاك البيت دلوقتي .
- بصلي وعقد حواجبه:- إزاي ؟
- إبتسمت جوايا :- يعني أنا وأنت هنقعد هنا شويه لوقت ما أصفالك وبعدين هنرجع .
- إبتسم بحنان :- إذا كان كده ماشي .
- إبتسمت وسكت .
- وحشتيني وبحبك .
- بصتله بخجل فضمني:- هستناكِ ترجعي تحبيني حتى لو هستناكِ العمر كُله .
" فات أسبوعين كمان وزين قاعد معايا رغم إنه مش متعود يقعد في البلد خالص، بقى يعاملني كإنه بنته لدرجة إني مكنتش مصدقة إن ده زين، كان بيحاول يعوضني غياب جدو "
- زين .
- نعم يا حبيبتي .
- إبتسمت وبصتله :- أنا وحشني البيت وعايزة أرجع .
- ساب اللي في إيده وبصلي بفرحه :- أنتِ سامحتيني؟
- إبتسمت :- أنا مسمحاك من زمان، قلبي مقدرش يقسى .
- ضمني بقوة :- وحشني وجودك أوي .
- همستله:- وحشتيني وبحبك .
" سأنتظرك غدًا وإن لم تأتي غدًا فكُل الأيام غدًا، حتى تأتي "
تعليقات
إرسال تعليق