- اتفضل يافندم.
- الملف ناقص يابشمهندس فين بقية الأوراق بتاعت الصفقة؟
- حضرتك هو ده الملف معرفش أوراق ايه اللى حضرتك تقصدها.
- يعنى إيه متعرفش هو كان ناقص أشغل عندى شوية بهايم كمان أكيد إنتَ بعت الورق للشركة المنافسة.
- أبدًا والله أنا...
- ولا كلمة كمان الملف ده لو مجاش قبل يوم الأحد هتترفد ومش بعيد تتحبس كمان.
"خرجت برا الشركة كلها وأنا مخنوق خلاص انا فاض بيا يارب ليه الذُل ده بس أنا قرفت.
- عايز تنُط أساعدك؟
"كنت واقف عند سور الكوبرى الساعة ١١ بليل، كنت سرحان وبفكر وانا باصص للبحر لو رميت نفسي فى البحر ده كل شيء هينتهى؟
الخيبات .. الهزايم .. الصدمات، كل شيء اتعرضتلُه كُل شعور وحِش حسيتُه كل ده هينتهى؟!
الفكرة كانت مسيطرة عليا بطريقة غريبة"
- هتقنعينى يعنى؟!
- رفعت كتفها بتلقائية_ هساعدك.
- بصيتلها باستغراب .. ملامحها كانت هادية جدًا، بنت عشرينية لابسة بالطو أسود وايسكاب يدفيها من شدة البرد، فضلت باصصلها لثواني..
- عرفتِ منين إنى كُنت بفكر فى كده؟!
- لغة العيون مش محتاجة ترجمة.
- رديت بسُخرية_ وإنتِ بقى دكتورة نفسية!!
- بعيدًا عن التريقة مع كامل احترامى ليك، لو بتفكر فى حاجة اعملها بدون تردد .. اعملها وبس.
- بصيت للبحر ورجعت بصتلها تانى_ بس أنا كده ممكن أموت.
- شيء مؤكد.
- المفروض تساعدينى أتمسّك بـ حياتى .. ع الأقل تقنعينى ان فى حاجة أعيش عشانها.
"ابتسمت ابتسامة مفهمتهاش، طلعت ايدها من البالطو لاحظت إن ايدها اليمين فيها كانيولا وبدون مقدمات شالت الأيسكاب اتصدمت لما شوفتها راسها خالية من الشعر واتصدمت أكتر لما لقيت الابتسامة مش مفارقه وشها."
- إنتِ مريضة كانسر!!
- إنتَ شايف ايه؟
- شايف إنك .. إنك جميلة أوى.
- اتنهدت وبصت أُدامها_ عارف من سنتين كنت واقفة مكانك هنا وكنت خلاص هنهى حياتى بـ إيدى بسبب تجربة فاشلة مريت بيها،
بس معرفش ليه رجعت عن قرارى، المهم بعدها بكام يوم تعبت والدكاترة قالوا إنه سرطان
تخيل كنت عايزة أنهى حياتى بـ إيدى ولما الفُرصة جتلى على طبق من دهب خوفت .. خوفت أوى أقابل ربنا وهو مش راضي عنى
حسيت إن عُمرى بينتهى من قبل م يبتدى، ابتديت أقرب من ربنا وأدعيه اه مكسوفة من نفسي انى مكنتش بدعيه وأنا سليمة وجاية دلوقت لما ربنا ابتلانى بـ مرض أفتكره! بس هى دى طبيعة الإنسان
"وَمِنْ النَاسِ مَنْ يَعْبُدِ الله على حَرفٍ فإنْ اصْابَهُ خَيْرًا اطمأنَ بِه وَإنْ اصابتهُ فتنةٌ انقلبَ عَلىٰ وجههِ خَسِرَ الدُنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين°"
- حصلت مُشكلة فى الشُغل وممكن اترفد، تعرفى أنا تعبت أد إيه على م لقيت الوظيفة دى وبعدها بيومين .. يومين اتنين يتهمونى بالسرقة!
- دا ابتلاء من ربنا ولازم تصبر وتستغفر كتير.
- رديت بتريقة_ والاستغفار ده هيحل المُشكلة؟!
- ردت عليا بثقة_ دا أكيد، الاستغفار ده شيء عظيم
ربنا _عزوجل_ بيقول: "فقلتُ اسْتغفْرُوا رَبَكُمْ إنّه كَانَ غَفْارًا° يُرسِل الَسّماءُ عَليكُمْ مِدْرَارًا° وُيُمددكُم بِأموالٍ وبنين° ويجعل لَكُمْ جنَّـٰتٍ وَيَجْعل لَكُمْ أنْهَارًا°"
- تعرف أنا دلوقت اتأكدت إن ربنا بيحبنى أوى،
عارفة إنك هتقول عليا مجنونة او بهلوس بس صِدقًا أنا فرحانة إن ربنا ابتلانى بالسرطان برغم الوجع اللى فى جسمى وشعرى اللى واقع بس انا فرحانة، وإنتَ كمان لازم تفرح إن ربنا ابتلاك بمشكلة فى شُغلك.
- بصيتلها باستغراب_هو في حد بيفرح بالبلاء؟!
= تخيل!
- إزاي شخص يفرح بمرض أو بمشكلة ؟
- كان نفسي أقولك مفيش حد بس فعلاً فيه اللي فرح بالبلاء
ومش بس كدا ده كمان أعتبر البلاء بُشرى!
في يوم الإمام الشافعي أرسل للإمام أحمد بن حنبل رسالة مع رسول وقال لهُ :
" يا إمام، لقد رأيت رسول الله البارحة في المَنام وأخبرني أنّك ستمرُّ بِمحنتين، مِحنة شديدة في الدين ، ومِحنة في الدُّنيا ، فإن صبرت على كلاهما ؛ لَك الجنّة "
فلما مسك الإمام أحمد الكتاب وقرأ ذلك بكى بشدّة ، فقال له الرسول ما يُبكيك يا إمام ؟
قال بشّرني رسول الله أني سأُبتلى، واسأل الله أن يُعجّل لي بذلك.
متخيل إنه بيقول أتمنى ربنا يقرب ليا البلاء ده؟
وبعدها قام الإمام العظيم أحمد بن حنبل وفضل يشكُر ربنا على البلاء ويبكي فرحًا ويقول : [ اللهم لكَ الحمد .. منحتني شعار الصادقين ]
ده كمان كافئ الرَّسول اللي جاله بالخبر وأداله الثَّوب الوحيد الذي يلي جلده كهدية وشكر
واستقبل الإمام أحمد بعدها المحنتين ، وظل يُمتحن ويُعذب ويُجلد في السجون عشرات السنين رغم كِبر سِنه ، وأصبح جسده ضعيف ولكنّ همته كانت في السماء.
لا زلت أتعجّب من قوله [ بشّرني رسول الله أني سأُبتلى !]
البلاء هو مجرد مآزق بتقربك من ربنا وبترفع روحك للسماء وبيخليك تلجأ لله فقط وبتزيدك رفعة ومقام بالصبر والثبات.
وهنا نفتكر كلام الشعراوي لما قال:
" حذارِ أن تملّ من الصَّبْرِ فلو شاء الله لحقَّقَ لكَ مُرادكَ في طرفة عين، هو لا تَخفى عليهِ دموع رجائك ولا زفرات همِّك، هو لا يُعجِزهُ إصلاح حالك وذاتك، لكنهُ يُـحِب الـسّائلين بإلحاح "
" إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا "
هو لم يقل بما صلوا أو بما صاموا أو بما تصدقوا بل قال:
" بما صبروا ﻷن الصبر عبادة تؤديها وأنت تنزف وجعًا "
- الله ده بجد فعلًا؟
- دى آية فى القرآن الكريم اللى فيه كلام ربنا الذى لا ينطق عن الهوىٰ.
- حقيقى أنا فرحت بكلامِك ده وبإذن الله ربنا هيجبرنا، المشكلة اللى فـ شُغلى هتتحل وإنتِ كمان هتخفى بإذن الله.
وأنا عندى يقين فى ربنا، بس افتكر حتى لو مشكلتك م تحلتش واترفد افتكر إن الشغلانة دى مش خير ليك وإن ده مش مكانك وأكيد ربنا هيرزقك بالأحسن.
- رديت عليها وأنا حزين_ مفيش شغل خالص انا تعبت أوى على م لقيت الوظيفة دى.
- هي مسألة صبر إنما هي عند ربنا أصلًا محلولة
كل ما تحزن إفتكر الآية دي " لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا "
إن الله معك في كل وقت و حين و سيرزقك من حيث لا تحتسب.
لبست الأيسكاب وقامت ومشيت وهى بتقولى_ يَـا رفِيق.
هوّن عِلي قَلبك الحَزين .. وأَبْشر بالخَيّر كُل الخَيّر!
مَا ضاقَت إلّا لتُفرج، ومَا أظْلم الليّل إلّا لِيأتِي الفَجر بنُوره.
تَعلم أنّ كُل مَا أصَابك هُو مِن عِند اللَّـه.
فَـ استبشِر خيـرًا.
- جه يوم الأحد ودخلت الشركة وأنا قلبي فيه كمية راحة لاتوصف برغم إنى دورت على الأوراق الناقصة وملقتهاش يعنى المفروض أكون مرعوب وخايف لكن كنت حاسس براحة غريبة أوى فى قلبي.. كنت بردد "ربي أصلح لى شأنى كله ولا تكلنى لنفسي طرفة عين" وبستغفر..
- بشمهندس عُمر، المدير عايزك.
دخلت وأنا قلبي راضي بـ أى شيء هيحصل م أنا مش هكون أحسن ولا أفضل من الأنبياء اللى كانوا أشد الناس ابتلاءًا !! مش عند اول مشكلة فى حياتى أو اختبار من ربنا أسقط فيه!
- لقيت باقى الورق ياعُمر؟
- لا يافندم دورت عليه كتير بس مش لاقيه.
- بصلى كتير وبعدين رد وقال_ أنا آسف يابنى.
- بصيتلُه باستغراب، فكمل وقال_ الورق طلع فى درج مكتبى وأنا ناسى انا آسف جدًا إنى اتهمتك بالسرقة والخيانة لمجرد إنك الموظف الجديد، معلش بقى الواضح إنى تركيزى بقى على أدى بسبب السن.
محستش بنفسي غير وأنا ساجد فى الأرض وعيونى ماليها دموع فرحة .. يااااه على كرمك ولُطفك بعبادك ياألله.. أنا بحبك أوى يارب بحبك أوى أوى.
كمية الراحة في "أصلح لي شأنّي كله" أنك تتوكل على الله وهو سيصلح بحكمته حياتك، سيُطفىء بلطفهُ قلقك، ويجبر برحمته كسرك، ويقوى بعزتِه ضعفك.♥
|لاأحلل الاقتباس بدون اسم♥🥀|
جميله جدا وبتدى كميه رأحه كبيره اوى ✨
ردحذف