سطع ضوء الشمس في غرفة نوم أسامة… فأيقظته من نومه قبل أن يعج هاتفه المحمول بصوته العالي في السابعة صباحًا، ولكنه ظل راقدًا على سريره حتى موعد استيقاظه في التاسعة.
فاليوم ليس يوم عمل كي يستيقظ مبكرًا… لكن أسامة كان على موعد مع أصدقاءه لزيارة المتحف الإسلامي، فهو يهتم كثيرًا بتاريخ المسلمين، وما دار بينهم من صراعات وحروب كادت أن تقضي على المبدأ الأساسي للإسلام، وهو أن هذا الدين جاء بالأساس ليعم السلام والمحبة بين جميع شعوب العالم مهما أختلفت أشكالهم، وصورهم، ولغاتهم!
وبالفعل تأنق أسامة بأفضل ما يمتلك من ملابس، ووقف أمام المرآة ليعيد تصفيف خصلات شعره على جانب آخر، ففي كل مرة يغير تصفيفة شعره من حين لآخر… كما نصحه الطبيب بذلك… حتى يقضي على مشكلة تساقط الشعر التي أصابته في سن صغير… رغم أنه لم يتجاوز الخامسة والعشرين من عمره.
وبعد أن وصل أسامة إلى مقر المتحف بعابدين… وجد أصدقاءه في انتظاره… حيث دخل هو وأربعة من أصدقاءه إلى المتحف، وقبل أن تقع عينه على أي تحفة من تحف المتحف، وقعت على تحفة أخرى… فتاة كانت آية في الجمال، فهي أجمل فتاة رأتها عينيه، فهي ذات شعر ناعم بني ينسدل على كتفيها، ولها قوام متناسق ورشيق ترتدي فستانًا ألوانه رقيقة للغاية، وبمجرد أن استدارت، وتطايرت خصلات شعرها بانسيابية… لمحت وجود أسامة، فنظرت إليه بعينيها الخضرواتين الواسعتين، وابتسمت ابتسامة رقيقة له كادت أن تخرج قلبه من حلقه!
تسارعت دقات قلب أسامة، ولم يتمالك أعصابه، ومرت فترة ليست بالقليلة… حتى أستطاع أن يقف بثبات وثقة مرة أخرى، وظل يراقبها من بعيد… حتى تسنح له الفرصة في التحدث إليها.
لاحظ أسامة أن هذه الفتاة الجميلة تقف في معظم الوقت صامتة بجانب مجموعة من البنات… لكنه لا يعلم هل هم أصدقاءها أم ليسوا كذلك؟
كان أغلب الظن الذي قفز إلى رأس أسامة أن هذه الفتاة هي فتاة أجنبية لا تفهم لغة من حولها… لذلك تميل إلى السكوت حتى لا تتعرض للإحراج… لاحظ أيضًا أن تلك الفتيات الواقفات بجانب هذه الفتاة يتحدثن بلغة الإشارة، فهن جماعة من الصم والبكم، ولكن هل هذه الفتاة صماء وبك
تعليقات
إرسال تعليق