انا ريان عبد الكريم كان حلمي ادخل كلية الهندسة والحمدلله ربنا كرمني وجبت مجموع كويس بس من حظي في التنسيق جالي هندسة اسكندرية وانا اصلا من القاهرة ف قولت هقعد ف سكن هناك وابقي انزل اجازات كل فتره اشوف أهلي وبسبب ظروفي الماديه كان لازم اشوف سكن ميبقاش غالي اوي عليا وبعد لف كتير لقيت سكن مناسب جدًا في الفلوس وكمان قريب من الجامعه
كان مكان مُتهالك بعض الشئ واثاثه قديم شويه بس ده طبيعي لأنه مش غالي زي باقي الأماكن ، حسيت احساس غريب مجرد ما دخلت المكان ده ، قلبي اتقبض مرة واحدة مش عارف ليه وكأن في عيون مُخيفه كتير بتبص عليا بس مش ظاهرين ، حسيت بأنفاس حارة من ورايا وصوت فحيح يشبة فحيح الأفاعي ومفوقتش الا علي صوت واحد من العاملين هناك
- حضرتك مين يا استاذ
= انا .. انا ريان الساكن الجديد هنا ، وحضرتك؟
- اه اهلا بيك ، انا مجدي والمسؤول عن كل حاجه هنا ، اتفضل اوريك اوضتك
مشينا في ممر طويل كله اوض مترقمة منها ساكن ومنها فاضي بس طول ما احنا ماشيين كنت سامع صوت صريخ جاي من اوضه معينه وكأن في حد بيستنجد من هناك ، بصيت لأستاذ مجدي وقولتله انت مش سامع صوت الصريخ اللي جاي من الأوضه دي
- لا مش سامع حاجه واحسنلك تخليك في حالك هنا كل واحد ملوش دعوه بالتاني وياريت متقربش من اي اوضه غير اوضتك وخاصه الأوضه دي "اوضه رقم 16" حذاري تقرب منها يا أستاذ ريان
قالي كلامه ده وسابني ومشي ، الراجل ده غريب وكلامه اغرب بس قررت اعمل زي ما قالي واخليني في حالي انا مش ناقص مشاكل ، ولسه هدخل اوضتي سمعت صوت حد ورايا
- أنت الساكن الجديد؟
= ايوه انا ريان وانت مين؟
- انا مصطفي وقاعد في الاوضه اللي جنبك وابقي ابن استاذ مجدي
= اهلا بيك ، بقولك هو مين اللي قاعد في اوضه رقم 16
فجأه ملامحه اتغيرت وكأني سألت سؤال مكنش ينفع اسأله ، بصلي بحذر وقالي :
- بتسأل ليه علي الاوضه دي
= عادي اصل سمعت صوت ...
- صوت ! صوت ايه الأوضه دي محدش ساكن فيها ومقفولة من زمان
قولتله اني اكيد كنت بتخيل لما سمعت الصوت ده ودخلت اوضتي ارتاح بعد يوم طويل ومُتعب بس من جوايا مش مرتاح للمكان ده وبعد تفكير كتير نمت نوم عميق ومحستش بنفسي
صحيت حوالي الساعة 2 الصبح علي صوت بكاء وصريخ بصوت عالي جاي من برا ، قومت بسرعة اشوف في ايه واكتشفت ان الصوت جاي من نفس الأوضه
" اوضه رقم 16" مش مستوعب ازاي محدش غيري صحي علي الصوت بقيت واقف مكاني مش قادر اتحرك من رهبة الصريخ اللي خارج من الأوضه وخاصه بعد ما مصطفي قالي ان الاوضه دي محدش ساكن فيها اصلا قطع تفكيري صوت فتح الباب ايوه باب الأوضه رقم 16 اتفتح قدامي ببطئ شديد وكأن في حد فتحه ليا بالقصد عشان ادخل ، مبقتش عارف اعمل ايه ولا اتصرف ازاي بس في صوت في دماغي بيقولي ادخل الأوضه دي ومحستش بنفسي غير وانا بقدم خطوة لقدام وبدخل الأوضة.
مجرد ما دخلت الأوضه كل حاجه سكتت ، صوت الصريخ اللي كان مالي المكان وقف ، حاولت ادور علي اي مصدر للضوء بس ملقتش طلعت موبايلي وشغلت الكشاف وبدأت اتفحص ارجاء الاوضه واشوف فيها ايه ، خليني اوصف المنظر ، اوضه مُتهالكة جدا التراب مالي المكان وواضح فعلا ان الأوضه دي متفتحتش من زمن ، كان في سرير صغير في الوش والصدمه لما قربت اكتر كان السرير ده عليه أثار دم ناشف مش مجرد بقع دم بسيطه وكأن في جريمه بشعه حصلت هنا ، علي يميني كان في دولاب كبير وشكله من التراث القديم وفجأه الدولاب اتفتح قدامي بحرص شديد ورجعت سمعت نفس الصوت تاني من ناحيه الدولاب حسيت كأن في حد بيستنجد بيا وانا مش عارف اعمل ايه ، كنت عامل زي المسحور وكأن في حاجه بتشدني للأوضه دي بالذات ، قربت من الدولاب ببطئ اتفحص اللي فيه والصدمه كانت في اللي شوفته ، انا شوفت جثه بنت عمرها يقارب اوائل العشرينات ، بكل جرأه قربت كشاف الموبايل عليها كان جسمها عليه اثار ضرب وبرغم انها في ملكوت تاني إلا ان وشها كان عليه علامات فزع كأنها شافت شبح قبل ما تموت ومره واحدة فتحت عينيها ومسكت إيدي بقوة ، حسيت بروحي بتتحسب مني عايز اصرخ وانادي علي اي حد يساعدني بس بقيت عاجز عن الحركه والنطق تماما وفجأه البنت بصتلي وقالتلي جمله غريبة مفهمتهاش قالتلي :
" ساعدني أطلع من هنا "
قالت الجمله دي ورجعت غمضت عينيها تاني حاولت افوق فيها بس ملحقتش لقيت إيد بتخبط علي كتفي بعنف شديد
- انت بتعمل ايه هنا وإزاي دخلت الأوضه دي ؟
= أستاذ مجدي كويس انك جيت تعالي شوف البنت اللي هنا
- بنت ايه اللي بتتكلم عنها !
=أهي يا أستاذ مجدي في الدولاب اهي.....
فجأه كل حاجه اختفت البنت اللي شوفتها مش موجوده في الدولاب وملهاش اي وجود ، مش عارف انا كنت بتخيل ولا ايه اللي بيحصل معايا بس اللي متأكد منه ان في حاجه غلط بتحصل في السكن ده وخاصه الاوضه دي
- انا عايز افهم انت ازاي دخلت هنا الأوضه مقفوله بقالها كتير ومحدش معاه المفاتيح غيري
= انا سمعت صوت جاي من هنا وبعدين قومت اشوف في ايه لقيت الباب مفتوح
- اسمع بقي يا ريان لو عايز تقعد معانا في السكن هنا يبقي تخليك في حالك وملكش دعوه بأي حاجه بتحصل هنا ولأخر مره هقولهالك حذاري تقرب من الأوضه دي تاني وإلا مش هيبقي ليك مكان هنا
مكنش قدامي حل تاني غير اني اسكت بس انا من جوايا بقيت متأكد ان في حاجه غلط بتحصل هنا والبنت اللي شوفتها دي اكيد ليها حكايه طويله وأستاذ مجدي بيحاول يخبيها وانا مش هرتاح الا لما افهم ايه اللي حصل هنا
دخلت اوضتي وقفلت عليا الباب وبعد كتير تفكير نمت نوم عميق كأني منمتش بقالي زمن ، واللي حصل بعدها اني شوفتها في حلمي شوفت نفس البنت اللي كانت في الدولاب بس ملامحها كانت احلي واجمل كتير ولكن كانت حزينه جدا وبتبكي بصتلها بحذر وقولتلها :
- أنتي مين وحكايتك ايه
= انا عايزاك تساعدني أطلع من هنا
- انا مش فاهم حاجة طب قوليلي أساعدك ازاي
= أبله خيرية ، اسأل علي أبله خيريه في السكن وهي هتقولك كل حاجه
=مين أبله خيريه دي ارجوكي فهميني عشان اقدر اساعدك
-أنا همشي دلوقتي يا ريان وواثقه انك هتقدر تساعدني ، اوعي تتخلي عني أرجوك ساعدني
صحيت من نومي وجوايا اكتر من علامه استفهام ومعنديش اي حل تاني غير اني اعرف مين ابلة خيريه دي وبالفعل اول حاجه عملتها سألت كذا حد من اللي في السكن علي اسم أبله خيرية واللي عرفته انها الطباخه اللي في السكن هنا وبتشتغل هي وجوزها في السكن من زمان ، دخلت مطبخ السكن وكان في ست واقفه هناك غالبا هي أبله خيرية قربت خطوه لقدام وسألتها :
- حضرتك ابلة خيرية ؟
= ايوه يا ابني اتفضل
- أنا ريان ساكن هنا جديد
= خير عايز ايه
سكت للحظه ومبقتش عارف اقولها ايه ، اكيد هتقول عليا مجنون لو حكيت ليها اللي حصل بس بما ان خيريه فعلا ليها وجود في السكن يبقي اكيد البنت دي بتحاول توصلي رساله عن طريقها ومتأكد ان خيرية دي هي اللي هتساعدني
- انا عايز اعرف مين اللي كان قاعد في الأوضه رقم 16 وليه الكل بيحذرني من الأوضه دي
ملامحها اتغيرت وظهر عليها علامات حزن شديد وقالتلي :
-انت ليه بتسأل علي الأوضه دي بالذات
مكنش قدامي حل تاني غير اني احكيلها كل اللي حصل معايا بداية من دخولي السكن لحد الحلم بتاع امبارح وبعد إلحاح شديد مني عشان تحكيلي اللي حصل قدرت اخليها تحكي بالفعل ايه حكاية الأوضه 16 ومين البنت دي واللي سمعته منها كان صدمه كبيرة بالنسبالي
عرفت ان البنت اللي كانت قاعده في الأوضه دي اسمها ليلي وماتت من سنه في نفس الاوضه او بمعني أصح "اتقتلت" خليني احكي اللي سمعته علي لسان أبله خيرية :
ليلي كانت قاعده هنا في السكن من أكتر من سنه كانت بنت جميله وطيبه وكانت بتعتبرني زي والدتها الله يرحمها ودايما كان مصطفي ابن استاذ مجدي بيدايقها في الرايحه والجاية وهي كانت بتصده بكل الطرق واللي كان مخليها مستحمله القاعده هنا ان السكن عندنا مش غالي ومكنش معاها فلوس تقعد في سكن تاني ، وفي ليله مصطفي اتهجم علي ليلي في اوضتها وطبعا ليلي حاربته بكل قوتها عشان تدافع عن نفسها ، كلنا في الوقت ده جرينا علي فوق من صوت صريخ ليلي وعياطها حاولنا نفتح باب الأوضه بس مصطفي كان قافله من جواه وبعد شويه صوت ليلي اتقطع ولما اتفتح الباب كانت ليلي غرقانه في دماء ومصطفي في ايده سكينه مليانه دم واللي فهمته ان ليلي حاولت تدافع عن نفسها بالسكينه دي وهو حاول ياخدها منها لكن صابت ليلي في الأخر وماتت علي إيد مصطفي وطبعا استاذ مجدي كان لازم يداري علي جريمه ابنه وقدر بتهديده يسكت كل الموجودين وبالفعل الكل سكت لأنهم عارفين هو ممكن يعمل ايه وانا يابني كنت من ضمن اللي سكتوا علي الجريمه ومن يوميها ليلي بتجيلي كل ليله في منامي تلومني علي سكوتي
- طب وليه ليلي عايزه توصلي الكلام ده!
= ده اخر سر عندي وهقولك وامري لله ، استاذ مجدي مكنش عارف يتصرف ازاي في جثة ليلي ومكنش عنده حل غير انه يدفنها في نفس الأوضه اللي اتدفنت فيها تحديدًا في باب سرداب سري كان وراه الدولاب اللي شوفت فيه جثه ليلي
- يعني ليلي كل ده كانت بتحاول توصلي انها مدفونه هناك وعايزاني أطلع جثتها وادفنها عشان ترتاح
= ايوه يابني
- انتي ليه عملتي كده ، ليه سكتي علي جريمه بالبشاعه دي
= وانت فاكر ان ربنا معاقبنيش علي سكوتي ، بعد موت ليلي بشهر بنتي الوحيده ماتت في حادثه وعرفت ان ربنا بيعاقبني علي اللي عملته
خرجت من السكن بسرعه ومن غير اي تردد وتفكير روحت لمركز الشرطة وبلغت بكل اللي حصل واللي انتو متعرفهوش اني سجلت كل كلمة قالتها خيرية ، روحت المركز وحكيت ليهم علي كل اللي حصل وبعدها رجعنا السكن والكل في حاله صدمه وزهول ، طلعنا فوق اوضه 16 وبالفعل لقينا سرداب سري خلف الدولاب زي ما خيرية وصفت وطلعت جثة ليلي عبارة عن هيكل عظمي متحلل ، وتم القبض علي مصطفي ومجدي وكل اللي شغالين في السكن وبعد كده خدت جثه ليلي ودفنتها وارتاحت روحها بسلام
بعد الدفن شوفت روح ليلي قدامي كانت واقفه وعلي وشها إبتسامه جميله عمري ما هنساها وكأنها بتشكرني علي اللي عملته معاها.
تعليقات
إرسال تعليق