لم يخل يوما بيتهم من الناس، فقد كان والده عمدة القرية، يأتي إليه الكثير من أهلها، لزيارته وطلب المشورة منه في بعض، طلب المساعدة، خاصة من الفقراء فيها والذين أحبوه كثيرا، لأنه كان يساعدهم دون تردد بإعطاء المال لهم، يشاركهم أفراحهم وأحزانهم.
كان يصطحبه دائما معه في جميع تحركاته، حضور جلسات المصالحة التي يقوم بها لإنهاء النزاعات بين العائلات بسبب ثقتهم بحكمته وعدالته، حتى يتعلم منه كيفية إدارة القرية، ويصبح قريبا من أهلها. كان دائما يقول له ولأمه باللغة العامية:
اللي ملوش خير في أهل بلده ملوش خير في اي حد.
في الأيام الأخيرة له في الحياة أصيب والده بمرض شديد جعله طريح الفراش، مما أصاب أهل القرية بالحزن الشديد، حيث جاء الكثير منهم من أجل الاطمئنان عليه ومن لم يتمكنوا من دخول المنزل التفوا حوله، ورفعوا أيديهم إلى السماء، ودعوا الله أن يشفيه حتى رحل لمقابلة وجه ربه- سبحانه وتعالى- بعد أن أوصاه قبل موته بدقائق قليلة بهم خيرا، وقد عاهد والده بمواصلة مسيرته وها هو على العهد باق.
تعليقات
إرسال تعليق