القائمة الرئيسية

الصفحات

lightBlog

News

حدوته جديده بقلم المبدعه «منه الله النجار » |تورنيد مصر

-هل آتيك بقدحٍ آخر سيدي؟
"وكأنّ النادل إنتشله من عالم آخر.. إستغرق الأمر منه عدة دقائق لإستيعاب ما قيل له ، طالع فنجانه الفارغ لِتمتعض ملامحه وكأن لهذا الأمر ذكرى سيئة مع معدته.. أعاد بصره للنادل وكأنه طفلٌ صغير يستغيث بأمه لتمنع عنه الدواء الذي يؤذيه بمرارته لا يشفيه"
=إنها مُرّة..
"لم يلتفت النادل لكل ما سبق كما فعلت أنا ، هو فقط إلتقط ظاهر الأمر"
-كيف ذلك؟! إنها زيادة كما طلبتها..
"شرد قليلاً ثم قال بهدوء يناسب حجم الألم بعينيه"
=صدقني حتي لو ملأتها بالسكر لما زالت مرارتها أبداً.. هل أخبرك أمراً!!
"النادل المسكين يقف أمامه كالتائه لا يعي ما يقوله الآخر ولا يدري ماذا عليه أن يفعل.. أجابه بشيء من التيه"
-أخبرني سيدي
"تتغير ملامحه بطريقة تأسر القلب.. ارتعشت شفتيه وكأنه علي وشك الإعتراف بسرٍ خطير"
=أنا لا أطيق القهوة ، حتي أن رائحتها وحدها تؤلم معدتي..
"لم أستطع كبح إبتسامتي ، رباه من أضاع هذا الطفل الصغير!! ما الذي أودى به لذلك الحزن؟ قاطع أفكاري صوت النادل"
-وَلِمَ أجبرت نفسك!! بإمكاني أن آتيك بشيءٍ آخر يُزيل مرارتها من فمك
=يمكنك إعتباره نوعاً من أنواع العقاب والعلاج معاً.. دعك من هذا وأخبرني هل يمكنك أن تأتيني بشيءٍ يُزيل طعم المر عن قلبي؟!
"لانت ملامح النادل حتي أنه نسي مهنته وما يتوجب عليه القيام به وسأله بإهتمام جلل"
-يمكنك إخباري بما يؤلمك.. مهما طال الأمر فَ بنهايته سَيُدير كلاً منا ظهره للآخر ويرحل في طريقه ، حتي أنه ربما لا تجمعنا الطرق من جديد
"بدا كمن كان ينتظر ذلك العرض ليقبله بلهفة ويبدأ بسرد ألمه ، حاولت كثيراً إثناء فضولي عنه ولكنني فشلت فبقيت أرقب ما يحدث بينهم"
=بالتأكيد أنك تراني حزينٌ بائس تقطعت به السبل فألقت به علي أعتاب الوحدة..
لكنني لست وحيد ، أقسم لك.. حولي الكثير من الأصدقاء ومنهم مقربون جداً من قلبي وأحمد الله كثيراً عليهم..
أولٰئك الذين يصغون إليّ ويبكون معي إذا تطلب الأمر ، حين أنجح بإنجازٍ حتي لو صغير بحجم قبضه يدي تُدمع أعينهم سعادة وفخراً وكأنهم من نجحوا..
يذكرونني أمام الله ولا حب أصدق من ذلك ، ولكن أخشىٰ أن أُثقِل عليهم بحزني فيرحلون كما فعل غيرهم..
في حقيقة الأمر ما قادني إلى كل ما أنا فيه سوىٰ الخوف
في البداية أخشى أن أقترب ، وإن إقتربت أخشى الإبتعاد
أخشى أن أكون ضيفاً غير مرغوب بوجوده في حياتهم..
يُخيفني أن يصيب الحزن قلب أحدهم وأكون أنا السبب بذلك.. كيف سأنام حينها ، وأيضاً كيف سأنام حين يُحزنني أحدهم!!
أخشى من كل شيء.. تلك الحياة مخيفة وقاسية جداً علي قلب رجل مثلي
"أدمعت عيناه غدراً علي حين غرة منه ، ولكنه لم يقاومها بل تركها علها تُزيح الحزن عن قلبه.. ضحك ساخراً"
=زد علي ذلك أنه لا يمكنني إفلات يدي من كل ما يربطني بتلك الحياة.. أخشى أن أتخلص من خوفي فيُصيبني خوف جديد لا يمكنني تحمله
"شعرت به كطفلٍ صغير خسر أمه فبات يخاف العالم بدونها.. تمنيت لو يمكنني الإمساك بيده وتعريفه علي هذا العالم وإزاله خوفه..
إنتصب واقفاً وقد أدرك ما هو فيه ، طالع الجميع بإرتباك خشية أن يكون إلتفت لأمره أحد.. ابتسم للنادل بعذوبه وكأنه لم يكن يبكي منذ دقائق ، ضمه إليه وبدا لي أنه يشكره..
ابتسم النادل وهو يتمتم بكلمات لم أتمكن من سماعها ولكنها جعلته يبادله الابتسام بسعادة ، لملم أغراضه ورحل..
تمنيت لو يبقي قليلاً بعد ، تصارعت مع فضولي ف صرعني منادياً النادل الذي وافاني علي الفور لقربه.. سألته علي إستحياء"
-ماذا أخبرته في ختام حديثكم ليبتسم هكذا؟!
-أخبرته أن تلك الحياة أقصر من أن يخشاها.. وأنني أنتظره مرة أخرى ليحتسي شيئاً يحبه ولن يكون مضطراً لطلب القهوة..
"أومأت له بهدوء فذهب ليُكمل عمله.. إبتسمت بهدوء وبداخلي ينبت أمل صغير بلقاءٍ جديد"

عبد العظيم رضا
عبد العظيم رضا
عبد العظيم رضا : «مواليد ٢٠٠٠» أسماء أخري: "تورنيد مصر"الذئب الأزرق"تسع حروف" "القلم الفرعوني" الأعمال الأدبية: ١_كتاب ويبقي الأثر ٢_ديوان كالخمر ٣_كتاب قيد الإرسال ٤_ديوان مافيش بينا أسف ٥_ديوان بارادويا ٦_ديوان ميكروباص «أعمال فنيه:» ١_مسرحيه حلاوه وهنادي

تعليقات