القائمة الرئيسية

الصفحات

lightBlog

News

ذكريات طفل ميت قصه قصيره بقلم «أبو بكر عباس » |تورنيد مصر

ذكريات طفل ميت ...

كان يجلس في الظلام يفكر 
ويتأمل ويبحر في ذكرياته 
(ما عاد له الان الا الذكريات)
وتذكر مدي سذاجتة حين 
كان يحب ابنة صاحب المنزل
الذي كان يعمل فيه والده 
خادم .. ثم ابتسم ابتسامه
لازعة اعقبتها غصة شديدة
حين تذكر انه كان السبب في
أن يترك ابيه وظيفته بسبب
قبلة صغيرة علي يد تلك الفتاة
ريم هذا الملاك الصغير  
وكيف صفعه هذا الرجل بشدة
عندما أمسك هو بيد الفتاه وقبلها
فصرخت بابي بابي ليأتي ذلك الوغد
السري جميل الشكل قبيح الطباع 
ليصفعة امام ابيه الذي رأي ما حدث 
وبدال من أن يدافع عن ابنه أخذ يعتذر
ويطلب العفو والغفران ولكن دون جدوي 
حتي انهال عليه بالضرب هو الآخر وطردهم
من قصره 
وكيف مات ابيه يومها في عينيه وهو علي قيد الحياه
حين عجز عن حمايته او ان يأخذ له حقه او ان يبرر مافعل 
 وكيف فهم وقتها من هو وادرك حجمه في هذا المجتمع وتصنيفه
في هذه الحياه وكيف أنه كره هذا القلب الذي بين جنبيه طوال السنين وجعله اسير هذه الذكريات التعيسة
وانه كره هذا الشعور المسمي بالحب الذي يجعل الإنسان ضعيف مسلوب الإرادة يتصرف دون وعي او أدرك حتي يأتي أفعال تؤذية وتؤذي من حوله 
وأخذ يؤنب نفسة علي تلك القبلة الرقيقة العتيقة التي طبعت علي يد ريم منذ ٤٨ عام وكأنها قنبلة انفجرت في حياته دمرتها وكيف عاقبته امه حين عادوا الي منزلهم وقد بدأ علي وجه ابيه الذل والقهر وكسرة النفس وما ان عرفت بما حدث حتي انهالت عليه ضربا مبرحا حتي انه من شدة الضرب كان يحتضن امه ويقولها هموووووووت يا امي ففاقت من غضبها واحتضنته وظلا يبكيا بكاء مرير وكأنهم اجتمعت بهم كل الآلام العالم 
من حظهم التعيس 
وناموا جميعا من ثقل الهم وشدة الحزن 
نعم اتذكر هذه الليل حيث نمت باكي ذليل موجوع 
وكيف شعرت بيد تمسح دموعي وما ان فتحت عيني في الظلام حتي وجدت سيدنا عبدالرحمن الملاك يبتسم لي 
     ابتسامة ذهبت بكل هم وحزن والم 
ابتسم لي دون أن يحدثني ومازلت أشعر بتلك اليد الرقيقة الحنونة التي مسحت عن خدي الصغير
الدموع وعن روحي الحزن وعن جسدي الألم
ثم يفيق من غيبوبة الذكريات علي صوت 
باب المقبرة يفتح وصوت جلبة فعلم أن في مقبرتهم
الليل ضيف جديد فابتسم إبتسامة بلا وجه او ملامح
وتذكر انه مات يومها من شدة الضرب وانه عندما رأي 
الملاك ذاهب فقد أخذ روحه معه واتي به القوم الي هنا
وعند الله تجتمع الخصوم .

عبد العظيم رضا
عبد العظيم رضا
عبد العظيم رضا : «مواليد ٢٠٠٠» أسماء أخري: "تورنيد مصر"الذئب الأزرق"تسع حروف" "القلم الفرعوني" الأعمال الأدبية: ١_كتاب ويبقي الأثر ٢_ديوان كالخمر ٣_كتاب قيد الإرسال ٤_ديوان مافيش بينا أسف ٥_ديوان بارادويا ٦_ديوان ميكروباص «أعمال فنيه:» ١_مسرحيه حلاوه وهنادي

تعليقات