القائمة الرئيسية

الصفحات

lightBlog

News

اسكريبت جديد بقلم المبدعه «مريم سيد » |تورنيد مصر

- أنا مِرسال مِن السُلطان، سِمو السُلطان سليم مِستادعيكي في القَصر المَلكي

رَديت بِخوف : خ خير

- ده بَيان مَلكي، لابُد مِن حِضورك القَصر في الحال

بَلعت ريقي بِتَعسُر: أنا؟ أنا صَدر مني خَطأ؟

- مَعنديش عِلم بأي معلومة، لما تِتوجهي لِلقَصر هَتفهمي
أنا لَيال، طول عُمري وَحيدة، والدي إتوفى مِن قَبل ما أتولد، ووالدتي طول عُمرها بِتكرهني لِمُجرد إني سَمرة وعيوني سود! ومش واخدة جَمالها! مَع إني شايفة إني مَلامحي حلوة، ولوني جَميل، وإن مَفيش مِقياس للجَمال، وفجأة أُمي إتوفت! وما فِضلش غيري، ولإني بَحب صُنع العِطور جدًا، قَررت أنزل سوق العامة ، لأجل إني أبيع عِطوري، وهِناك قابلت السُلطان سليم، هو وحاشيتُه، وأثناء تَجوله في السوق، قابلني، وعجبُه عِطوري، وبقا كُل فترة يجي ياخُد مِنها، بس الغريبة إنُه فات شَهر مِن غير ما يجي، وفجأة يِبعتلي مِرسال!

وَصَلت القَصر، وكان قِمة في الجَمال والروعة، كُل حاجة في بَديعة، ألوانه زاهية، شَكلُه يَخبل، واسع، واسع جدًا، لَكنُه ناقصلُه حاجة، حاجة مُهمة جدًا، وهي الدفا والأمان والروح، قَصر بَديع ناقصلُه روح، المَكان مُفتقد الشئ ده جدًا..

بَعد قَليل

سِمو السُلطان سليم حَضر في البَلاط المَلكي

سِمعت صوت الخادم صاح بِكدة، حَسيت بِخوف ورَهبة، ياتارا السُلطان بجلالة قدرة مِستَدعيني ليه، ياتارا إيه مُمكن يِكون خَطأي، ولو أخطأت في شئ مُمكن يَتغفرلي ولا لا مُحال...

وِقِفت والخوف مِسيطر عَليا وإنحَنيت إحترامًا لُه: تَحياتي سِمو السُلطان

أومأ بِرأسُه، وأشار للحُراس بإخلاء المَكان وأردَف: تَحياتي

لَيال: في حاجة سِموك، أنا صَدر مِني أي شئ خَطأ؟

فِضل مِثَبت نَظرُة عَليا، بِنظرة عُمري ما هَنساها، وطال سِكوتُه، ونَظاراتُه ذادت الرُعب في قَلبي، ودَقاتُه عِليت بِشَكل مَلحوظ، 

فَقررت أنهي عَذابي وأسأل تاني: سِموك بِخير؟

- بِخير؟ أنا طَلبت مُقابلَتك لأجل إني مِحتاجك في شَئ في غَاية الأهمية بالنسبالي

بَلعت ريقي بِتَعسُر: أنا في خِدمة سِموك يا مَولاي

وَضع يَدُاه خَلف ظَهرُه، وسَرد طَلبُه بِمُنتهى الهِدوء

- نِتزوج، وتِجيبيلي وَلي العَرش
فَجأة عَم الصَمت المَكان، المَلامح الهادية إتقَلبِت، دَقات القَلب ذَادت، العَيون تَلاقات، كُل شئ إتقَلب بِكلمة!
تَقبلت الصدمة بِسُرعة، وإتحَركت نَحوه في خَطوات ثقيلة

• سِموك مِن ضِمن كُل مَلكات المَملكة، والممالك المُجاورة، اللي أي مَلكة فِيهُم تِتمنى تِنول شَرف الزَواج مِن سِموك، طَلبت تِتزوجني أنا! أنا مُجَرد بِنت بَسيطة ومِش جَميلة زَيُهم، إزاي أبقى زوجة سِمَوك!

قال بِهدوء غريب- لَكني مِن ضِمن كُل المَلكات إختارتك إنتِ، مَحدش لَفت قَلبي غيرك

قَلبي دَق مِن حَديثُه، ومافهمتش مغزى منُه، لَكني قولت بِثَبات

• لَكن سِموك ده شئ ما يصَدقوش عَقل، ده شِئ مُستَحيل

- وإذا قولتلك إني هَحقق المُستَحيل؟

• ده شِئ غَلط، الرعية هَتقول إيه! هَيقولوا شوفوا البِنت البَسيطة اللي ضَحكت على السُلطان وإتَزوجتُه

- هَيقولوا شوفوا الأميرة الجَميلة اللي أسَرت قَلب أميرها

• سِموك الكلام ده غِير مَنطقي، أرجوك إفهَمني

- أنا هَقطع كُل الألسنة، مَفيش شَخص واحد يَقدر يَتكلم

• لَكن... قاطعني وإتكَلم بِحدة وحِزم

- ده أمر مَلكي، ومفيش مَخلوق على وَجه الأرض يَقدر يعارض قَراري

• خَفضت رأسي وحَبَست دِموعي: مع إحِترامي ليك سِموك، وإحترامي للأوامر والقوانين المَلكية، لَكن ده مُخالف للقَوانين، سِموَك لازم تَتزوج أميرة، مِش حَد بَسيط مِثلي!

قَرب خَطوة مِني وقال

- لَكن راحتي وسِكوني معاكي إنتِ، راحتي في وجودِك

سَاد الصَمت المَكان مرة تانية، والعيون هي اللي إتكَلِمت، وباحت بِكُل شئ، للعَيون سِحر خاص، ولغة مُختلفة قادرة إنها تِوصل مَشاعرنا بِكُل وِضوح، قَطع الصَمت صَوت تَنهيدة قوية مِنُه

- الأوامِر والقَوانين دي أنا اللي مَسئول عَن وَضعها، ودِلوَقتي ده أمر مَلكي ومَفيش في أي نَقاش

• سِموك إفهَمني، أنا عُمري ما هبقى مُناسبة ليك يا مَولاي

- مَحدش مُناسب غِيرك، والأمر إنتهى وحُسِم خلاص

 كَتمت غَضبي وقولت

• عَن إذن سِموك إتأخرت على عَملي، أول ما سِموك تُأمر، أنا في الخِدمة

نَظرلي بإبتسامة هادئة وأردف

- على فِين يا سِمو المَلكة، القَرار والأمر هَيتنَفذ مِن اليوم

نَظرت لُه وأردَفت

• أنا عُمري ما هبقى مَلكة، حَتى لو بقيت زوجتك يا مَولاي، عُمر أصلي وجذوري ما هيتغيروا، حَتى لو مَر دَهر كامل

- ومين قال إني عايزك تِتغيري، أنا مُتَقبلك بأي شَكل، وأي حال
إرتاحت نَوعًا ما مِن حَديثُه، كون إن حَد يبقى مُتقَبلك بأي شَكل، ومايقَللش مِنك، ويشوفك في أحسَن صورة دي في حَد ذاتها فِكرة دافية جدًا، ولَكني كُنت بَرضو خايفة، خايفة يجي الوَقت اللي يَندم في على إختياري، خايفة يجي الوَقت اللي يُدرك فيه إني مش مُناسبة ليه بَعد فوات الأوان، وهتطمن إزاي وأنا طول عُمري لوَحدي، كُل شئ إتخلى عَني، اللي عاش طول عُمره مِن غير أمان يوم ما يَخبط العَوض على بابُه هَيفتكرُه فَخ، لَكن ما باليد حيلة، مَفيش في إيدي شئ غير إني أوافق، يا أما أرفُض وأختار طريق الهَلاك...

تَم الزِفاف بِصورة بَسيطة جدًا وهادية، بِناء علىٰ طَلبي ورَغبتي، بِصورة تِشبَهلي، كُنت واثقة إنُه هَيُرفض، ولَكنُه فَجأني ووافق...

- نَورتي غُرفَتك يا سِمو الملكة

إتوترت مِن وجودي معهُ في مَكان واحد، ونَبرة صوتُه ونَظراتُه ذادتني تَوتُر

• سِمو السُلطان، إزاي هَفضَل مَعك في نَفس الغُرفة

نَظرلي وإبتَسم، وإختَصر المَسافة اللي بينا

- إزاي تِفضلي في غُرفة غير اللي مَوجود فيها يا مولاتي

• أنا عايزة لِسموك الراحة، أكيد مش هَتبقى مِرتاح في وجودي

إقتَرب أكتر وقال، وهو مِركز في عَيوني، وعيونُه كان فيها شئ غَريب، فيها لَمعة، وكأنها لَمعة نِجم في سما

• أكيد مش هبقى مِرتاح غير في وَجودك وقُربِك

قَرب مِني أكتر وطَبع قُبلة على جبيني، وإحتَضني، كُنت ناوية أبعد عَن أحضَانُه، لَكني راوضني شِعور غَريب، شِعور عُمري ما حسيتُه قَبل كِدة، شِعور بالراحة والأمان، شِعور بِسكينة في روحي، اللي دايمًا مُفتَقداهم، وبِدون ما أشعُر رَفعت يدي وإحتَضنتُه، وقَربتُه لي أكتَر، وللحظة تَمنيت إني أفضَل في حُضنُه طول عُمري...
بَس للأسَف مِش كُل أمانينا مُجابة، فوقت مِن دوامة المَشاعر اللي كُنت فيها، وحَمحمت بِحَرج، وخَرجت مِن أحضانُه، وأنا بَلعَن غَبائى، مَع إنُه أصبَح زوجي، إلا إني لسه شايفة إنُه مِش حَقي، حاسة إنُه اليوم اللي هيستغنى فيه عَني جاي جاي، ولأجل ده لازم أأخذ إحتياطاتي، وما تعلقش بيه، لازم أفهَم أنُه مِش دايم، وإني بالنسابلُه مُجرَد بِنت بَسيطة هَتجيبلُه وَلي العَهد...

• أنا مُتأسفة يامولاي، أوعَدك مِش هَتِتكرر، هَنتبه إني أحافظ على حِدودي

عَقد ما بين حاجبيه، وظَهر على مَلامحُه الغَضب، وأردَف

- إفهَمي بقا، إنتِ أصبَحتي زوجتي أمام رَبنا، وأمام كُل العالم، ياعني أنا حَقك، وإنتِ حَقي، حِدود إيه اللي بِتتكَلمي عَنها، حَزاري أسمَع مِنك الحَديث الفارغ ده تاني.

خَفضت رأسي، وإتكَلمت ودموعي في عيني، وصوتي ظَهر عليه مشارف البُكاء

• أمرك يا مولاي

- إرفعي رأسك، أوعي تِخفضيها لحد أبدًا حَتى لي، إنتِ مِش قُليلة، إنتِ غالية، غالية جدًا...

نَظرتلُه بِخجل، وتوهت فيه، أول مرة أرَكز في ملامحُه، ملامحُه فيها هِدوء غَريب، تِحس إنَك مِش عايز تِعمل حاجة غير إنَك تَتأملُه...

مَرت الأيام، وكان عَند وعَدُه، مكَانش حَد يستَجري يِتكَلم عَني بسوء أمامُه، كان بيعاملني كأني شئ غالي، نادر، مَلوش وجود، شوفت مِنُه حُب، وإحترام، وتَقدير يكَفوا الكون بحالُه، واللي كان عَندي رَهبة مِنُه حَدث! قَلبي مال، قَلبي حَبُه، فَتحلُه الباب ودَخلُه، كأنُه ضَيف لَطيف مِستني وجودُه، بس شَكل الضيف ده أصبَح صاحب بِيت، ونَور قَلبي مِن عَتمتُه، وبقا طَيفُه في كُل مكان..

وذاتَ يَوم، حَدث ما لَم يَكُن في الحُسبان

** الأميرة "حُسنا" حَضرت سِمو المَلكة لَيال

أومأت برأسي بِمعنى السماح ليها بالدِخول، دَخلت، وظَهر ليا إنسانة مَلامِحها تَحمل كُل كِبر العالم، نَظراتها ليا كانت كُلها سُخرية، جَلست، ووضعت قَدم على الأُخرى..

° إيه مِستغرَباني؟ مِش أكتر مِني أكيد...أنا كُنت جاية النَهاردة عَشان أتعَلم مِن خِدعك وألاعيبك...يمكن أقدر أسحِر للسُلطان أنا كَمان وأقنعُه يَتزوجني

في اللحظة دي شَعرت بنار في قَلبي، نار لو خَرجت كُل شئ هَيصبح رَماد، شَعرت بِنار الغيرة...غيرة!!
شَكلي حِصوني بِتنهار ومَشاعري بِتسَلم، لَكني في نَفس الوقت مِش مِن حَقي أتكَلم خوفًا مِن غَضب السُلطان، مَع إن السُلطان أصبح زوجي، لَكني دايمًا مُنتظرة اليوم اللي هَيترُكني فيه..

° ساكتة، وإنتِ هَتعملي إيه غَير السِكوت، يا خسارة مَلامحك البريئة لا تَليق بألاعيبك

في اللحظة دي غَضبي ذاد وقررت أخرُج عَن صَمتي ورَديت عليها بِكُل هِدوء، مَع إبتسامة هادئة

• سِمو الأميرة ده كلام لا يَليق بأميرة مِثلك، الأميرات لازم يكونوا راقيين في إختيار ألفاظهُم

° قَصدك إيه
• قَصدي اللي فهمتيه سِموك

صوتها إبتدى يعلا ويظهر علىٰ نَبرتها الغَضَب

° وإنتِ بقا هَتعلميني أتحدث إزاي، بِنت بَسيطة مِثلك هَتعلم أميرة مِثلي

- مَلكة حُسنا

كان صوت السُلطان، اللي كان نَبرة صوتُه ونظراتُه لا تُبشر بخير أبدًا، قَرب مِني ومِسك يَدي ونَظر لي، ونقل نظرُه للأميرة وقال

- إزاي تتجرأي وتَتعدي حِدودك يا أميرة وتِغلطي في المَلكة ليال، كونك أميرة هنا في القصر ده مايعطكيش الحَق تِغلطِ غَلط شَنيع زي ده، إعتزري مِنها حالًا

° مُستَحيل

• الظاهر إنك نِسيتِ إنك واقفة أمام السُلطان، وده مش طَلب عشان تِرفُضِ ده أمر ولازم يِتنَفذ وإلا...

° أنا أسفة سِمو المَلكة، عَن إذنكُم

نَظرت لي بِتوعد وغَادِرت، نَظرت للسُلطان اللي كان مِصوب نظراتُه عليا وقولتلُه

• مكانش ليه لِزوم تِطلب مِنها تِعتزر لي سِموك

- أمال إيه اللي مِن وجهة نَظرك له لِزوم يا مَلِكة،
تِسمَحيلي أقولك أنا...

أومأت ليه برأسي، وبَدأ الكَلام وصوتُه أصبح عالي

- إنتِ كُنتي عايزاها تِفضل تِهين فيكِ، وتتجاوز، وإنتِ بِدورك هَتسكُتي عَن حَقك، إنتِ كان ناقصِ لِك ثِقة في نَفسك، وهي حَست بِقلة ثِقتك وإستغلت الوَضع، لو مَكُنتش أنا رَديت لِك إعتبارك مَكُنتيش إنتِ رَديتيه يا مَلكة، إنتِ رافضة تُدركي إنك أصبَحتي زوجتي ومِن حَقك كُل شئ هِنا في القَصر، حَتى أنا مِن حَقك، ومِن حَقك تِدافعي عَن الحَق ده، لَكِن إنتِ شايفة نَفسك أقل الناس هِنا

سِكت شِوية وإتنَهد وقال

- مَع إنك أعلاهم في قَلبي.....بَس إنتِ رافضة تِفهَمي أي شيء، وأنا غِلبت معاكي يا مَلكة، وهَسيبك تِختاري الشيء اللي يريَحك، ولو حتى الشيء ده بُعدِك عَني هَلبي لِك طَلبِك

قَلبي أصبَح نبضاتُه عالية، والخوف أصبَحت أسيره لُه، خوفت يِكون قَصدُه اللي فِهمتُه، عُمر قَلبي ما هَيتحَمِل الفُراق...

• ق قصدَك إيه؟

- قَصدي اللي فِهمتيه يا مَلكة

ومِن اليوم ده إتكَتب علينا الفُراق، وحَرم عِيوني مِن شوفتُه، كُنت طول الوَقت مِلازمة غُرفِتي، خَوفًا مِن مُلاقاتُه، خوفًا مِن نَظِرة عِتاب مِنُه، أنا فِعلًا غَلطانة، لَكِن غَلطي كان غَصِب عَني، كُنت خايفة يِترُكني، إزاي أتطمن وأنا طول عُمري وَحيدة، والخوف شيء أساسي في حَياتي، كان مِن المُفتَرض يِفهَمني، ويقَدر مَخاوفي

وذات يَوم، دَخلت الوَصيفة غُرفِتي والخوف كان مُكتَسح وجهها، وإتكلَمت وهي خافضة وجهها
^ سِمو المَلكة...سِمو المَلكة في مِرسال ليكي لَقيته أمام غُرفِتك، ومِتعلق فيه سلسة صَغيرة مَكتوب عَليها خَطر

• خَطر!!!! إعطيهولي بِسرعة وإنصَرفي إنتِ

إنحنت إحترامًا ليا وإنصَرفِت

إتَجهت بِسرعة لِباب الجِناح، وأغلقتُه بإحكام، وِفَتحت المِرسال وبَدأت في قِرأتُه وأنا كُنت خلاص علىٰ وَشك إني أفقِد أعصابي

تاني يوم إتنكرت في زي وصيفة وخفيت وجهي، وذهبت للحديقة الخلفية زي ما كان مكتوب في المرسال، وأنا بتلفت حواليا والخوف مالي قلبي، قلبي بينبهني بإن في شيء غلط، شيء غلط أكيد، لكني جازفت لأجل سلامة السلطان، أخر شيء كنت أتوقعه إن اللي في المرسال تهديد لقتل السلطان، وإني لأجل سلامتُه لازم أقابل صاحب المرسال...

• إنت مين

فجأة ظهر شخص مُلثم...ظهر من العدم، فجأة وكأنه شبح

؛ أنا مين!! لحقتي تنسيني يا ليال، لحقتي تنسي حبك القديم، أنا مالك حبيبك

• إيه اللي إنت بتقوله ده، مين إنت، وليه بتعمل كده

مالك بسخرية: لحقتي تنسيني...طبيعي قصر مرفه زي ده قادر إنُه ينسيكي حتى إسمك يا سمو الملكة

• إلزم حدودك أحسن لك 

فجأة لقيته نظر خلفي وكأن في شيء، وبحركة سريعة قرب مني ومسك يدي، ولسه هبعده عني....

• سمو السلطان!!!

كور السلطان يده بغضب، وعروقه برزت بطريقة وكأنها بتعلن قيام حرب قوية مصيرها الهلاك

- بس ولا كلمة...ياحراس إحتجزوا الدخيل ده

مالك بخبث: ليال حبيبتي إنقذيني...إنقذيني وهنسيب القصر ده فـ الحال ونتزوج
لسه بقرب منُه لأجل إني ألقنه درس يعيش عمره كله فاكره، لكن يد السلطان سبقتني، وضربه ضرب قادر إنه يحوله لعاجز العمر كله...وأمر الحراس يحتجزوه في الحال

شكل السلطان كان غير مُطمئن بالمرة، كانت أنفاسُه متلاحقة وصوتها عالي بطريقة ترهب، الخوف تملك مني، إحساس صعب إنك لازم تدافع عن نفسك بأي طريقة وكأنك مُذنب..وإنت لم يصدر منك أي شيء مِن الأساس.!

• سمو السلطا...

- نعم يا سمو الأميرة...هتدافعي عن نفسك إزاي، تعرفي العيب مني أنا، أول مرة في حياتي أغلط غلطة شنيعة بالشكل ده...الناس عندهم حق، إزاي أجيب بنت بسيطة لا أعرف أصلها من فصلها...وأجعلها زوجة لي

كلامه كان كالسهام بالنسبة لي، سهام إخترقت قلبي بنجاح، كنت في وضع لا أُحسد عليه...مَكُنتش قادرة أدافع عن نفسي بأي شيء...وهيفيد بإيه الكلام 

- إسمعي إنتِ هَتفضلي في جناحك لوقت ما أعرف هتصرف معاكي إزاي

وفجأة عطاني ضهره وأردف

- تِقدري تنصرفي

مِشيت...مشيت من غير ولا كلمة...وأنا حاسة إن قلبي مهزوم...وروحي هلكانة، لحد إمتة هَفضل الطرف المظلوم..الطرف المُضحي، العالم مكان غير مُنصف بالمرة، مكان أنا مَليش رُكن واحد بس فيه.! ودلوقتي أنا مستنية الحكم وكأني مُذنبة...

وفات علىٰ الوقت ده يومين...وكأنهم سنتين...الوقت كان بيعدي ببطء...وكأن عقارب الساعة وقفت...وكأن العالم كله وقف في اللحظة دي...

كُنت واقفة في شرفة غرفتي، بتأمل السما..النجوم..الليل
قد إيه خلق ربنا عظيم، عندي إستعداد أفضل واقفة كدة عُمري كُله...لكن فجأة شعرت بشيء غريب...شيء مِكتفني من ظهري، نظرت خلفي لقيته السلطان.! السلطان حاضني، ده أكيد حِلم!! وأثناء ما نظرات عيوننا إتلاقت، عيوني كانت بِتعاتب عيونه

- أنا أسف

ده طلع حقيقة مش حِلم زي ما ظنيت! فجأة لقيته لفني ليه وأنا لسة في حضنُه وقال

-ده حقيقة يا سمو الملكة...أنا أسف، صدقيني ماكُنتش قاصد أجرحِك
بعدت عنه وإتكلمت ببكاء وسخرية

•أسف علىٰ إيه سِموك..معقول السلطان بجلالة قدره بيعتذر مِن بنت بسيطة مِثلي

نظر لي بدون أي حديث، أكيد بيفتكر دلوقتي هو جرحني إزاي 

-سامحيني، أنا ماقدرش أبدًا أقلل منك أو أجرحك بِعمد يا سمو الملكة، صدقيني ده كان غصب عني، أنا إتبعتلي مِرسال علىٰ أساس إنُه مِنك بإننا نِتقابل في حديقة القصر، ولما جيت شوفت المنظر ده، الدم جري في عروقي، ماكُنتش مستوعب الشيء اللي بشوفه...لكني ما شكتش فيكي أبدًا...قلبي قالي إن في شيء غلط...وأثناء ما أنا واقف لمحت الأميرة حُسنا واقفة تِراقب اللي بيحصل..فشعرت إن أكيد هي ليها يد في كل ده..فا إضطريت أقولك كدة علشان تِظن أن مُخططها نِجح...واللي شكيت فيه كان صحيح، طلعت هي فعلًا صاحبة المُخطط الشنيع ده، كانت مِتفقة مع الشخص اللي قابلتيه علىٰ كل شيء حدث...لكن زي ما بيقولوا من حفر حفرة لأخيه وقع فيها، وهي وقعت ونالت العقاب اللي تستاهلُه...

كنت سامعة كُل شيء وشعرت كأني في دوامة، وكأني في عالم أخر، معقول البشر مُمكن يكونوا مؤذيين بالشكل ده، معقول ممكن الحقد والكره يعمي بصيرتهم وقلوبهم بالشكل ده..وكأنهم أداه للشياطين
وبدون ما أشعر دموعي خانتني وإتحررت من بين جفوني ونزلت كـ الشلال، قرب مني السلطان ومحاها وإحتضني، لا ده إحتضن قلبي..قلبي وروحي اللي إتطمنوا في وجوده بس..

• أنا بحبك..ماتسبنيش أرجوك

حسيت بحضنه اللي شدد عليا أكتر، وتنهيدة قوية خرجت منه، وقال وإحنا علىٰ نفس الحال

- تعرفي أنا كنت مستني الكلمة دي مِن إمته، تعبتي قلبي وروحي..أوعدك إني طول ما أنا عايش هَفضل بينك وبين العالم علشان أحميكي..بحبك

وبعد سبع سنوات

رحيل: مستحيل ألبس فستان أبدًا أنا مابحبش اللبس ده

نظرت ليها بقلة حيلة، غلبت أقنعها وأفهمها، واخدة عِند أبوها السلطان تمام، مش معقول بنت عندها ست سنوات واقفة تجادلني أكنها بنت كبيرة، أكنها هي اللي ولية أمري...الأمر يضحك صح، لكني دايمًا بالي طويل معاها لإن ده دوري، دور الأهل يكونوا صبورين، ولأجل ده كان لازم أقنعها لإني مش عايزاها تتجبر علىٰ شيءحتىٰ لو كان الصح.! عايزاها دايمًا راضية ومبسوطة...

ليال بإبتسامة: البنت تلبس فستان...الأميرة مايلقش بيها غير فستان....أكيد هيجي وقت وتقتنعي يا سمو الأميرة

عقدت يداها أمامها، وقال بِعند

رحيل: سمو الملكة أنا مِش هَلبس فُستان

- وليه أميرتي مِش هَتلبس فستان

ده كان صوت السلطان اللي دلف للغرفة بدون ما ننتبه لوجوده، إنحنينا إحترامًا لُه

رحيل بملامح وجه عابثة: تحياتي سِموك

ليال: كل الزعل ده لأجل إني بطلب مِنك تلبسي فستان، ده اليوم عيد ميلادك، وفي حفلة كبيرة في القصر لأجلك

سليم بإبتسامة وهدوء: لو تسمحي يا سمو الأميرة رحيل ممكن تِتنازلي وتِلبسي الفستان علشان الناس كلها مِستنيينك دِلوقتي..وأوعدك إننا هنتناقش في الموضوع ده بعدين

رحيل بتردد: وعد؟

سليم: وعد

جريت عليه رحيل وحضنتُه وحضنتني، وذهبت لغرفتها لأجل إن الوصيفة الخاصة بِها تِجهزها، وكل ده وأنا في حالة زهول

ليال: بقالي ساعة بقنع فيها..وسموك بكل سهولة وأقل جهد أقنعتها، مش معقول

سليم: دي قدرات خاصة سِموك

ليال: سمو....

قاطعني وقال

سليم: سموي بيحبك
كلمة..كلمة واحدة مِنُه قادرة إنها تِسعد قلبي وروحي اللي دابوا فيه، راجل لو الحنية إتجسدت في شيء هَتبقىٰ فيه، بيعاملني زي ما ربنا أمر "بالمودة والرحمة"، راجل إحتوىٰ خوفي وطمني، كان لي الأهل، كان لي عوض ربنا الجميل اللي طبطب بيه علىٰ قلبي، كان لي كل شيء سلبتُه مني الحياة، مُمتنة للأيام اللي جمعتنا، ولو رجع بيا الزمن كنت إختارتُه هو بكل حب، وبـ كدة أقدر أقول إني نِلت مُنايا، وإني مش عايزة شيء في الدنيا دي غيره هو وبنتي وبس، وبعد مرور سنين كتير قدرنا فيها نحكم المملكة بالعدل وبقوانين جديدة، قوانين المحبة والخير والعدل....

"وكأنك أَتيتَ نورًا لقلبي، ضماضًا لأيامي، وندباتي، أتيتَ
لتُنير لي حياتي، وتُصلح لي جِراحي، يا كُل جوارحي"

 
عبد العظيم رضا
عبد العظيم رضا
عبد العظيم رضا : «مواليد ٢٠٠٠» أسماء أخري: "تورنيد مصر"الذئب الأزرق"تسع حروف" "القلم الفرعوني" الأعمال الأدبية: ١_كتاب ويبقي الأثر ٢_ديوان كالخمر ٣_كتاب قيد الإرسال ٤_ديوان مافيش بينا أسف ٥_ديوان بارادويا ٦_ديوان ميكروباص «أعمال فنيه:» ١_مسرحيه حلاوه وهنادي

تعليقات