- ما هذا؟
- إنها زهور حمراء، ألا ترين!
- نعم، ولكن لماذا؟!
ابتسم قائلًا:
- اليوم عيد الحُب، يوم الأعتراف بالحُب.
ابتسمت ساخرة:
- أتصدق بهذه الخُرافات يا رجل؟
- خُرافات!
- نعم، الحُب وما شابه.
- ليست بِـ خُرافات، يوجد حُب في هذا العالم يا عزيزتي؛ لهذا السبب يوجد يوم للأحتفال به.
- أنا لا أُؤمن بهذه الأشياء.
قال بصوتٍ منخفض:
- لإنك حمقاء.
- ماذا؟
- لم اقل شيء.
أحمق من ظن أن العثور على الحُب الحقيقي سهلًا كـشُرب الماء، هذا أشبه بالبحث عن إبرة في كومة قش.
- وماذا يجب أن نفعل في هذا اليوم؟ أنا وأنت ليس لدينا حبيبان.
ابتسم بحُزن وقال:
- أنا لدي.
نظرت لهُ مُندهشة:
- ماذا! ماذا تقول!
- نعم، لدي حبيبه.
- لماذا لم تُخبرني؟ وأين رأيتها؟ وهل اعترافت لها بِحُبك أم لا؟
- إهدئي، إهدئي ما كُل هذه الأسئلة يا فتاة؟!
- أريد أن أعرف هيا أخبرني.
- حسنًا.
- هيا.
تنهد ثم قال:
- من أين أبدأ؟ ماذا تُريدي أن تعرفي؟
- كل شيء، أين رأيتها؟ وماذا تحب؟
- حسنًا، من عامٍ مضى في مثل هذا اليوم، رأيتها وهي تركض خلف الأطفال الصغار؛ لي تعطيهم بالونات حمراء اللون..
- أنتظر، أنا أيضًا فعلت مثلها العام الماضي!
- نعم، وهي تُحب الأطفال كثيرًا.
- وأنا أيضًا، أحب الأطفال حبًا جمًا.
- إنها تُحب اللون الأزرق كثيرًا.
- وأنا أيضًا، يبدو إننا مُتشابهتان.
همس بصوتٍ منخفض:
- يا لكِ من حمقاء.
- لماذا تتحدث بصوتٍ منخفض، أنا لا أستطيع سماع ما تقول؟
- لا شيء، هل تريدي أن اُكمل؟
- نعم، أخبرني أهي جميلة؟
ابتسم وقد لمعة عيناه:
- هي جميلة حد السماء.
- هل تصفها ليّ؟
- إنها لديها عينان لامعتان، وابتسامة تشبه ابتسامة الأطفال، ويوجد حفرة بجانب شفتايها تظهر عندما تبتسم، هي جميلة جدًا، إنها تُحب كل شيء بهذا العالم، كل شيء، إلا أنا.
- لماذا؟! أنت شخصًا رائع، وجذاب، وحنون، أنت...
- هل أنا أستحق الحُب؟
- جميعًا نستحق الحُب.
- هل تُحبيني؟
- نعم، فأنت صديقي.
تبًا لكِ يا عزيزتي.
- قلتِ للتو إنكِ تُحبيني ؟
- نعم، لأنك صديقي.
- إذًا تؤمنين بالحب؟
- لا، نعم.. اقصد إني أُؤمن بحُب العائلة والأصدقاء، لكن أن أؤمن بِوجود حُب بين شخصان لا يعرفان بعضهم ولا يجمعهم سوء شيء يُسمى الحُب هذا ما لا أصدق به.
وما أصعب البوح لي شخصٍ كـاللوح.
- لَم تُخبرني هل اعترافت لها بِحُبك أم لا؟
- لا، لم اُخبرها.
- أنت أحمق؟
- لماذا؟!
- تقول اليوم يوم الأحتفال بالحُب، وتجلس معي! كان يُفترض عليك الذهب لها بدل من تواجدك معي!
- لماذا؟
- لِـ تعترف لها بِـحُبك!
ابتسم واعتدل في جلسته:
- أخبريني إذًا ماذا أقول أو أفعل؟
- خذ هذه الزهور لها بدلًا مني.
- حسنًا، وماذا بعد؟
- تذهب وتُخبرها بِـحُبك..
- ماذا أقول لها؟
- قول لها أنا أُحبِك..
- أنا أُحبِك.
- نعم، هكذا، تُخبرها بها وأنت جالس على قدمك على الأرض وتعطيها الزهور.
جلس أمامها وفعل مثل ما قالت وقدم لها الزهور:
- أنا أُحبِك.
- قولت لك لها، لها، وليس ليّ، لي حبيبتك يا أحمق!
- تالله لستُ الأحمق الوحيد هُنا.
- ماذا تقصد؟!
اعتدل في وقفتهُ واوقفها أمامه:
- يجب عليّ الذهب بالزهور لـ حبيبتي؟
- نعم.
جلس على الأرض:
- والجلوس أمامها على الأرض بطريقةً رومانسية؟
- نعم!
مد لها الزهور:
- واعطاء الزهور لها؟
- نعم!
- واعترف بحبي لها؟ أنا أُحبك.
- نعـ... ماذا؟!
- نعم، أنتِ حبيبتي، حبيبتي الحمقاء.
-…
وقف أمامها:
- أخبرتك أشياء تخُصك كي تفهمي؛ لكنكِ ظننتيها لفتاة أخرى، وتنعتيني أنا بالأحمق؟ بل أنتِ الحمقاء.
- تُحبني؟!
- نعم، مُنذ اللحظة الأولى.
- ولكن أنا أحبك كصديقي فقط!
- لا.
- بلا، أنا من تعرف بماذا تشعر!
- حسنًا، سوف أسألك عدة أسئلة للتأكيد لكِ إنك تُحبيني.
-...
- أنتِ قلتِ إنك لا تُحبيني؟
- لا، أنا أحبك؛ فأنت صديقي.
تبًا لكوني صديقك.
- السؤال الثاني: لماذا تقلقي وتبكِ حين امرض؟
- لأنك صديقي وأخافُ عليك.
أهدأ يا صاح فالتهدأ.
- لماذ...
- لا تقل شيئًا آخر، أنا أحبك كصديقي فقط.
- حسنًا، كُنت أعلم إنك سترفُضين، عليَّ اخبارك بشيء مهم.
- ماذا؟
- لقد حجزت تذكرة للذهاب للعمل في الخارج، وهي بعد ساعة من الآن.
- ماذا تقول؟!
- كانت محاولتي الأولى والأخيرة، كنت أعلم إنك سترفضينني؛ لهذا استعديت للسفر.
- لا أصدقك، لا..
- بلا، عليّ الذهاب الآن... هل ليّ بعناقٍ صغير قبل الذهاب؟
- لا...
- حسنًا، لا بأس، اراكِ لاحقًا عزيزتي.
التفت للذهاب وعلى وجهه علامات الحُزن، وذهب!
هل التخلي عني سهلًا هكذا؟!
- أنتظر، فالتنتظر..
وقفت كي تستطيع التنفس من الركض:
- العثور عليك ليسا بهين.
- ماذا تفعلي هُنا؟!
- أتيتُ لك.
- لماذا أتيتِ؟
- أكان عليّ تركك ترحل؟!
- هذا ما فعلتيه!
-لا، لم أفعل، لم أكن مدركه لما حدث، وحين ادركت كنت ذهبت أنت!
- ماذا تُريدي الآن؟
- لا أريدك أن تذهب، عليك بالبقاء..
- أنتِ لا تُحبيني، فلماذا أبقى؟
- أنا أحبك، فأنت...
- عليّ الذهاب الآن، اراكِ لاحقًا.
بصوتٍ قارب على البُكاء:
- أرجوك أنتظر.
تنهد وقال:
- ماذا الآن؟!
- ماذا تريد؟
ابتسم:
- عناق، أريد عناق قبل ذهابي.
- أنا لا أمزح، هل تريد ترككِ وحدي؟
- لا أريد، لكن...
- قلت لك أحبك، وتريد أن تذهب؟!
- لكن أنتِ..
- أنا أحبك، وليس كصديقي.
- ماذا؟!
- نعم، أحبك، حين ذهبت وتركتني لم أجد شيء أفعله غير البُكاء، ألمني قلبي ولا أعرف هل بسبب خسرتك كصديقي أم رحيل حبيب! ولكن ابتسمت بين بُكائي؛ لتذكري كل شيء فعلناه سويًا... شعرت حقًا إني أحبك؛ لهذا أنا هُنا الآن.
- تُحبيني؟!
ابتسمت:
- نعم، أحبك.
- حقًا؟
- حقًا.
- فالتأتي بعناق إذًا.
عليَّ التمسك بك؛ فأنت نبضة قلبي الأولى.
- أريد أن أخبرك بشيء.
- ماذا؟
- ما كنت لأتركك وحدك أبدًا.
- نعم، نعم، والدليل على هذا وجودك في قاعة المطار!
وضع يده في خصلات شعره وابتسم:
- كانت مجرد خُطة للتأكد من مشاعرك، وقد نجحت.
- تعلم أنا أكرهك.
ابتسم:
- وأنا أيضًا عزيزتي.
تعليقات
إرسال تعليق