خرج صوت الطفل واضحا" حادا" ليهز ياقوت هزا" فابتلعت ريقها لتطوي ابتسامة كاذبة محاولة اظهار عدم خوفها ،طرفت بهدوء لتكمل بصوت خافت:
- طين..
أكملت:كل ولاد آدم أتخلقوا منه.
الطفل:وماهو طينك؟
ابتسمت لتكمل:طين واحد اجتمع فيه التراب والمية والدم ونفخ فيه ربنا الروح.
الطفل:مما تتكون روحك؟
-معرفش!..
ابتلعت ريقها لتكمل:قريت كتير على لغز الروح في أكتر من كتاب وعرفت ان كتير حاولوا يشتغلوا ويبحثوا عن طريقة يفهموها بيها بس محدش عرف يشرح أو يوصل!
قام الطفل بإزلاق قدميه إلى الأرض لتصبح ساقيه ممددتين ويصبح مظهر الحذاء في قدمه اليسرى واضحا" جليا" سانحا" لرؤية قدمة الفارغة الأخرى بوضوح تام يكشف عن قدم صغير مفلطح بلا أصابع ثم نظر لها مكملا":
- هل تخافين مني؟
- كنت ..
- أمي تقول لي دائما" اني سأخيفك لو ظهرت!
طرفت ياقوت وعقدت حاجبيها وهي تنظر إليه ثم وضعت البلورة بجوارها لتنحني قليلا" وتتكأ على ركبتيها بمرفقيها ساندة رأسها بين كفيها وهي تنظر إليه بتركيز:
- بتشوفني كتير؟
- طيلة وقتي أسمعك،تحكين قصصا" كثيرة جميلة..
-بتفهم كل اللي بقوله؟
-نعم .. نحن نفهم الكثير من اللغات ونتكلم بها ونتكلم بلغات أخرى قالت لي أمي أنها تختص بنوعنا فقط.
مرت قشعريرة صغيرة بجسدها فأكمل هو:
-هل أنتي جميلة في بني جنسك؟
نظرت له الياقوت بضياع لتكمل:
- مشوفتش كتير مننا عشان أعرف أقارن نفسي معاهم وأحدد درجة جمالي في هرم الجمال البشري مثلا"!
اسقط الطفل رأسه قليلا" وهو يحك أصابعه حول شيئا" صغير دون أن ينظر إليها وهو يكمل ببراءة:
-هل تطيرين؟
-ابتسمت بشدة لتكمل:انت شايف ايه؟
-لكي تطيرين يجب أن تملكي جناحين هنا ..
أشار الطفل نحو كتفيه ثم نظر لها:
- أنتي ضعيفة ..مختلفة عن نوعنا!
- انا مش ضعيفة ..ولو اني من الجزء المريض في الجنس الطيني لو حبيت الحقيقة!
- ولكنك لا تطيرين ولا تملكي جناحين ولا تختفين مثلنا!
- ومع كدة البشر أسسوا مدن وحضارات وتطور لسنين طويلة اوي.
نهض الطفل واقفا" وهو ينظر إليها ليكمل:
-هذا ما تحكيه دوما" ...
-دة اللي حصل واتكتب وأنا بقراه لنفسي وبفتكره.
-__________________________
للحصول على الرواية يمكن الطلب من هنا
تعليقات
إرسال تعليق