القائمة الرئيسية

الصفحات

lightBlog

News

الأبواب المغلقة قصه قصيره بقلم «أبو بكر عباس » |تورنيد مصر

الأبواب المغلقة ..

كان هذا الباب كئيب امتزج فيه سواد الحديد بسواد الحداد 
واصفرار الصداء بشحوب الموت .وظلمة ما خلفة بخوف المظلوم وكأنها لوحة تجريدية مخيفة تخفي ورائها اسرار
كان هذا الباب مغلق منذ اكثر من مائة عام حتي نسجت حول هذا الباب الاساطير . أن خلفه مدينة للجن .او ان خلفة الغولة او ربما الاشكيف المخيف بذاته وأكثر هذه الأساطير قرب للعقل والمنطق أن وراءه ثعبان كبير ذا قرون وجرس جوهرة عينه تخطف الأبصار 
كان الباب كبير ويبدو انه قوي ومحكم الغلق صامد في وجه الزمن تغير كل شئ في القصر عدة مرات إلا باب القبو هذا لم يقترب منه أحد خوفا من الأساطير التي تحكي عنه او ربما كان يراه الناس باب شر لابد أن يظل مغلقا. ولذلك بقي علي حاله 
و في ليلة شتائية باردة منذ أكثر من مائة عام كان يدور الحديث في قبو القصر خلف ذلك الباب بين روح بريئة وبين جلادها الذي ظل يعذبها حتي فاضت الي بارئها. 
كان عصمت خادم في قصر الأمير شاب يافع يبلغ من العمر سبعة عشرة عام اسود البشرة نحيف الجسم طويل القامة 
بشوش الوجه خفيف الظل طيب القلب كعادة كل الضحايا وعلي شاكلة كل المظلومين . وكان مراد .ابن الأمير صاحب القصر في الاربعين من عمره متوسط الطول ابيض البشرة اشقر الشعر قوي البنية واسع العينين تعلوا وجهة حمرة 
حاد النظرات والطباع قاسي القلب مجرد من الإنسانية 
..
سيدي ارجوك اعفو عني..
 فأنا ضعيف وخادمك المطيع
وكان مراد يقيده الي عامود في منتصف المكان ولا يأبه لتوسلاته 
ارجوك لا يا سيدي ارجوك 
ماذا فعلت لكل هذا انا اخدمكم منذ مات ابي في طاعة وحب 
أتم مراد وثاقه ثم رفع السوط وانهال علي جسده الضعيف يجلده بقوة وعصمت يتألم ويصرخ بشدة ويبكي من شدة الظلم والالم وكان مراد يضحك وكلما تألم الفتي الصغير يضحك ويقهقه بصوت عالي وكأنه شيطان لم يكن عصمت ارتكب جريمة او اقترف إثم إلا أن براءته كانت تستفز الشر القابع داخل هذه النفس السادية التي تتلذذ بتعذيب الضعفاء   
قال مراد لماذ تتظاهر بالطاعة والطيبة لماذا لا تقول لي لا.
 علي اي شئ اتري انك تمنع نفسك مني بهذه الطاعة الساذجة 
كلا والف كلا لا يمنعك مني شئ وان أردت اعذبك سأفعل ذلك دون أن احتاج الي اي مبرر انت عبدي انت ملكي اصنع بك ماشئت 
عصمت من بين صرخات الألم ودموع الحزن والذل 
انا خادمك يا سيدي وخادم مولاي الأمير اعفو عني وسوف اصنع لك ما تريد 
قال مراد هذا ما اريد وأخذ يجلد عصمت بكل قوة 
وهو يضحك ضحكات هسترية  
آخر كلمات قالها عصمت اعتبرني ابنك يا سيدي انا اعتبرك ابي اتوسل اليك 
وكان مراد لم ينجب ولذلك كان يكره الأطفال وما أن سمع قول عصمت هذا حتي تملكه الغضب الشديد وظن أنه يعيره فظل يضربة ويضربه حتي فقد الوعي..... وارتخي جسده وكان عصمت وقتها قد فارق الحياة بظلمها وحزنها وسوء اهلها. 
وظل مراد لفترة كلما مر من أمام باب القبو يري عصمت واقف علي الباب وبيدة شعلة نار فيجري مسرعا الي اعلي(علي السلم) او الي أسفل خارج القصر حتي مرض ورقد علي فراش الموت 
وجاء ابيه الامير جلس بجواره واخذ يبكي عليه فقال له ما بك يا بني فقال له عصمت واقف علي باب القبو سيحرقني بالنار كلما امر من هناك أجده منتظرني فقال الأمير احضروا لي عصمت فهمس احد الحاضرين عصمت مات يا سيدي 
انتفض الأمير واقفا ماذا تقول كيف هذا فقال لا أعلم يا مولاي ولكن وجدناه في القبو مقيد الوثاق الي عامود وقد مزقت جسده السياط حزن الأمير وتأثر لموت الفتي و نظر الي ولده وقال الم احذرك يا بني من ظلم الناس .
ظل الأمير بجوار ولده ثلاث ليالي لا ينام وكلما نام مراد هب مفزوع في خوف وهلع ابعدوه عني سوف يحرقني حتي احتار الأمير ماذا يفعل فقال لرجاله المقربين اشيروا علي 
فقال أحد علماء الدين لابد أن يتوب مراد من الإثم وان يترك هذا القصر وان يغلق هذا الباب اكرام لروح عصمت التي ازهقت ظلم .
اخذ الأمير بالنصيحة واغلق القبو بهذا الباب 
وجعل ابنه يتوب ويغادر القصر الي بلدة اخري 
وهو في الطريق خرجوا عليه لصوص فقتلوه .
فكان ابيه معتقد أن ذنب عصمت هو من وراء كل ما حدث 
لما ظلم وان الباب لابد أن يظل مغلق 
حتي لا تأتي منه رياح الشر والانتقام وباع القصر واوصي من اشتراه بأن يظل باب الشر مغلقا
الأبواب المغلقة قصة قصيرة 

عبد العظيم رضا
عبد العظيم رضا
عبد العظيم رضا : «مواليد ٢٠٠٠» أسماء أخري: "تورنيد مصر"الذئب الأزرق"تسع حروف" "القلم الفرعوني" الأعمال الأدبية: ١_كتاب ويبقي الأثر ٢_ديوان كالخمر ٣_كتاب قيد الإرسال ٤_ديوان مافيش بينا أسف ٥_ديوان بارادويا ٦_ديوان ميكروباص «أعمال فنيه:» ١_مسرحيه حلاوه وهنادي

تعليقات