القائمة الرئيسية

الصفحات

lightBlog

News

قصه(لذه البدايات ومراره النهايات) بقلم المبدعه «ريهام زايد» |تورنيد مصر

يحكي أن هناك فتاة تدعي فريدة وشاب يدعي حسن. إنهم يعيشون أجمل قصة حب عرفها التاريخ. يحبها أكثر من نفسه وهي ايضا تعشقه. وكان مقدرا لهما أن يتزوجا بسعادة ، فأصبحتا أجمل زوج وزوجة. وكونها زوجة مخلصة فهو أيضاً مثال على الزوج الجيد التي تتمناه اي فتاه .. ومرت فترة شهر العسل وذهب الزوج إلى العمل واصبح يترك الزوجة وحدها في المنزل لساعات طويلة.
 ‏ فجاء ذات يوم ، وحين وصول زوجها ، أخبرته أنها تريد العمل لتشغل وقتها لأنها كانت تشعر بالملل ..
 ‏ لكنه زم شفتيه وقال لها بنبره غضب. : 
 ‏ماذا تقولِ .. الزوجة الصالحة مكانها في المنزل لتلبية احتياجات زوجها فقط.
 نظرت إليه بذهول ، فهذه النغمة لم تكن معتادة عليها من قبل ، وكأنه أصبح شخصًا آخر غير الذي عرفته طوال سنوات حبهم.
 ثم أضاف وهو يحدق بيها:
 فريدة ، يبدو أنك نسيت أنني زوجك وأن لي الحق في أن تكون لي فقط وألا تنشغلي بأي شيء آخر.
 قالت له والدموع في عينيها:
 حسن. هل مازلت تحبني؟
هز رأسه ببرود:
بالطبع ما زلت أحبك
 ألقى الصمت عباءته علينا ، وانا افكر ماذا حدث له ليبدل وضعه على هذا النحو.
 ‏مرت الليالي ثقيلة على فريدة.
واصبح حسن يهملها ويهمل الحديث معاها لكنها لا تريد أن تقع شجار بينها وبينه لانها تحبه ولا تريد أن تجعله يعيش تعيسا معها. لكنها حزينه على تغيير وضعه ، ورغم ذلك لا تشكو لأحد ، حتى أنه حرمها من الذهاب لوالدتها ، وفي كل مرة تتحدث معه عن هذا الموضوع يثور ويغضب. حتى عندما قالت له بمزح بأنها تحب إحضار الطعام بنفسها من السوق لأنه يجلب طعامًا غير مناسب ، يجد البائع ان المشتري رجلاً فيعطيه طعاما فاسدا.
صار كالجنون وظل يصيح ويصرخ ويقول لها بأنه لا يريد أن يراها أحد لأنها ملكه وحده.
 ‏تحملت فريدة ما لا يمكن لأحد أن يتحمله ، وصبرت على كثير من أفعاله ، وراضيه بأنها اصبحت وسط أربعة جدران ، حتى جاء اليوم اللعين الذي قلب كل شيء في لحظة ، وكأن الحياة تعاقبها على خطيئة لم تفعلها ، لكن كل ما فعلته هو أنها كانت زوجة صالحة لزوجها.
استأجر صاحب العقار الشقة التي أمامهم لأحد العروسين ، وعندما علمت فريدة بذلك من حارس العقار، ذهبت إلى حسن وكانت سعيدة جدًا لأن اصبح لديهم جيران أخيرًا، وكانت أكثر سعادة عندما رأت العروس بوجه مرح وعرفت أنهما سيصبحان اخوات أكثر من مجرد أصدقاء.
استيقظت في اليوم التالي لتجد أشخاصًا غرباء في الشقة حيث لم تكن تعلم أنهم يقومون بإسقاط أثاث المنزل لوضعه في سيارات الأجرة ، فركضت إلى زوجها للاستفسار عما يحدث لتعرف أن حسن قد قرر ترك هذه الشقه والاقامه في شقة جديدة. نظرت له بالدهشه ماذا حدث لكل هذا لكي يتركوا منزلهم الذي تزوجوا فيه وان يذهبوا لشقه اخري بهذه السرعه. سألته كثيرا ولكنه تهرب من الإجابة وأحيانا يخبرها أنه ليس سعيدا ومرتاحا في هذا المنزل. لكن كل هذه الإجابات لم تكن راضية عنها.
وبالفعل انتقلوا إلى المنزل الجديد ، لكنها تفاجأت عندما وصلت أن المنزل في مكان مهجور لا يعيش فيه أحد وأن المبنى خالي من السكان باستثناء قلة من الذين يسكنون فيه وأن شقتهم في الطابق قبل الأخير.
لكنها قالت لنفسها إنها لا تريد المشاكل وإنها راضية ويكفيها أن تعيش مع حب حياتها ، فنظرته تساوي العالم كله ، وبدأت تتعايش مع الوضع الجديد. وعلى الرغم من عدم وجود من يشغل وقتها فلا عمل ولا جيران ولا حتى عائلتها قريبون من منزلهم ولكن الله كرمها بمنحه ان تصبح حامل وعندما علمت كانت سعيدة للغاية وقررت ألا تخبر زوجها بل سوف تفاجئه. وبالفعل عندما جاء زوجها من العمل ، وجدها ترتدي ملابس كانها ذاهبه ، لذلك تفاجأ وسألها:
لماذا ترتدي ملابس الخروج؟
قالت له بسعادة كبيرة:
لأنني قررت أن نتناول الغداء في المطعم الذي التقينا فيه لأول مرة
قال بعلامات عدم الفهم:
لماذا في هذا الوقت بالتحديد؟
قالت له باستنكار:
ماذا تقصد ؟ في شيء ما؟
قال لها وهو يقول لنفسه بانه يفكر على صواب:
لا شيء، هيا بينا
وبالفعل ، ذهبوا إلى المطعم وجلسوا على نفس الطاولة التي كانوا يجلسون عليها دائمًا. في وضع رومانسي ، أمسكت بيده وقالت له بابتسامة لطيفة:
لدي مفاجأة لك
قال بفارغ الصبر:
ما هي؟
قالت بسعادة وأعطته قبلة على الهواء :
أنا حامل
فتح حسن فمه من الدهشه وقال:
من الذي انت ِحامل منه؟
ماذا تقول انت مجنون رسميا؟
قالت فريدة جملتها الأخيرة وهي تغادر الطاولة وغادرت المطعم باكمله وذهبت إلى المنزل تبكي ، والتي كانت من قبل لحظات اسعد انسانه.
كانت لديها مشاعر مضطربه للعوده لبيت زوجها ام الذهاب لبيت اهلها ولكنها استقرت في النهايه الذهاب لبيت زوجها، وبعد مرور اكثر من ثلاث ساعات سمعت فريده صوت مفاتيح الباب ، فعرفت أن حسن قد جاء ، فقررت عدم التحدث معه لأنها كانت غاضبة من كلامه وكيف يفكر بهذه الطريقة ، دخل الشقة ، ثم دخل غرفة النوم و سألها مرة أخري نفس السوال فقالت:
حسنً ، أنت تشرب أي مواد مخدره ؟ 
ثم تابعت:
لان ما تقوله لا يخرج من شخص سوي
خلال لحظة ، وجدته ينقض عليها وبدأ يضربها حتى أسقطها على الأرض وبدأ الدم ينزف منها وتركها وذهب. زحفت على الأرض حتى وصلت إلى الهاتف واتصلت بوالدتي وأغمي عليّ.
استيقظت فريدة فوجدت نفسها في منزل والدتها بجوار الطبيب الذي أخبرهم أن الجنين قد مات فبدأت تبكي فهي لم تستطع تحمل الألم ، لا بسبب ألم الجسد بل ألم الروح ، فقررت الانفصال عن زوجها و إخبار والدتها بكل شيء. وبالفعل حدث الانفصال برغم عن زوجها الذي رفض بشده في البدايه على الرغم من أنه يدرك تمام الإدراك أنها يمكنها رفع دعوى طلاق إذا لم يطلقها لمزاجه ، فسيطلقها بالقوة.
 مضى أقل من عام ، استعادت خلاله فريدة صحتها وضحكتها ، وتم تعيينها في إحدى الدوائر الحكومية ، وبدأت تتنفس وكأن السنوات التي مضتت في سجن ، فهي الآن حرة و تشعر بمتعة الحياة. لقد تقدم لها أكثر من شخص ولكنها ليست في عجلة من أمرها فهي الان اصبحت تفكر بعقلها قبل قلبها.
وفي ذات يوم وهي في طريق عودتها من العمل ، رأت شخصًا يقترب منها ويسألها بفضول:
ما هي أخبار السيد حسن؟ بقالة لفترة طويلة. لا يأتي إلي في العيادة
سألته فريده بدهشة:
من أنت؟ وما هو حوار العيادة؟
فقال لها:
انا د. ايمن عبد الجواد. كنت من بين الحاضرين في حفل زفافك
ثم أضاف:
أنا طبيب امراض نفسيه لقد كنت أعالج السيد حسن منذ أكثر من سبع سنوات ، لكن منذ أن تزوج ولم يأت ، كنت أخشى ألا يأخذ الدواء في الوقت المحدد.
قولت له وقد غرغررت عيناها بالدموع:
من ماذا كان يعاني ؟
قال لها :
هو لديه مرض "schizophrenia" ويعني انفصام الشخصية أو الفصام وهي حالة مرضية تسبب مجموعة من الأعراض النفسية المختلفة، بما في ذلك الهلوسة وهى سماع أو رؤية الأشياء والأوهام والأفكار المشوشة والتغييرات فى السلوك، ويكون الشخص المريض غير قادر على التمييز بين أفكاره وأفكاره عن الواقع.
قالت له وهي عاجزة عن الوقوف على رجليها:
ما هو سبب هذا المرض؟
قال لها:
سبب الفصام غير معروف ، لكننا نحن الأطباء والباحثين نعتقد أن هناك مجموعة من العوامل الجينية والبيئية وغيرها من العوامل الكيميائية في الدماغ التي تساهم في هذا الاضطراب.
ثم سألته وقد فاضت دموعها:
ماذا سيحدث اذا ترك المريض دون علاج؟
اجابها:
إذا تُرك مريض الفصام دون علاج، فقد يؤدي إلى مشاكل خطيرة تؤثر على كل مجال من مجالات الحياة. تتضمن المضاعفات التي قد يُسببها الفصام أو قد يرتبط بها ومنها
اضطرابات القلق واضطراب الوسواس القهري (OCD)
الاكتئاب، إساءة استخدام الكحول أو المخدرات الأخرى، بما في ذلك النيكوتين، التعرض للإيذاء،السلوك العدواني، وتشيع الأفكار والسلوكيات الانتحارية بين المرضى المصابين بالفصام.
قال جملته الاخيره وفريده اصبحت غير قادرة على اخذ نفسها وظلت تردد بداخلها ' افكار انتحارية'
ثم تابعت:
هل العلاج سوف ياتي بنتيجه موكده؟
رد عليها الدكتور:
لا تُوجد طريقة مؤكدة للوقاية من الانفصام، ولكن يمكن أن يُساعد الالتزام بخطة العلاج في منع الانتكاسات أو تفاقُم الأعراض.
تركت الطبيب وذهبت على عجل إلى منزل والدته حسن حيث يعيش معها منذ حدوث الانفصال. عندما وصلت ودخلت الشقة لتسمع صوت قراءن وهناك العديد من النساء يرتدين ملابس سوداء. لم تصدق ما كانت تراه واخذت الدموع تنهمر على خديها.

عبد العظيم رضا
عبد العظيم رضا
عبد العظيم رضا : «مواليد ٢٠٠٠» أسماء أخري: "تورنيد مصر"الذئب الأزرق"تسع حروف" "القلم الفرعوني" الأعمال الأدبية: ١_كتاب ويبقي الأثر ٢_ديوان كالخمر ٣_كتاب قيد الإرسال ٤_ديوان مافيش بينا أسف ٥_ديوان بارادويا ٦_ديوان ميكروباص «أعمال فنيه:» ١_مسرحيه حلاوه وهنادي

تعليقات