القائمة الرئيسية

الصفحات

lightBlog

News

حدوته جديده بقلم المبدعه «رنا سامح » |تورنيد مصر

=أنا عندي إقتناع تام إن مفيش حب حقيقي في فترة المراهقة إلا نادر مش هنكر والباقي كله بيبقا نذوات، إعجاب، حُب عيال زي ما بيقولوا ودا مش تقليل من المراهقين أبدًا لا، المراهقة دي فترة اي بني آدم بيعدي بيها وأنا وأنتوا وكل حد كاتب كومنت هنا؛ بس هي فترة محتاجة تركيز شوية، أنت دلوقتي في مرحلة كلها لخبطة هرمونات، لسه بتبدأ تتعرف على نفسك وتتأقلم على إنك بطلت تبقى طفل خلاص وهيبدأ يبقى عندك مسؤوليات، طموحات، أحلام هتعافر إنك تحققها، في عزّ كل دا طبيعي إنك تعجب بحد تبقى حابب إن حد يهتم بيك عملت إيه خرجت فين إحكيلي يومك و و و...، والحد دا بيحصله نفس الشيء وبنجذب ليك أو ليكِ، يعني الموضوع كله من أوله لأخره أنجذاب وانبهار بس، لو أنت حاسس غير كدا أجمد، قوي قلبك واستعن بالله واستنى الفترة دي تخلص، ولو لقيت نفسك لسه حابب البنت دي حتى بعد ما خلصت فترتك، راح الإنبهار وحابب تكمل الباقي من عمرك معاها يبقا سمِ الله وروح أتقدم، ونصيحة مني افتكروها دايمًا من واحدة شافت كتير، أوعوا..أوعوا تعلقوا نفسكوا بحبال دايبة يا ولاد، دُمتم بخير.

سبت الفون وخدت نفس طويل ورجعت بضهري ورا على الكرسي، كان بوست باعتينه في جروب الدفعة بيقول إيه رأيكوا في حب المراهقة، وأنا طبعًا طبعًا كمعلمتهم الحلوة السُكرة لازم أقول رأيي معاهم ولا عشان معلمتهم مقلش رأيي يعني!

-ماما..ماما أنا جيت، أنتِ فين؟
=أنا هنا يا حبيبتي تعالي.
جت وقعدت جمبي فلفيت ايدي وحاوطتها=عملتي إيه في الإمتحان؟
دمعتّ-كان وحش، 
بدأت في العياط -وحش اوي بجد.
ضميتها ليا=طيب بس بس استهدي بالله كدا، بتعيطي ليه؟
-بعيط عش..عشان أنا تعبت اوي وتعبي دا كله را..راح على الفاضي، أنا قلبي واجعني اوي يا ماما..اوي.
=سلامة قلبك يا حبيبة ماما، بصيلي كدا بصيلي.
بصتلي وهي بتعيط ف مسكت ايدها=مش أنتِ عملتي إلي عليكِ؟ عملتي إلي عليكِ ولا لا! 
هزت راسها بأه وعيطت تاني-عملت وربنا شاهد أنا عملت إلي عليا وضغطت على نفسي قد إيه. 
=طيب خلاص بقا متعيطيش هعيط معاكِ والله اهو! مش أنتِ بتقولي إنك عملتي إلي عليكِ؟ ايوا عملتي وأنا شاهدة بِدا بعد 
ربنا يبقا إيه بقى؟ بتعيطي ليه والباقي كله مكتوبلك ورب الخير مبيكتبش إلا الخير؟ أنتِ بس مطلوب منك إنك تعملي إلي عليكِ وتبذلي بالأسباب مش أكتر، الباقي ناخد نفس عميق كدهو ونتوكل على الله ومَن توكل على الله فهو حسبه وهيقف معاه دايمًا، أوعي تقولي إن تعبك ضاع، ربنا مبيضيعيش تعب حد أبدًا ولا عمره كان ظالم لدرجة إنه يضيع سهرك طول الليل مَكفِية على الكتاب أبدًا والله، ف أحنا دلوقتي نستهدي بالله ونقول الحمد لله ونروح نصلي ركعتين شكر لربنا إن المادة دي عدت بحلوها ومُرها ونقوم نريح شوية عشان نصحى نذاكر للمادة إلي بعدها واحنا ناسيين إلي عدت دي خالص، إتفقنا؟
هزت راسها وحضنتني-إتفقنا، شكرًا إنك موجودة، أنا بحبك اوي والله ربنا يديمك وأقدر افرحك واجيب نتيجة تقر عينك.
شديت على حضنها=وأنا بحبك اكتر يا حبيبة ماما، وإن كانت النتيجة هتزعلك وتعمل كل دا فيكِ ف تغور النتيجة والله أنا كفاية عليا أنتِ، عارفة إنك بتحاولي على قد ما تقدري إنك تعملي إلي عليكِ وأنا مقدرة دا، بس النتيجة وكله في كوم وأنتِ لوحدك في كوم تاني تمام؟
هزت راسها بإبتسامة وهي بتقوم وتروح اوضتها-تمام.
=طب مش هتاكلي يا حبيبتي أعملك أكل؟
-لا يا ماما مش حابة كلت في المدرسة.
اتنهدت=إلي يريحك يا بنتي.

دخلت وأنا فضلت أفكر فيها، عارفة إنها يا نور عيني بتضغط على نفسها اوي عشان تجيب درجات حلوة في ثانوية عامة وأنا شايفة دا بنفسي بس أنا مش حابة كدا؛ أكيد اه هبقى حابة إن بنتي تكون أحسن واحدة في الدُنيا وجايبة درجات حلوة بس لو الدرجات دي هتيجي قصاد صحتها ونفسيتها يبقى بلاها، خدت نفس وكلمت عُدي عشان يحاول ييجي من الشغل بدري، إنهردة أول يوم في امتحاناتها وهو عارف كويس إننا لازم نكون جمبها و واقفين معاها.

¬السلام عليكم.
باس راسي¬ أخبارك يا حبيبتي؟
=وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، الحمد لله في زحام من النعم، أنت أخبار يومك إيه؟
¬ياه دا حصل حاجات قد كدا بس الحمد لله على كل شيء، هبقى أحكيلك أكيد بس خليني اشوف قُدس الأول هي فين؟
=في اوضتها جوا مخرجتش من ساعة ما جت وأنا محبتش اضغط عليها.
¬بقى كدا تسيبيها لوحدها يا وسام.
قال وهو بيروح على اوضتها¬كلامي معاكِ بعدين يا ست ويسو.
=أحم عُدي استني.
¬خير؟
=هيجرى شيء لو قلتلك إني كنت تعبانة ونايمة وملحقتش أعمل أكل؟ بالله ما هيجرى شيء!
إبتسم¬مش هيجرى شيء لا، أنا كنت طالب KFC بما إن قُدس بتحبه قلت عشان تفك شوية ونسيت اقُلك معلش.
ضحكت= يا خواتي على قرة عيني المُتفهم القمر يا خواتي.
ضحك وطبّل على باب قُدس بهزار¬افتحي يا تالتة ثانوي يا مزنوقة أبوكِ جه.
خرجت من ورا الباب وبعياط-باباا.
¬تعالى في حضن أخوك يا فواز.
حضنها وقال بهزار¬يا بنتي أخرها متر في متر بتعيطي ليه قوليلي بس!
=عُدي!!
همسلها¬اهو أمك هتاكلنا اهو.
=سمعتك على فكرة.
شدها من إيدها وقعدها على الكنبة¬حبيبة بابا بتعيط ليه؟ إحنا مش إتفقنا إن اي شيء ربنا كاتبه لنا هو الخير وإن الثانوية مش نهاية الدُنيا؟
ضحكت من وسط دموعها-طب بالله دا شكل عيلة بنتهم في تالتة ثانوي والمفروض ضاغطين عليها!
¬قُدس حبيبتي أنتِ مضغوطة خلقة هو أنتِ ناقصة إننا نضغط عليكِ؟
دمعت-ما عشان كدا مش حابه إني أضيع ثقتكوا فيا وإني افرحكوا بنتيجتي، أنا عارفة إنكوا تعبانين عشاني ومقدره دا وحابه اخليكوا فخورين بيا.
حضنها¬بس أحنا فخورين بيكِ دايمًا يا قُدسي، كفاية إنك بتعملي إلي عليكِ واحنا شايفين دا.
هزها بهزار¬فوقي يلا فوقيي أنا طلبتلك KFC.
ضحكت-قول والله!
إبتسم-والله.

كنت واقفة من بعيد شايفاهم وبدمع من فرحتي بيهم، يارب الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مُبارك فيه، أخيرًا العيلة إلي بتمناها وشايلة همها وازاي هخليها عيلة سويّة ترضيك وتطلع أطفال سويّين نفسيًا تمت! فخورة اوي بعُدي ومحاولاته الدايمة في إنه يقرب منها ويفرحها، عارفة إن الظروف مش أحسن حاجة وملطشة معاه ومع ذلك طلبلها إلي هي بتحبه، منكرش إن حياتنا مش وردية دايمًا، فيها مشاكل وخناقات وشد شعوّر والنكد بتاع أخر كل يوم بس بردو فخورة إني قدرت أحقق العيلة إلي في مخي، صحاب قبل ما يكونوا عيلة، العيلة إلي ربنا يبقى فرحان وهو شايفها عايشة بالمودة والرحمة من غير قلة أحترام لأي حد فينا، إلي معلمين بنتنا إنها تشوف ربنا قبل كل خطوة تخطيها ولا تتحركها، الحمدلله فَواللهِ ما كانت العيلة هتتم لولا فضل ربنا علينا.

فوقت من سرحاني عليهم وهم جايين وبيحضنوني هم الأتنين، شوية وكان الطلب جه فَكلنا ولميت الأكل أنا وقُدس وقعدنا جمب بعض على الكنبة، جبت السحلب وحطيته قدامهم وقعدت وبدأت اضم البطانية ليا وليهم.
-بابا هو أنا ممكن أسألك شيء؟ 
¬أكيد يا حبيبة بابا. 
نطيت في الكلام=وهل ماما جصرت في حاجة ما تسأليني أنا كمان! 
ضحكت-حاضر يا ست الكل يا قمر أنتِ. 
=ايوا ايوا كلي بعقلي حلاوة يا بكاشة. 
بصت لابوها-طب بالله قمر ولا مش قمر؟ 
بصلي وهو بيضمني ليّه¬قمر ونص.
إبتسمت وبصتله، لسه زي ما هو متغيرش، حقيقي مُمتنة لوجوده وحُبه ليا. 
قال بضحك¬أنا مقدر إني وَلا حلِيوة وكل حاجة بس ممكن تسيبك من جمال عِيوني ونسمع بنتك؟ 
ضحكت-اعتبروني عاطف معاكوا كملوا عادي. 
زقيته وبعدت عن حضنه=بقا كدا يا سي عُدي ماشي ماشي، تعالي يا بنتي أحكيلي أنا سيبك من أبوكِ. 
-أحم كنتِ قايلالي قبل كدا إن بابا هو حُب مراهقتك. 
بصتلها وتنحت وهو اتفتح ضحك¬بقا كدا يا ست ويسو! اومال كنتِ مطلعه عيني ليه وقتها؟ 
-بابا حبيبي متنساش إنك كنت قايلي إنك كنت بتحبها من أولى ثانوي. 
اتعدل في قعدته¬بنت عيب إحنا بقينا بننشر أسرار بعض قدام الخلق كدا؟
=خلق؟ أنا خلق يا عُدي! وبعدين ما أنت كنت مفقوس يا حبيبي إحنا هنكدب على بعض. 
-بس بس، ندخل في المهم كنت هقولكوا تحكولي اتعرفتوا على بعض ازاي، أنا قرأت الكومنت بتاعك إلي كان مبعوت في جروب الدفعة دا إلي فكرني بالموضوع، أنتِ مقتنعة بالكلام دا ومربياني عليه وإن حرام الكلام بين الولد والبنت، اومال ازاي أنتِ وبابا كنتوا حب مراهقة بعض؟ 
¬استني يا ستي هحكيلك أنا، أنتِ عارفة إن مامتك حبيبتك كاتبة قد الدُنيا، وقتها كانت كاتبة سكريبت وأنا دخلت قلت رأيي فيه، منكرش إن عجبني تفكيرها جدًا وشخصيتها العفوية إلي روحها طالعة في السكريبت وأفكارها إلي بتبقى مميزة عنهم ولو شيء بسيط بس كفاية إن هي إلي كاتباه، وقتها أنا كنت شاب طايش بقى في فترة مراهقتي، اه كنت عارف الحلال من الحرام واهلي مربييني على دا بس كل بني آدم خطاء فحاولت إني اتعرف عليها و..
=استني هكمل أنا، أبوكِ يا ستي كنت بعمله بلوك من أكونت يدخل من أكونت تاني، منكرش إني كنت حابة إهتمامه مع إني كنت متأكدة إنه إنبهار وهيروح مش أكتر ف كنت بعمل معاه إتفاقات كتير إننا منتكلمش، وضحتله إن كلامنا حرام ومينفعش وحطيت ربنا قدامي قبل أي شيء وأخر حاجة كانت إني عملتله بلوك من كل اكونت ممكن يكلمني منه وقفلت الدنيا في وشه، وبما إنه كان بدأ يقتنع بالكلام إلي قلته له فمكلمنيش تاني، ويشاء القدر إني وأنا رايحة الجامعة بعد فترة شوفي قد إيه تلات سنين تقريبًا إننا نتقابل، كنت عارفاه من صورته وهو نفس الشيء.
كمل عُدي¬عارفة يا قُدس بالرغم من إني كنت عِنّدي ومُراهق إلا إن كلام وسام أثر فيا، وبما إني عارف الحلال والحرام كنت محتاج إلي يزقني بس والبركة في مامتك ف قربت من ربنا.
بصلي¬وحقيقي من يوم ما قربت ومامتك هي الدعوة الوحيدة إلي على لساني، منستهاش وخلصت فترة مراهقتي ودخلت جامعة وبالرغم من إن أنا وهي في محافظات مختلفة وأنا عارف دا إلا إني كنت واثق إن ربنا هيستجيب لدعواتي وهشوفها وأعرف بيتها واتقدملها، وحصل فعلًا وشفتها في اليوم دا وقت ما كانت رايحة الكلية، حاولت اغض بصري بس معرفتش فشكل ربنا إبتلاني بحبها تاني جزاء إني أطلقت بصري، كانت لابسة دريس أبيض وفوقيه الخِمار السماوي بتاعها، حقيقي كانت زي ما هي متغيرش غير حاجات بسيطة فيها، كانت واقفة بتلعب مع قطة في الشارع كعادتها ولما خدت بالي إنها شافتني عملت نفسي مشيت بس كنت واقِف لسه، مشيت وراها لحد ما عرفت عنوان بيتها ورحت أتقدم لها، ومع إني كنت طالب ومواصفاتي مش قد كدا يدوبك الشقة إلي حيلتي إلا إن جدك ربنا يطول في عمره كان راجل أصيل واستقبلني أحسن إستقبال بس إداني فرصة أكون نفسي، كنت محتاج بس إني أعرف إنها فاكراني ومستنياني وكنت هعافر وهحاول عشانها بدال المرة عشرة، وحصل اهو يا ستي وزي ما أنتِ شايفة، فرحان فرحة عُمري إن دعوتي إستجابت.
بصلي وهو شايف الدموع في عيني¬أنا بحبك اوي يا رفيقتي للجنة يا سُكر أنتِ.
حضنته=وأنا جدًا والله.
-أحم أحمم نحن هُنا.
¬لا دا أنتِ تيجي في حضننا أنتِ كمان.
ضحكت وجت حضنتنا-مُمتنة إنكوا عيلتي.
في نفس الصوت.. 
¬وإحنا مُمتنين إنك بنتنا. 
=وإحنا مُمتنين إنك بنتنا.

¬بقُلك إيه يا قُدس يا حبيبتي؟ 
-ايوا يا بابا. 
¬إيه رأيك تروحي تذاكري عشان إمتحانك يا تالتة ثانوي يا مزنوقة. 
=عُدي! متقولش لبنتي كدا لو سمحت!!
¬طبعًا يا افندم. 
غمزلها¬يلا. 
ضحكت وهي بتقوم لإوضتها-ماشي يا حضره، سايباكوا بمزاجي هاا هخلص امتحاناتي بس وهفضالكوا.
¬ماشي يا لمضة. 

دخلت اوضتها وأنا كنت لِسه في حضن عُدي. 
حاولت أطلع=أحم عُدي. 
شدني ليّه وهو بيميل على كتفي¬هاا؟ 
=عاوزة اروح اشوف المطبخ. 
¬لا مطبخ إيه دلوقتِ، قولتيلي إني كنت حُب مراهقتك! 
بكسوف=يوه يا عُدي بقى!

"طَمّني قلبِك إني عايش فيه."

-رنـا سامـح"بوكاهانتس".
عبد العظيم رضا
عبد العظيم رضا
عبد العظيم رضا : «مواليد ٢٠٠٠» أسماء أخري: "تورنيد مصر"الذئب الأزرق"تسع حروف" "القلم الفرعوني" الأعمال الأدبية: ١_كتاب ويبقي الأثر ٢_ديوان كالخمر ٣_كتاب قيد الإرسال ٤_ديوان مافيش بينا أسف ٥_ديوان بارادويا ٦_ديوان ميكروباص «أعمال فنيه:» ١_مسرحيه حلاوه وهنادي

تعليقات