القائمة الرئيسية

الصفحات

lightBlog

News

حدوته جديده بقلم المبدعه «ثناء فيصل» |تورنيد مصر

- إنتِ مجنونة؟ إحنا مخطوفين مع بعض
- يعني مش أنت اللي خطفتني وعامل كل الحوار دا؟
- هخطفك وهبقى مربوط زيك؟ سبحانه
- أمال مين اللي خطفنا وغرضه إيه؟
- ودا اللي لازم نعرفه!
بدأت في نوبة عياط هيستيري، وجسمي اترعش بالكامل
- اهدي بس يا آنسة، إن شاء الله هتعدي على خير وهنخرج من هنا في أسرع وقت.
- بس في الأول احكيلي ايه اللي حصل، إيه آخر حاجة أنتي فكراها؟
- ركبت عربيتي وروحت أعمل شوبينج مع دينا صاحبتي ولما اشترينا ودينا راحت تحاسب، واحدة نادت عليا بصيتلها بإستغراب وقالتلي الحاجات تقيله عليا يابنتي شيلهالي تكسبي ثواب مترددتش أبدًا في مساعدتها آخر حاجة فكراها لما طلعت منديل وشميته، ومن ساعتها محستش بحاجة حواليا، وصحيت لقيت نفسي مربوطة هنا وأنت كمان موجود فقولت إنك أكيد اللي خطفتني لأغراض دنيئة.
- مجاش في بالك إني مخطوف زيك؟
- أنا مش مصدقة إنك مخطوف زيي أصل بالعقل كدة ولا أنا أعرفك ولا أنت تعرفني ومفيش أي رابط بينا إية اللي يخلي نفس الخاطفين يخطفونا سوا؟
رجع بضهره لورا وقال بتفكير -في حاجة غلط في الموضوع.
اتخضيت لما الباب اتفتح ودخل منه شخص طويل، وجسمه عريض أسود جدًا، ومخيف.
جه قعد قدامه وقاله - أخيرًا زين بيه هنا بنفسه، سبحان الله يا أخي الدنيا دي غريبة يوم ليك ويوم عليك.
- أنت مين اللي زقك عليا؟
رجع بضهره لورا وقال بسخرية : أعدائك كتير أوي في السوق يا زين بيه، تيجي نعدهم؟
- أنت فاكر عشان رابطني مش هعرف أخرج من هنا؟ 
أنا زين الجّمال اللي بدوس عليكوا كلكوا بجذمتي أنت وشوية الصيع اللي مشغلينك، واللي هعرف هما مين 
- كانوا بيقولوا عنك شخصية قوية وصعب حد يقف قدامك ومكنتش بصدق بس طلعت كدة فعلًا.
قرب عليا ومسك شعري بحقد وقاله -إيه رأيك تستلم أختك جثة؟
رديت عليه بخوف
- أخته؟ أخته مين يا أخ أنا معنديش أخوات أصلًا
بصله بصدمة كبيرة -أختي؟ وأنتوا عرفتوا طريق أختي منين؟
رديت بدهشة : أنت هتستهبل أنت كمان ولا إيه ياللي اسمك زين، أنا أختك منين، أنتوا مجانين؟!
الرجل الضخم بصلي بغضب
- أنت هتستعبطي يابت أنتي؟ أنتي هتعمليهم عليا ولا إيه، اسكتي أحسنلك يا إما هصفيكي وقتي!
طلع قلم وأوراق كتير من جيب بنطلونه وقعد قدام زين 
- امضي تنازل عن الشركة والمصنع وتخرجوا من هنا في سلام، أما لو عاندت يا زين صدقني أختك هتموت قدام عينك، إيه رأيك بقى؟
- يا باشا أخته مين، أنتوا جايبني هنا تهزأوني ولا إيه، ما تخلص عليه لوحده أنا مالي؟
- اسكتي يا ليلى بقى أنتي زنانة كدة ليه؟
بصيت لزين بصدمة : ليلى مين يا أستاذ انتوا مجانين؟
بصلي بمغزى وكأنه بيخطط لحاجة
- أه ليلى اسمي ليلى.
- هتمضي يا زين ولا تشوفها مقتولة قدام عينك؟
بصيت برعب وصدمة لزين اللي قاله - مش زين الجّمال اللي يتلوي دراعه.
- ثواني ولقيتهم الإتنين بيبصولي لما دخلت في نوبة بكاء حادة
- أنتي بتعيطي ليه دلوقتي؟
- أصل أنا كنت عاملة حسابي إني هروح عيد ميلاد كارما صاحبتي، وكدة مش هعرف أروح وأنا وعدتها.
- بقولك إيه ما تخرجني النهاردة بالليل وخلي البلطجية اللي أنت مشغلهم ييجوا ورايا يحرسوني هديها الهدية وهرجع معاهم تاني.
- أنتي مجنونة يابت أنتي ولا بتستعبطي؟
- احترم نفسك يا فتوة، ولا فاكر عشان أنا بنت مش هعرف آخد حقي منك، عليت صوتي
- لأ دا أنت متعرفنيش.
قرب مني بغضب - لأ دا أنتِ محتاجة تتربي وسعيد الجليل هو اللي هيربيكي.
- دا شكل واحد سعيد؟ وسوري في اللفظ بس والدتك أكيد كانت بتتوحم على معزة.
 أنت من النهاردة اسمك ( الحرامي الغدار اللي هشكه بالمسمار).
- حرامي وغدار ومعزة إيه يابنت المجانين!
- والله لأربيكِ.
قرب عليا وحاول يضربني بس أنا انتهزت فرصة إنه قريب مني وعضيته.
فلت نفسه بصعوبة، ولسة هيقرب تاني.
زين وقعه على الأرض بضربة واحدة، سددله لكمات كتير، الخاطف ردله الضربة لكن في النهاية زين اتغلب عليه، وقرب مني وفكني بعد ما أخد المسدس من الراجل الضخم.
- وأخيرًا هنخرج من هنا.
- كنت خايف متاخديش بالك من إشارات ايدي.
- أنا فعلًا مكنتش هاخد بالي لولا إنك شاورتلي بالمسمار على الحبل فقولت أكيد أنت عندك خطة، وبالفعل قدرت تقطع الحبل.
- المهم إنك ضحكتي عليه بالكلمتين دول وبصراحة لو أنا مكانه كنت خنقتك.
- شكلك عامل عاملة سودة وأنا اللي هدبس فيها
مسك ايدي، يلا بينا نمشي من هنا في أسرع وقت والكلاب دول أنا هعرف مين اللي وراهم.
خرجنا من الأوضة لقينا ممر واسع عبارة عن صفائح كبيرة جدًا، وإطارات عربيات، وأحبال ضخمة متدرجة في الطول.
زين أخد حبل، وأنا أخدت واحد
- أنتي بتاخدي واحد ليه أنا قولتلك خديه؟
- لأ بس قولت أعمل زيك.
- لو عايزة تخرجي من هنا يبقى متسمعيش صوت عقلك في أي حاجة، صوتي أنا اللي يتسمع مفهوم؟
رميت الحبل على الأرض - يعني أنت السبب في خطفي وكمان بتتجرأ عليا، على العموم أنا همشي من هنا لوحدي، ومش هحتاجك في حاجة 
اتحركت من قدامه بغضب وأنا مستغربة إزاي القدر وقعني مع شخص ولا أعرفه ولا يعرفني وبالطريقة دي.
وقفت في مكاني لما رفعت نظري مرة واحدة وشوفت واحد ضخم واقف قدامي
- على فين كدة إحنا كنا محتاجينكوا معانا شوية..
بلعت ريقي بصعوبة وابتسمت - معاكوا فين بالظبط؟
- يعني تشربوا لمون، قهوة أو شاي كدة يعني.
- عندكوا شاي بالنعناع؟
- لأ معندناش والله عندنا حاجات أحلى وأجمل.
- شاي بلبن!
- أنتي مجنونة ولا إيه؟ 
رفع سكينة في وشي.
- أنت فاكر يعني عشان معاك آله حادة هتهزمني ولا إيه، لأ أنت متعرفنيش.
- لأ عارف أنتي مين ودا سبب وجودك هنا.
كان بيقرب عليا بحذر، وأنا مرعوبة من شكله.
كنت ببص لزين اللي بيديني اشارات عشان أوقف تقدم الخاطف شوية، لحد ما قرب من ضهره ووجه المسدس في ضهره بالظبط.
- ارمي السكينة اللي في ايدك، وبلاش تتهور عشان هندمك.
بالفعل سمع الكلام، ورجع لورا بضهره وبص على زين اللي عيونه كلها بتلمع بالغضب.
- زين باشا
ضربه بالمسدس على راسه والراجل اغمى عليه، ربطناه وكملنا طريقنا
- احنا هنسيبه كدة المفروض نعرف مين اللي زقه! 
- مش هينفع وأنتِ معايا، ممكن حد ييجي تاني ويأذيكي، أنا هتصرف بمعرفتي. 
- كنت ماسكة في ايده ومتبته فيها.
وقفنا قدام المكان اللي كنا مخطوفين فيه، وتقريبًا كان مصنع مهجور.
- أنتي بتعيطي لية دلوقتي؟
- أنا كنت مرعوبة، وهو بيقرب عليا كنت ممكن أموت من غير ما أشوف بابا وأطمن عليه.
قرب عليا ورفع وشي من الأرض، بصيت في الأرض تاني.
- بصيلي.
مسحت دموعي بحذر وبصيتله
- طول ما أنا موجود، أوعدك مفيش أي حاجة هتمسك بسوء، هتروحي بيتك بخير وهتشوفي والدك.
- ابتسمت لكلامه اللطيف اللي طمني! 
- أنت مين، وليه ليك أعداء كتير كدة؟!
مسك ايدي تاني، وشاورلي على العربية اللي واقفة على بُعد مسافة مننا.
- أنا أخدت المفاتيح ودي فرصتنا الوحيدة للنجاة.
ركبت جمبه، شغلها واتحركنا ومعندناش أي فكرة إحنا رايحين على فين، أو احنا فين أساسًا.
بعد ساعة من تحركنا العربية وقفت مرة واحدة.
ضرب المقود بإيده - هو دا اللي كان ناقصني!
- دمعت: هنعمل إيه في المصيبة دي والجو ضلمة، والمكان مهجور، أنا مش عارفة احنا فين ولا هنروح إزاي!
خرجت من العربية بضيق وأنا جسمي كله بيتنفض
- يارب عديها على خير أنا عبيطة والله 
خرج من العربية وبصلي بضيق
- امشي خلينا نشوف مكان نقعد فيه للصبح
- بصيت حواليا بقلق وخوف - مكان أقعد فيه معاك؟!
- لأ أنت أكيد اتجننت، أنا لسة عرفاك النهاردة وبصراحة مش واثقة فيك.
- خلاص براحتك خليكي واقفة مكانك، خلي العصابة توصلك، ولا أقولك خلي تعبان يطلعلك كدة وأنتي في الصحرا والجو ليل، وأهو نخلص منك
 بلعت ريقي بتوتر وأنا شيفاه سبقني في المشي، والجو كله ضلمة ومفيش ولا بيت حوالينا
 - استنى يا زين 
مشيت معاه وأنا مرعوبة وبعيط من خوفي من اللي جاي
مشينا حوالي نص ساعة لحد ما وقفنا قدام بيت بسيط من دور واحد بس. 
خبطنا على الباب، مكنش فيه أي صوت 
كسر الباب، دخلنا وكانت الصدمة لما لقينا البيت فاضي من أي حد، لكن كان البيت فيه إضاءة كافية 
قعد على الكنبة وقالي
- ارتاحي النهاردة وبكرة هنحاول نلاقي طريقة نروح بيها، وخصوصًا إن العصابة أخدت كل فلوسنا، وحتى التليفونات أخدوها مننا وب التالي هيكون صعب نروح دلوقتي.
- سمعت كلامه وأنا بعيط، لاحظت الألم اللي كان في عنيه وعلى ملامح وشه، وإيده اللي عليها دم طفيف
- ايه الدم دا؟! أنت اتصبت
- دي حاجة بسيطة متقلقيش
- مقلقش إزاي يعني وريني كدة 
شوفت دراعة اللي اتصاب 
عيني دمعت - مش ممكن دول إستحالة يكونوا بني آدمين.
قعدت جمبه وأنا ملاحظة شحوبه، درجة حرارته اللي عليت
- أنت إزاي تفضل مخبي إنك مُصاب كل دا؟
- لو كنت قولتلك مكناش هنقدر نخرج.
- مسك ايدي
- اهدي، متخافيش أنا كويس، وأوعدك إنك هتروحي لأهلك
بصيت حواليا لحد ما لمحت حتة قماشة حطتها على الجرح وحولت أمنع تدفق الدم
قعدت جمبه طول الليل بحاول أساعده لحد ما النوم غلبني 
صحيت من النوم تاني يوم لاقيته بيبصلي بعمق
قعدت في مكاني بحاول أستوعب أنا فين
ابتسم وقالي بجاذبية وإعجاب - اسمك إيه؟!
ابتسمت من نظرته ليا - حياة
- سنك كام؟
- ٢٢ سنة 
- وهما اللي عندهم ٢٢ سنة بيصحوا شعرهم منكوش أوي كدة زي اللي عندهم سنتين؟
- ابتسامتي تلاشت قولتله بغضب- شكلك اتحسنت وبقيت كويس، يلا نقوم نشوف هنروح من هنا إزاي
مكملتش جملتي وسمعنا صوت قدام البيت 
شهقت من الخضة قام ومسك ايدي - اهدي وتعالي نستخبى 
قومت من مكاني برعب ولسة بنتحرك 
- اجفوا هنا في مكانكوا، مين انتوا؟
- رجعنا بضهرنا لورا
- كان ماسك في ايده سلاح 
- محدش اتجرأ واصل ودخل بيت الحاج صلاح، مين انتوا وكيف جيتوا لهنا؟
- بصينا لبعض بتوتر لما اتأكدنا إن دا صاحب البيت، وإنه مش بعيدة أبدًا يخلص علينا.
- زين قرب منه وحاول يحكي له اللي حصلنا، نزل سلاحه بهدوء
- يعني كيف البنية ما تحللك وجاعدين سوا في نفس البيت؟
- بصله بتردد - بقولك ياعم الحاج إحنا مخطوفين واضطرينا نيجي نقعد هنا، هنقعد في البيت بتاعك يومين بالكتير لحد ما الشرطة توصلنا وكل واحد هيروح لحاله
- الكلام دا مش داخل دماغي واصل شكلكوا نصابين
- أنا راجل أعمال كبير واسمي زين الجمال لو تسمع عني وليا سمعتي واستحالة أطمع في بيت مهجور وهيقع 
- وأنا إيه اللي يثبتلي إن الكلام دا بجد
- ساعدنا نخرج من هنا وهثبتلك حسن نيتي.
- لو عرفت عنكم غير كدة صدقني هطخكوا.
- يطخنا يعني إية يا زين؟!
- لأ حاجة بسيطة هيقتلنا بس!
قربت عليه
- بص ياعم الحاج أنا مليش دخل بكل دا والله أنا مخطوفة ب الغلط، طخه هو أنا مليش دعوة.
- ارجعي مكانك، ومتجدميش تاني وإلا والله أطخك.
 شدني لجمبه
 - حرام عليكِ هتودينا في داهية، اسكتي بقى شوية
 - مش سامع بيقول إيه؟! عايز يقتلنا! يعني لو مش هنتقتل من الحراميه هو هيقتلنا بنفسه.
 - اللهم طولك يا روح، أنا هتصرف.
 - يا عم الحاج لو معاك تليفون يبقى كتر خيرك، هنتصل ب الشرطة والموضوع يتحل.
 - بصلنا بمغزى
 - خلاص ماشي موافق.
 - عملت إيه يا زين، إحنا فين! 
 - إحنا في السلوم.
 - ضحكت بهيستريا لا يا زين لأ والنبي قول حاجة غير دي!
 - أنتي شايفة إن دا وقت هزار وضحك؟!
 - ما هو دا أكيد مش صح، يعني الحرامية خطفونا من القاهرة للسلوم، مشيوا المسافة دي كلها؟!
 - أنتي خايفة على الحراميه ولا قلبك على المصيبة اللي إحنا فيها دلوقتي؟!
 - طب هنعمل إيه دلوقتي؟! 
 - مفيش حل غير إننا نفضل هنا كمان يومين لحد ما يقدروا يوصلولنا.
 - تجعد فين يا راجل أنت!
 قولتله برعب
 - حاج صلاح بيطلع في وقت غلط
 زين لسة هيتكلم معاه.
 - سيبلي الموضوع دا يا زين!
 - إستحالة.
 - ومن غير أي تنبيهات قولتله
 - بص ياعم الحاج اعتبرني زي بنتك لو بنتك اتخطفت بالغلط وأخيرًا قدرت تهرب من الخاطفين وجت تشوف مكان تقعد فيه هتتمنى الباب يتقفل في وشها ومتلاقيش حد يسندها؟ هيرضيك تتقتل وتموت؟ والله يا عم إحنا ما بنكذب عليك في أي شئ، إحنا فعلًا كنا مخطوفين.
 - بص ياعم أنا مش عايزة أي حاجة غير إنك تساعدنا نروح بيتنا ومش هتشوف وشنا تاني! 
 - أرجوك بابا تعبان وهيعمل عملية كبيرة ومحتاجني جمبه، وزمانه قلقان عليا ومش بعيدة أبدًا يكون تعب زيادة لما عرف إني اتخطفت.
 حاولت أكبت دموعي وقولتله
 - أنا مش هسامح نفسي أبدًا لو بابا حصله حاجة بسببي، أرجوك ساعدنا.
 قام من مكانه وبهدوء تام.
 - تعالوا معايا.
 ركبنا معاه العربية وإحنا خايفين من العصابة اللي ممكن تقابلنا في أي مكان، وطول الطريق متابعة نظرات زين الغريبة.
 عيني دمعت 
 زين بطيبة
 - بتعيطي لية؟!
 - أصل، أصل أنا جعانة.
 - متخافيش يا بنتي مراتي هتشوفلك هدمتين، وتأكلك الخير كتير الحمد لله.
 - أنا وافقت أساعدكم لأجل الطيبة اللي شوفتها في عينك.
 - ربنا يكرمك يا عم الحاج، وبكرة بالكتير وهنروح، 
 - كنت مرعوبة من الأحداث اللي بتحصل حواليا.
 - في الأول كنت خايفة من زين ودلوقتي زادت مخاوفي من اللي جاي.
 - فضلت أردد يارب في سري، لحد ما نمت.
 - صحيت لاقيت راسي على كتفه! 
 - أنا آسفة مكنتش أقصد والله.
 ابتسم بهدوء تام
 - ولا يهمك يا حياة.
 - أهلًا أهلًا بضيوفنا، شرفتونا وآنستونا.
 - كتر خيركم.
 - خدي حياة يام أدهم أكليها ولبسيها هدمتين، وخليها تتصل على الجماعة قرايبها تطمئن عليهم.
 - عيني دمعت وأنا بقوله
 كتر خيرك يا حاج صلاح ربنا يباركلك.
 قعد على كرسي في الجنينة وباصص في الفراغ، وقعد جمبه الحاج صلاح
 - كلمتي أهلك؟
 - الحمد لله يا زين طمنتهم عليا، وعرفت إن بابا هيعمل العملية كمان أسبوعين، يارب أروح البيت على خير وأشوفه.
 - إن شاء الله خير متقلقيش.
 - أنت كمان طمنت أهلك؟!
 ابتسم
 - متقلقيش.
 - أنا كلمت ناس معارفي وقدروا يوصلوا للي عمل كدة، متقلقوش الرجالة تبعي مش هيجافيهم النوم غير لما توصل للكلاب دول! 
 - بس اللي محيرني بجد لية في ناس غاوية أذيتكم يعني مين دول؟! 
زين اتنهد وقال بحزن
 - أنا راجل أعمال وليا سمعتي الكبيرة وصلت لبرا مصر، وليا أعداء كتير..
 - لكن العداوة اللي مكنتش متوقعها هي من صديق عمري، هو اللي طعني في شغلي واكتشفت خيانته ليا مع واحد من المنافسين ليا في السوق، وهو اللي خطط لخطفي أنا متأكد من كدة 
 - هو عارفني كويس وإني بعد موت أبويا وأمي مليش غير ليلى أختي ومتأكد إني أقدر أتنازل عن أي حاجة بس تبقى هي بخير.
 بصلي بعمق
 - وبدل ما رجالته يخطفوا ليلى خطفوا حياة.
 - قولتله بحزن
 - في ناس كدة بجد، أعوذ بالله! 
 - متقلقوش بكرة بالكتير والشرطة هتكون هنا، أقوم أوصي البنات تعملكوا حاجة تاكلوها.
 - بتآمني في الصدف! 
 - مش كتير بصراحة.
 - جميل اللبس دا عليكي
 ابتسمت بخجل
 - وحلو الجلباب، أكيد أول مرة تلبس حاجة زي دي! 
  ضحك 
 - بصراحة أه كنت متعود شوية على الرسميات، بس تعرفي حاسس إني مرتاح فيه.
 - ليلى كويسة!
 - بخير الحمد لله، وطلبت من ظابط إنه يأمنها لحد ما يمسكوا الخاطفين.
 - وصاحبك؟! 
 - سافر، بس صدقيني هعرف أوصله وهندمه على اللي عمله.
 تاني يوم صحيت على صوت أنثوي جمبي
 - أنتِ كويسة؟!
 - أنتِ مين! - ليلى أخت زين..
 قالت بوقار - أهلك مستنيين تحت.
 نزلت من على السلم بلهفة لقيت أمي جاية عليا وبتعيط حضنتها وبكيت في حضنها.
 رعشة ايدي خفيتها، نبرة صوتي اختفت ونبضي ابتدا يهدأ.
 طلعت من حضنها بعد ثواني، وبصيت في عينيها.
 - بابا بخير صح؟!
 - الحمد لله متقلقيش، الدكتور قال لو عمل العملية هيبقى كويس.
 سلمت على الحاج صلاح وأهله، وعرفت إن العصابة اتقبض عليها الحمد لله.
- أنا عارفة إني مجنونة وإني أكيد ضايقتك، لكن أقدر أقول إني اتعلمت منك شوية حاجات.
ضحك وبخفة قال
- أنتِ بتتعلمي حاجة؟! دا كويس إني عايش لحد دلوقتي.
- والله؟! دا على أساس إن كل دا محصليش بسببك
- ضحك - بهزر معاكي ياحياة
- الله!! أول مرة أحس إن اسمي حلو أوي كدة!
مدلي ايده وبإبتسامة جذابة
- فرصة سعيدة يا حياة، وأتمنى أشوفك في حدث أحسن من كدة
- مديتله ايدي - أشوفك على خير.

- وقفنا قدام أوضة العمليات مستنية أطمن عليه! يارب عديها على خير،
- أنا مليش غيره في الدنيا، قعدت على كرسي المستشفى قلبي بيدق، ونفسي بيطلع بالعافية.
حط ايده على كتفي، رفعت نظري ليه
- حياة، أنتِ كويسة !
- زين؟! أنت جيت.
- جيت أطمن علي والدك
قعد جمبي وبصلي
- اهدي يا حياة هيبقى كويس،
- ايدي كانت بتترعش، وجسمي بيتنفض، وقلبي بيدق بزيادة
- الدنيا قفلت قدامي ومحستش بنفسي غير وأنا بحط دماغي على كتفه وبغيب عن الوعي.
- فوقت لقيته جمبي، ومعاه أمي 
اتفزعت من مكاني وأنا بقولهم - بابا بخير؟! 
- قولولي إن العملية نجحت.
قعدت جمبي وقالتلي بإبتسامة هادية - اطمني بابا كويس وفاق كمان.
كنتي لازم تقلقينا عليكِ؟ بقالك يومين تغيبي عن الوعي وتفوقي وتغيبي تاني! 
عيطت بهيستريا، العياط والخوف اللي كتمتهم جوايا طلعوا دلوقتي
- كنت خايفة أوي، كل حاجة كانت صعبة عليا، كنت بتماسك وببان قوية وأنا من جوايا خايفة،
- مش مصدقة إن الكابوس دا انتهى، الحمد لله 
غمضت عيني وحضنتها، فتحتها ولاقيت زين في وشي
- حمد الله على سلامتك أنتِ وعمي.
- الله يسلمك، أنت لسة موجود ! 
- ابتسم بهدوء - بصراحة خناقك وملامحك وتعابير وشك وأنتي بتتخانقي وحشوني أوي.
- حمحمت بخجل 
- يووه أنت لسة فاكر، الموضوع دا انتهى خلاص.
ماما ضحكت - بصراحة إحنا كمان كنا فاكرين إنه انتهى من القبض على اللي خطفوكوا وكمان القبض على صاحب زين، بس في حاجات جديدة لازم تعرفيها.
- بس في الأول تعالي نطمن على والدك.
- حضنته وقولتله أد إيه هو وحشني، عيطت كتير في حضنه، وأنا مش مصدقة إن كل الصعب عدى
- أنا عارف إن الوقت مش مناسب يا عمي، بس بصراحة أنا عايز أطلب ايد حياة
- أنا عايز حياة تبقى مراتي.
- والله يا ابني هي حكيتلنا عليك وأنا سألت عليك وعرفت إنك محترم ومن عيلة محترمة وأنا معنديش مانع.
- إيه رأيك يا حياة؟! 
- ابتسمت بخجل 
- يا بابا الوقت مش مُناسب دلوقتي خالص لطلب زي دا، سيبلي فرصة أفكر.
- خلاص يا حياة هبقى أتقدم في وقت تاني تكوني فكرتي، عن إذنكم يا جماعة.
- استنى يا زين 
- أنت ما بتصدق؟! ما تحاول تمسك فيا شوية 
- سبحان الله مش أنتِ قولتي إنك محتاجة وقت تفكري
- تقوم تتقدم في وقت تاني أكون مش فاضية فيه
 ضحك - مش فاضية! طب قولي تلكيكة غير دي تتصدق!
- هاتي من الآخر موافقة ولا لأ.
- يوه عليك يا زين دا أنت بتقفش بسرعة غريبة.
ابتسمت بخجل - أه موافقة.
ضحكت وهو بيحط الدبلة في إيدي، وبيقولي 
" مكنتش صدفة أبدًا "

- خرجت من المطبخ بعصبية 
- يا محمد يا حبيبي اهدى محصلش حاجة لكل دا 
- حرام عليكي، والله لأقول لبابا عليكي وهعرفه إنها مش أول مرة 
- تعالى يا محمد بتتخانق مع ماما لية يا حبيبي؟! 
- قعد جمبه وقال وهو بيعيط
- كل ما تجيب لي شيكولاته تاكلها هي، وبعدين تقولي متقولش لبابا.
- بصلي بصدمة 
- بقى بتاكلي الشيكولاته بتاعته وكل يوم تقوليلي هات شيكولاتة تاني وأنت راجع من الشغل
- على فكرة ابنك بيكدب أنا بقسمها معاه على طول بس النهاردة كنت جعانة وضعفت وكلتها كلها.
- ابتسم وقال بحب 
- أنا آسف إني مجبتش اتنين واحدة ليكي وواحدة ليه، دي غلطتي أنا، طلع من شنطته قرص شيكولاته كبير وقالي 
- أنا كل يوم بتأكد إن عندي طفلين.
- بالرغم إن الموقف بسيط، وإني أنا الغلطانة لكن مزعلنيش، وحب يراضيني ك العادة.
- وفي اللحظة دي بالذات اتأكدت إني مكنش ينفع أختار حد غيره، في اللحظة دي اتأكدت إن اختياري كان صح، 
قسمت قرص الشيكولاته علينا وابتسمت لما سمعت اللقب من زين واللي اتعود يقوله
"مثلث الحب"
أنا وزين وابننا محمد 
 واللي نشئ من المودة والرحمة والإحترام.
فكان زواجي منه بمثابة أول كوب ماءٍ بعد رحلة شاقة في صحراء، تنهيدة طويلة بعد تحقيق حلم، أو راحة دائمة بعد دروبٍ من الركض.💙


عبد العظيم رضا
عبد العظيم رضا
عبد العظيم رضا : «مواليد ٢٠٠٠» أسماء أخري: "تورنيد مصر"الذئب الأزرق"تسع حروف" "القلم الفرعوني" الأعمال الأدبية: ١_كتاب ويبقي الأثر ٢_ديوان كالخمر ٣_كتاب قيد الإرسال ٤_ديوان مافيش بينا أسف ٥_ديوان بارادويا ٦_ديوان ميكروباص «أعمال فنيه:» ١_مسرحيه حلاوه وهنادي

تعليقات