انتبهت ليها وبصيتلها بانهزام فكملت.
_ لحد امتى هتفضلي تستخدمي الشات بتاعه كأنه موجود، لحد أمتى هيفضل موجود جواكِ.
بصيت للفون وقفلته ورجعت بصيتلها_ لحد ما أخف منه.
_ المريض مبيخفش من غير علاج.
اتعصبت_ قصدك أحب ابن اخوكي صح!
ابتسمت وطبطبت عليا _ قصدي حبي نفسك، علشان تقدري تصدقي اللي عمله فيكي، وعلشان تقدري تحبي غيره، قسي قلبك عليه.
دمعت_ مش عارفه أقسى، مش عارفة أنسى.
_ الوقت...
قاطعتها_ الوقت عمره ما بينسي، انا بقالي مدة عايشة معاه جوايا، محدش فيكم قادر يفهم أن قلبي بيعصيني، قلبي مش بايدي يماما.
بصيتلي بقلة حيلة وخرجت، الحب مش بأيدينا، هي دقة بتتخطف وبتكون مش متحكم فيها، لما بيظهر بيدق بسرعة، ولما بيختفي بتوجع قلبك، ولما بتشتاق بتنغزه، وانت بتتحمل علشان غصب عنك حبيت...
"يخونك الجميع، حتى قلبك حينما يشتاق"
مسدج من وعد فوقتني _ حصلت حاجه جديدة؟
_ تعبت أطلع شوقي ليه في حروف هو مش هيقرأها.
_ احذفي الشات.
_ ولو حذفت الشات، مين هيطلعه من قلبي!
_ عندك قدرة ترجعي! هتقدري تديله فرصة!
_ مش هقدر.
_ ولا هتفضلي خايفة أنه يعمل زي ما عمل ويسيبك؟
_ مش هعرف أأمنه على قلبي تاني يا وعد.
_ يبقى حرام عليكي اللي بتعمليه في نفسك يا تاج.
_ قلبي بيعصيني.
_ أنتي قوية وقادرة تردي قلبك ليكي.
اتنهدت ومسحت دموعي، ليه الإنسان بيحب لما هيجي يوم ويمشي، وليه بنتعود واحنا عارفين أن في احتمال للوجع؟ ليه في مجازفة بقلب ضعيف وبقى وظيفته تحمل الأذى؟
_ صباح الخير يا تاج.
_ ازيك يا عدي.
_ مش حابة تخرجي؟
_ خليني لوحدي.
_ حابب اشاركك وحدتك.
قعد جنبي وحط الهاند فري في فونه _ خدي شاركيني.
بصيتله _ ليه مصمم تتعب نفسك؟
_ كان في كاتب عظيم بيقول "عندما تحب لا تتردد في تحمل الوجع، فالمُحب يغفل عن قلبه لأنه ينبض بقلب آخر"
ابتسمت _ عارفه الكاتب.
_ وقال جملة كمان لطيفة اوي بقا " تتبادل القلوب بإبتسامات، أو بنظرات، أو بعثرات القلوب ببعض الحب"
_ أنا حافظة كل اللي كتبته يا عدي.
_ وأنا كمان حافظهم يا تاج، فـ ليه بقا انتي بتكتبي حاجه ومش بتعملي بيها يعني ده حتى قولتي "البعض يحتاج أن يعطي فُرص عشوائية، فهناك قلوب تهاب القُرب"
بيحاول وأنا معنديش حاجه اديهاله، مجرد محاولات فاشلة منه إني ادي فرصة لقلبي، لكنه متبت في وجعه، كأنه حالف ليعصيني، شخصية شبهي لما بتحب بتتحول حياتها لحياة اللي بتحبه، ولما بيغيب بتلاقي نفسها اتعرت، أو تايهه مش عارفه هي فين، وبتحتاج حد يردها لنفسها، وده مش عارفه أعمله.
_ علشان مش قادرة تدي لحد غيره فرصة.
_ مش عارفه اتقبل غيره.
_ أو خايفة.
_ خايفة أتوجع يا ماما.
_ الناس مش زي بعضها، ولا القلوب زي بعضها، واللي بيحب بيكون أول حاجه عنده أنه يفرح حبيبه، ادي لقلبك فرصة.
مش هتفهم أن قلبي اللي مش عاطيني فرصة، قلبي قافش فيا وخايف يقرب، حابب الوجع اللي هو فيه وخايف يتوجع من جديد.
حتى الوجع المعتاد أفضل من وجع جديد هيضعف فينا، وياكل مننا أكتر.
_ عُدي..
_ تاج بتكلمني مش متخيل.
_ إزاي تتخلي عن الوجع.
_ بالنسيان.
_ ولو النسيان رفاهية مش موجودة عندي؟
_ يبقى تمثيل النسيان.
دمعت وصوتي اتخنق_ لحد امتى هفضل تعبانة بيه كده؟
سكت ثواني ورد بحنية_ لحد ما تقرري بنفسك تتخلي عنه، هو ميستاهلكيش، مكنش يستاهل حد بنقاء قلبك.
حاولت اكتم دموعي، اجبر نفسي إني أتحمل بس معرفتش، خرج صوته بعتاب_ عيطي، خرجيه مع دموعك يا تاج وأنا هنا.
كتمت صوتي في المخده وفضلت أبكي لحد ما نمت، صحيت تاني يوم على ضوء الشمس، فتحت عيوني ببطئ وبصيت للسما، يوم جديد بوجع جديد.
_ على فكرة في حد هنا قلقان على الآنسة.
كانت مسدج منه فابتسمت_ عارفة إني ضايقتك امبارح.
_ طب والله عيب، تاج أنا عمري ما أضايق منك، المهم طمنيني عنك، أحسن؟
_ الحمد لله...
_ طيب بما إن الجو مناسب للخروج من وجهة نظرك، ممكن نتمشى؟
_ ده علشان ايه؟
_ علشان انا عايز اخرج مع اجمل بنوتة في حياتي.
_ حياتك بس؟
_ لا والعالم كله.
_ مستنياك.
ميستاهلش يتعب علشاني، علشان قلب متعلق بغيره، عارفه أنه مش مؤذي، عدي مسالم أو على الأقل هو كده معايا، عارفني وعارف طبعي الغريب وخوفي الغير مبرر وتوتري الزايد، واحنا كام مرة هنلاقي حد يتحملنا بكل عك حياتنا!
_ ماما لو عرفت انك جيبتلي آيس كريم هتزعل.
_ المهم تاجنا مبسوطة؟
_ مبسوطة.
_ بس كده وده المهم.
بصيت للسما اللي اتغيرت بلمح البصر، الجو بدأ يتغير، ولأول مرة بعد مدة طويلة مهربش من المطر، وقف وبصلي بإستغراب.
_ مش هنمشي؟
_ ليه!
بص حواليه_ الجو بيمطر!
_ اقعد يا عدي.
_ مش خايفة؟
_ مش هقولك مش خايفة وانا معاك والكلام ده من باب المحن، بس أنا عارفه أنك عمرك ما هتسمح اني اتأذي.
ابتسم وقعد جنبي _ والله افديكِ بروحي.
ابتسمت مع دموعي_ طب ليه محذرتنيش منه؟ ليه مقولتش أنه هيأذيني؟
اتعصب بس رد بحنية _ علشان انتي كنتي عايزاه حاربتي الكل علشانه.
_ وهو حاربني يا عدي، تفتكر انا استاهل؟
_ هو الخسران، صدقيني يا تاج ميساهلش.
مسحت دموعي _ وأنا قلبي واجعني يا عدي.
_ أروح اجيبهولك راكع دلوقت لحد عندك يطلب السماح والله.
ابتسمت_ أنت شخص جميل، ليه بتتعب قلبك مع قلب داب من الوجع.
_ القلب اللي داب من الوجع من وجهة نظرك ده مدوب قلبي كده والله.
_ أنت تستاهل حد أحسن.
_ وأنا مش عايز الأحسن.
الجو الغريب الكئيب بدأ يكون ليه مساحة في حياتي، ومعاه شخص جميل وقادر يحول كل وجع لابتسامة، وقلب غبي مصمم يوجع نفسه.
شات قديم، آخر كلمة فيه من 3 أسابيع، مروا عليا وهو موجود وبيحاول ينسيني، اتنهدت وكتبت بدموع حاولت أنها تكون الأخيرة.
"رسالتي الأخيرة اللي كالعادة مش هتوصل، طلبت منك كتير نفضل برا، وكنت عارفه أن وصولنا هنا اكيد، قولتلك مش عايزة اخسرك لكنك كنت مصمم تخسرني، قولتلك الطريق ده آخرته فراقنا وانت صممت نمشيه، وصممت توجع قلبي.
مش زعلانه منك، انا زعلانه من قلبي علشان لسه بيوجعني عليك وأنت مكمل حياتك، انا بس اللي واقفة، بس صدقني خلاص ده الوجع الأخير".
_ ارتاحتي؟
_ هرتاح...
_ عُدي حضر ورقه وهيسافر.
أيدي جت على قلبي _ هيسافر فين؟
_ شغله يا تاج، بقاله فترة بيحاول وأخيرًا لقى فرصة كويسة وهيسافر.
ابتسمت بحزن_ هو يستاهل كل الخير.
هيمشي؟ صدق اللي قال إن الفراق هو اكتر حاجه بتعرفنا قيمة الشخص، ونرجع تاني لنفس السؤال، لما هنبعد في الآخر قربنا ليه؟
كنت حاسة نفسي مش عرفاني، انا مين وعايزة ايه، والأهم ليه قلبي واجعني كده!
_ هتسافر؟
_عايزاني أسافر؟
_ عايزاك مبسوط.
_ وانا هكون مبسوط لو انتي معايا يا تاج.
_ مش قادرة اديك فرصة أو اوعدك وانا عارفه قلبي موجوع، حرام عليا الأمل اللي هكسره.
_ وليه شايفة أنك هتكسريه! مش واثقة فيا وفي قدراتي؟
ابتسمت _ واثقة فيك وفي قلبك.
_ طب والله قلبي يقف من الكلمتين دول.
_ سافر ده حلمك.
_ وحلمي الأول والأخير أنتي، لو مش عايزاني أسافر والله م هسافر.
_ تحقيق حلمك هيبسطني، سافر بس متنسانيش.
_ معايا شهرين لسه!
_ حلو يادوب تلحق تودع المكان.
_ يادوب الحق اطمنك.
قفلت الفون وقعدت في البلكونة بتفرج ع المطر، الضلمة في الجو شيء متعب، أو علشان مبحبش الضلمة مش حابة المطر، أو ذكرى بعيدة ومش كويسة في حياتي.
وعلشان كده الضلمة اتسرسبت لجوايا، بقت شيء أساسي جوا قلبي، وياريتها كانت بس فضلت في الجو.
_ عُدي.
_ أيوة...
_ أنت عارف إن ممكن كل اللي انت بتعمله ده يفشل.
_ عارف بس مش زعلان، أنا لو محاولتش علشانك هحاول علشان مين؟
_ أنت بتحاول علشان سعادتك أنت.
_ سعادتي في كلمتين منك بس يا تاج، إنما أنا عايزك ترجعي تضحكي، مش تمثلي انك بتضحكي.
_ بس أنا مش قادرة اعمل ده، وخايفة منك.
_ أنا أتفه من أنك تخافي مني، وأصغر من تفكيرك فيا بالطريقة دي، انا كل اللي هاممني أنك تكوني بخير.
حطيت ايدي على قلبي وانا بقول بكسرة الدنيا_ وهكون بخير ازاي وهو كاسر قلبي، مين هيجيبلي حقي منه يا عدي؟
_ الزمن قادر يعرفه هو خسر ايه! بس وقتها هل هتكوني جاهزة تقابلي ضعفه ده بقوة وجبروت زي العادة.
_ وحتى لو مش قادرة، أنا شاطرة في التمثيل.
_ أنا عايزك تكوني قوية فعلًا، كلنا عارفين أنه تعبان بعدك واكتر منك، بس هو أضعف من أنه يحاول علشانك، أضعف من أنه يدخل حرب، وخايف يخسر.
_ وانت؟ مش خايف تخسر!
_ الخسارة معاكي مكسب ليا.
بتعدي الأيام وهو بيقتحم حياتي بطريقة لطيفة، قادر يحول كل وجع لشيء لطيف، أو أنا فوقت وبقيت أشوف الحقيقة من غير خداع قلبي، من غير وجع، وعرفت أن قلبي زي ما بيعصاني، بيقدر يفاجئني، بيقدر يتنفس لوحده من غير حدود، من غير وجع، وبابتسامة حد تاني، والفرص العشوائية حقيقة وليها مفعول السحر.
_ البوكس ده عدي بعتهولك.
_ ليا؟
_ آه، وقالي اديهولك وكلميه وانتي بتفتحيه!
_ حاضر.
قربت على البوكس وابتسمت، حسيت قلبي دق دقة غريبة، غير الحزن المتعودة عليه، اتنهدت وطبطبت عليه، مسكت الفون وبعتله على الواتس أن البوكس وصل.
_ افتحيه!
_ في ايه!
سمعت ضحكته فابتسمت_ والله لما تفتحيه هتعرفي.
فتحته وخطفت نفس بسرعة _ دي الروايات اللي كنتي عايزاها صح؟
ابتسمت_ أيوة.
_ طلعيها.
طلعتها وابتسمت _ ديري ميلك وجلاكسي وماندولين وهوهوز كتير أهو.
ضحكت_ هتخن.
_ ولو تخنتي انتي قمر في كل حالاتك، في شال عندك علشان البرد كمان.
_ ألوانه حلوة أوي.
اتنهد_ آخر حاجه عندك، علبه قطيفة زهري، افتحيها.
فتحتها ولقيت جواها خاتم فضة شكله رقيق والحجر فيه زهري_ ملاحظ أنك محتفظة بالخاتم بتاعه في ايدك، معرفش ده لانك بتحبي الخاتم، ولا لأنك مش عايزة تخلعية، ولا علشان نسياه اصلا، أو ممكن علشان بيفكرك بيه، مش عارف لكن مش حابب تفضلي لبساه، فلو سمحتي ممكن تلبسي ده؟
بصيت على الخاتم في أيدي واتنهدت وأنا بقول_ عادة مجرد عادة يا عدي.
_ هكون مبسوط لو رميتيه.
ابتسمت_ حاضر.
_ جهزي نفسك طيب هنخرج بالليل.
_ في المطر؟
_ خروجه رايقة والله بس اسمعي الكلام.
خليت الخاتم بتاعه مكانه، حذفت الشات القديم وأنا حاسة بانتصار، وقلبي قرر يطاوعني ويبتسم، قومت علشان أجهز، لبست طقم أسود وعليه الشال اللي جابهولي، خدت الخاتم معايا في الشنطة ونزلت معاه.
_ رايحين فين؟
_ مفاجأة.
_ مبحبش المفاجآت.
_ عارف، بس هتفرحي.
ابتسمت_ عارف؟
_ معرفش اي حاجه والله.
ضحكت_ أنا بكون مبسوطة وانا معاك، أو الأحسن، بكون مرتاحة، قلبي مبيوجعنيش.
وقف مكانه وبص ليا بصة غريبة بعيون بتلمع_ عارفه ده معناه ايه!
_ خايفة اصدق!
مد أيده _ انا هطمنك.
مشينا سوا وروحنا مكان لطيف، فاضي، زي قاعة كلاسيك وشيك، قعدت معاه شوية وبعدها جاب عود وبدأ يعزف.
_ اتعلمت المزيكا؟
_ علشان نغني سوا.
قلبي دق تاني، ابتسمت معاه وبدأت اغني وشوية وظهر رسمه 3D لأم كلثوم جنبنا، فرحت اوي وكملت غنى، حسيت نفسي في مكان لوحدي، بين السحاب بجري وانا مبسوطة.
_ مبسوطة؟
_ أوي يا عُدي.
_ ده عندي بالدنيا.
جريت على الشنطة وطلعت النوت منها وكتبت جملة بسرعة " انعكاس الضوء في عينيك، ينير عتمة قلبي، فأحبك أكثر".
سحب الخاتم من الشنطة فقولت_ أنا سيبته لحد ما البسه قدامك.
ابتسم_ كنت عارف.
لبسته واديته القديم فضل شوية بيبص عليه في أيده _ أوقات كتير كنت ببص ليكم وانتوا سوا وأقول إن سعادتك أهم من وجع قلبي، رغم أني كنت عارف انك بتحبيه لكن مبطلتش ادعي بيكي يا تاج، يمكن أنانية مني، أو كره ليه، لكن كان عندي يقين أن ربنا هيراضي قلبي، رغم أني مكنتش حابب وجع قلبك، ولا كنت أتمناه، وكنت مستعد افضل العمر تعيس علشان اشوفك مبسوطة، بس هو اللي مكنش يستاهل قلبك، ولا يستاهل دمعة منك والله.
ابتسمت _ للدرجة دي؟
_ للدرجة دي واكتر بحبك، ولحد الآن عندي استعداد لو قولتي متسافرش مش هسافر، مش عايز أمشي وأنا تايهه يا تاج.
طبطبت عليه واخدت الخاتم منه ورميته_ حلمك مهم، وانا هكون مبسوطة وانت بتحققه، بس انت تقدر تحققه وتبقى معايا!
بصلي بفرحة _ أقدر أاجله.
_ وبعد التأجيل!؟
_ هاخدك معايا.
ابتسمت_ خدني معاك.
"لتكن لي سلطاناً، وأنا تاجُك"💙
تعليقات
إرسال تعليق