خاطرة بعنوان "عيناها اللامعتان" بقلم المبدعه «أسماء عطيه » |تورنيد مصر

يغرق الإنسان في الخطيئة لأنه يريد ذلك، يقاوم غايته في الحصول على كل شيء بالطرق المشروعة ليحصل عليها بتلك الطرق التي تلوث روحه النقية.

إبراهيم ذلك الشخص ميسور الحال، الذي يتجنب كل اغراءات الحياة السيئة لكي يحيا حياة بدون مصاعب، حياته ك حياة البعض سهلة وبسيطة، تتلاعب به الحياة لتسقطه أرضاً كلما حاول الصعود للأعلى ومقاومة سيئاتها.

حياة هادئة زوجة طيبة تحبه ويحبها، ووالدته تلك المرأة التي وهبته الحياة، ها هي الحياة تهدده بواسطتها، مرضت والدته أصبحت بين الحياة والموت وأملها الوحيد هي تلك العملية باهظة الثمن، فكيف لهذا الشخص الفقير أن يمتلك ذلك المبلغ الكبير!

لم يجد من يسانده حتى مرتبه الضئيل لم يكن كافي، وجد الحل الوحيد وهو صديقة (مصطفى) الذي قتل يأسه ومده لتلك الوسيلة التي سوف يقرض منها المال لينقذ زهرته المضيئة في الحياة، ولكن لكل شيء ثمن.. ولكل مساعدة عوائق مؤذية

وذلك ما أختاره إبراهيم لنفسه وبإرادته الملعونة.

فهل سينقذ والدته بعدما غاصت قدميه في الوحل؟

وكيف سيواجه إبراهيم تلك العواقب بمفرده؟ 

وما الذي يخفيه صديقة له؟

وما هي تلك الصفقة المشبوهة التي سيورط نفسه بها؟

اقتباس من الرواية:

 "الصداقة أجمل ما في الوجود، فقد قيل قديمًا (الصديق وقت الضيق) وقالوا أيضًا (ابحث عن الرفيق قبل الطريق). 

لكن ليس كل صديق صدوقًا، تجردت الأشياء الجميلة من معانيها، فلم يتبقَ منها سوى اسمها فقط، تبدلت الصفات الطاهرة، فأصبحت مجرد اسم جامد لا صفة له، أصبحنا في زمن المسخ، زمن القبح، زمن المصلحة فيه هي التي تغلب، أصبحنا الآن، (أنا ومن بعدي الطوفان!)، أصبحنا في زمن يقف فيه الغريب بجانبك قبل الصديق، بل أكثر من ذلك هناك من يجعل صداقتكما سلمًا يصعد عليه؛ ليرتقي هو لأعلى تاركًا إياك في الأسفل، بل يدهسك بقدميه، ويهشمك إن أمكن بكل ما أوتي من قوة دون هوادة أو رحمة، حتى يعلو على أنقاضك لمراده، ويغرقك كي ينجو، يطمسك كي يظهر، ويهدمك كي يعلو دون أن يفكر بمصيرك، أصبحنا في زمن المئة 

وجه، إلا من رحم ربي"

______

●الرواية: الصفقة المشبوهة

●الكاتب: محمد محمد سعيد علي

●تدقيق لغوي: دعاء فرج

●تنسيق داخلي: ساندي شريف إبراهيم.

●صدرت عن دار إبهار للنشر والتوزيع عام 2021.

●تصميم الغلاف: محمد دربالة