تكاد تخلو الشوارع من المارة، قلما قابلت أحدهم في ذلك الوقت، تختبيء الأيدي منكمشة داخل جيوب السترات، تتسارع الغيوم لتعكر صفو السماء البعيدة، تخفي خلفها ضوء القمر الخافت،
تهب نسمات الريح، تحمل معها زخات المطر التي تلاطف الوجه في نعومة باردة،
تتسارع الخطوات من أجل الوصول إلى الدفيء،
مع ازدياد انهمار المطر يركض من في الشارع بحثا عن ملجيء آمن خوفا من البلل،
لحظات وتخلو الشوارع من الناس، تمسك السماء عن مائها، البرد ينتشر ويملأ الأجواء، يكسو الطرقات والأرصفة، ليس للدفيء مكان في ذلك الوقت إلا هناك، داخل المنازل،
ينتشر ويغمر المشاعر خلف الأبواب المغلقة والنوافذ الموصدة،
هنا ينتصر الدفيء ويفر البرد مهزوما ليعود إلى الشوارع حيث كان.
تعليقات
إرسال تعليق