نظرت ياسمين للهاتف ببلاها كأنها ترى نكته سخيفه لا تفهمها كانت المسدچ كفيله بايقاف عقلها عن الفهم....
المسدچ كانت من جاسر يخبرها بانه لا يستطيع اكمال الخطبه و انه الان خارج مصر و لن يعود مره اخرى....
ظل ياسمين على هذه الحاله من الصدمه حتى انها لم تصدر اى رد فعل فقط ظلت صامته ليطول صمتها لسنوات حتى الان صدمتها كانت كفيله ببقاء الصمت حليفها استطاعت بعد سنوات عديده فقط ان تجعل عيناها تزرف الدموع بصمت...... فى الان بالمعنى الاصح فاقد للحياه قد فقدت روحها لكن جسدها مازال حيا ......
" باك "
دلفت سمر (والدتها) لغرفة ياسمين بحزن على حالتها التى لم تتغير منذ سنين رغم محاولاتهم المستميته لاخراجها من تلك الحاله و اخراجها من غرفتها على الاقل فكان اقصدى ماوصلوا لها جعلها تذهب معهم لڤيلا لبنى.
جلست سمر بجانب ياسمين لتردف بحزن : يا حبيبتى حرام عليكى نفسك كفايه دموع بقا انتى موتى نفسك بالحيا و هو عايش حياته فوقى يا حبيبتى فوقى... ظلت سمر تتحدث مع ياسمين لكن لا حياة لمن تنادى فمازالت صامته كما هى لتتركه بحزن و خرجت من الغرف تشد خلفها اذيال الخيبه و الهزيمه ككل يوم لم تفلح فى هز شعره منها....
*************
على الجانب الاخر فى شركة عدى....
كان عدى يجلس فى مكتبه بشرود يفكر فى طريقه لاقناع مازن بها للعوده و مواجهة ياسمين بالحقيقة... ليقطع شروده انفتح المكتب و دلوف احد ليوجه عدى نظراته للباب على اعتقاد انه اياد لكن الصدمه كانت حليفته ليتفاجئ بمازن يدلف من الباب لكن بشكل مختلف عن عادته فكانت ملامحه مطفئه يخيم الحزن عليها كذلك الجسده اصبح نحيل اكثر...
مازن بابتسامة باهته : هتفضل تبصلى كدا كتير!!
لتتحول نظرات عدى لفرحه حتى ركض نحوه ليأخذه بين احضانه و يردف : وحشتنى .. وحشتنى اووووووى
مازن بابتسامة حب : انت كمان و الله
عدى بابتسامة مماثله : كأنك حاسس بيا و حققتلى تفكيرى
مازن باستغراب : ازاى
عدى : كنت لسه بفكر بطريقه ارجعك بيها مصر
عدى محاولا استجماع قوته فهو يعلم ان كلامه سيزيد جرحه : عشان لازم تواجه ياسمين لازم..
ليقاطعه مازن بغضب : انا مستحيل اعمل كدا انت عارف كويس المواجهه دى كفيله تدمر حياتها
عدى بهدوء مصطنع : و انت ببعدك كدا مادمرتش حياتها مادمرتهاش اما سيبتها فجأه اما وصلتها للحاله اللى هى فيها دى لا بتتكلم و لا بتخرج جسد من غير اى روح كدا مادمرتهاش؟!!! انت شايف كدا !!!
ليجلس مازن باهمال على الكرسى و يردف بانكسار و حزن يطغى على صوته : دمرتها عارف بس مش قادر اوجهها انا حتى مش قادر اوجه نفسى مش قادر اتقبل الحقيقه دى حاسس بكسره و ضعف عمرى ماحستهم قبل كدا....
عدى بحزن على صديقه : و هتفضل مكسور و ضعيف كدا طول مانت مش قادر تواجه لا انت مش حكايه مش قادر انت مش عايز اصلا..... انت لازم تواجه لازم تفوق و تقف على رجلك تانى انسى اللى فات انسى حاجه انت و هى مالكوش ذنب فيها دفعتوا سنين كتير فى عذاب و انتوا بعاد بسبب حاجه غصب عنكوا .....
مازن بهمه : عندك حق لازم اواجه لازم انا هقولها كل حاجه و هنعدى سوا و هنبقا اقوى انا متأكد..
عدى بابتسامة : ايوا كدا هو دا مازن اللى اعرفه ليحتضنه عدى بقوه و فرحه كبيره
عدى : بس مقولتليش ايه خلالك تنزل كدا من نفسك
مازن بابتسامة : زى مانت قلت عشان احققلك تفكيرك...... حسيت انى عايز انزل..........
******************
على الجانب الاخر فى ڤيلا عدى.....
عاد الجميع من مدارسهم ليتجهوا مباشرة لغرفهم لاستبدال ملابسهم و اداء فرضهم......
انتهى يامن من صلاته ثم اتجه لغرفة ساره للتحدث معها بخصوص اسر
دق يامن الباب حتى سمحت له ساره بالدلوف.....
يامن بابتسامه : فاضيه يا انطى انتكلم مع حضرتك شويه
ساره بابتسامه : و لو مش فاضيه افضالك يا حبيبى تعالى..
دلف يامن للداخل و جلس بجانب ساره ليزدرد ريقه ثم اردف : هحكى لحضرتك على حاجه بس مش عايز اسر يعرف انى قلت حاجه
ساره ببعض : اكيد يا حبيبى قول فى ايه !!!
بدأ يامن بقص عليها ماحدث بالمدرسه و ان اصدقائه ليسوا جيدين كفايه لمصادقتهم...
ساره بضيق من ابنها : ماشى يا حبيبى انا هتصرف و مش هقول انك قلت حاجه
ليومئ لها يامن ثم اردف : حضرتك مش هتنزلى تتغدى
ساره : هنزل يا حبيبى يلا..
ثم اتجهوا سوايا للاسفل حيث كان الجميع لتناول الغداء..
جلس الجميع لتناول الغداء و هم يتحدثون سويا لتبدأ ساره بقص عليهم شئ حدث معها اثناء صغرها...
ساره : مره و انا صغيره فى المدرسه كنت مصاحبه بنات كانوا معروفين اووى فى المدرسه انهم اروش شله و كتير كانوا بيتمنوا يدخلوا شلتهم دى
و انا كنت بتمنى بردو ادخلها يعنى كان الواحد ايامها مهتم يبقا معروف بس مش مهم بعروف بانهى صفه...
هنا بانتباه : و بعدين ياما دخلتى الشله دى
ساره بابتسامه : اه دخلتها بس دخولى فيها كان اكبر و اصعب درس اتعلمته
اسر بانتباه : ازاى
ساره بسعاده لقرب وصولها لهدفها : دخلت فعلا شلتهم و كانت الشله دى مشاغبه فى تصرفاتها و بتتريق على اللى رايح و اللى جاي زى مابتقولوا دلوقتى كدا بيتنمروا على الكل.....
سهر : ليه كدا يا انطى كدا الشله دى مش كويسه
ساره بابتسامه : هى فعلا ماكانتش كويسه فضلت معاهم و بدأت تصرفات تبقا زيهم فعلا لدرجة ان اغلب صحابى كرهونى لتكمل بحزن لحد ما بابا اتوفى..
اسر : ايه اللى حصل بعد كدا!!
ساره : كنت حزينه جداا على بابا الله يرحمه و لان شلتى دى ماكانتش كويسه ماحدش منهم وقف جنبى فى حزنى بل بالعكس فضلوا يتريقوا على عياط و حزنى و شكلى اللى اتغير من الحزن عارفين مين وقف معايا
هنا : مين
ساره : صحابى اللى بعدت عنهم كل اللى كنت بأذيهم بتصرفاتى و كلامى وقفوا جنبى و دعمونى لحد ما خرجت من محنتى دى لحد كبير..
لتكمل ساره بابتسامه : و من يومها اتعلمت اختار صحابى بتأنى و مش اي شله معروفه ادخل فيها لمجرد انى اتعرف فى المدرسه و كانت من احسن الصحاب اللى اختارتهم نغم..
نغم بابتسامه : و انتى اختى مش بس صحابتى
فاطمه بابتسامه : ربنا يديمكوا لبعض ياارب
ساره / نغم : ياارب
انتهوا جميعا من تناول طعامهم ليتجه كل واحد لغرفته لمذاكرة دروسه...
فى منزل ايمن الخولى (والد يوسف) ...
كانت قمر تجلس مع صديقتها جنه بعد ان انهوا مذاكره دروسهم..
قمر : يا بنتى خفى شويه من التليفون دا
جنه و مازالت تنظر لهاتفها : حاضر حاضر بس الفيس دا ممتع جدا و تقدرى تتعرفى على ناس كتير من بلاد مختلفه
قمر بنفاذ صبر : يا بنتى كل دا غلط ماتتكلميش مع حد ماتعرفيهوش
جنه و هى على حاله : حاضر يا قمر حاضر
قمر باستسلام : مافيش فايده انا ماشيه لتتركها و تتجه للخارج مغادرة لڤيلتهم... حتى قابله يوسف بالاسفل قبل مغادرتها بابا الڤيلا...
يوسف : ازيك يا قمر عامله ايه
قمر بخجل : الحمدلله بخير
يوسف : انتى مروحه و لا ايه
قمر : اه
يوسف طب تعالى اوصلك
قمر بسرعه : لا لا مافيش داعى انا هروح لوحدى
يوسف : يا بنتى اسمعى الكلام انا اساسا كنت راجع لزياد عشان اوديله شوية حاجات كان قايلى عليهم
قمر باستسلام : ماشى
يوسف : ثانيه واحده اجيب الحاجه و جاي.... لتومئ له قمر بموافقه ليتركها يوسف و يصعد لغرفته فى حين اتجهت هى للخارج تنتظره فى الجنينه.......
وقفت قمر بشردو فى تغير حال جنه بشكل كبير من جانب و من جانب اخر دراستها و خوفها من المستقبل ليقطع شرودها ما جعلها تركض من الذعر و دموعها تنهمر على وجنتيها.......
تعليقات
إرسال تعليق