"يا فرحة قلبي النهاردة سيف كمل السبع سنين ونزل النهاردة لأول مرة مع باباه صلاة الفجر"
كانت المسج دي باعتها أختي ليا ... بتشاركني فرحتها بصلاة إبنها ... كنت فرحانة زيها وأكتر كمان سيف دا قلب خالته من جوه .... باركت ليها ودعيتلهُ بالثبات.... بصيت جانبي لِـ يحيى اللي متابع نشرة الأخبار الساعة تسعة.
بِفرحة... يحيى.
رد من غير ما يبص ليا ...أمممم.
حطيت الموبايل في وشه .... بص.
لقيت ملامح وشه اتشجنت .
بِبرود .... مبروك ... أنا قايم أنام ورايا شغل الصبح بدري.
سبيني ودخل الأوضة.
حضنت نفسي بِحزن ودموعي نزلت على خدي ... أنا واعوذ بالله من كلمة أنا ... متجوزة يحيى بقالنا شهرين ... هو ابن عمي ... بعد موت بابا عمي جوزني ليه ... لأن مينفعيش أقعد لوحدي عشان كلام الناس ... وأننا عايشين في بلد ريفية وكده ... بعد الجواز اكتشفت إن يحيى مش بِيصلي وميعرفش حاجة عن دينه خالص ... من الشغل لقهوة معًا اصاحبه حتى الشوية اللي بيعقدهم في البيت بيقعد قدام الشاشة ليمسك موبايله ... وحتى يوم الاجازة بنروح نقضيه في بيت عمي اللي هو باباه ... وأنا شفافة مش بيشوفني غير لما يكون جعان أو اكويله الهدوم... مقهورة قوي مش دا الشخص اللي تمنيته وكُنت بدعي ربنا بيه.
_يحيى.
_نعم.
_كُنت عاوزة أروح لِـ تقى أبارك بخصوص صلاة سيف.
ساب المعلقة واخد نفس طويل .... روحي.
بلعقت ريقي بتوتر .... مش هتروح معايا؟
_لا روحي إنتِ وباركي ليه بنيابة عني.
بحزن ... ليه متروحي معايًا ... دا حتى سيف بيحبك قوي وكُل ما أروح ازوهم بيسألني عنك.
رمى المعقلة بعصبية .... قولت لا يعني لا ... ولما أقول كلمة تنسمع من أول مرة فاهمة .... عيشة تغم وتقصر العمر.
رزع الباب وراها.... أنتفضت من صوت الباب وكالعادة دموعي نزلت ما هي بقت ملزميني من ساعة ما اتجوزته ... بس المرة دي مش هسكت زي كُل مرة وابقى ضعفية.
بزعيق ... هي فين الهانم اللي سابت البيت ؟
عمي ....وطي صوتك وأنت بتتكلم معايًا ... أنت نسيت نفسك ولا إيه.
أخد نفس طويل يهدي عصبيته .. أنا آسف مقصدش يا بابا... بس اللي عملته ما يتسكدش عليها.
_ وأنت الصادق عمايلك إنت اللي مايتسكدش عليها يا راجل يا محترم ... هو أنا ربيتك على فرد عضلتك على الستات ... دي مراتك يعني حته منك ... لما تحترمها تبقى بتحترم نفسك ولما تهينها تبقى بتهين نفسك ... أنا قعدت معاك قبل ما اجوزهالك وصيتك عليها . ولو مفكر إن بعد موت أبوها ملهاش حد تبقى غلطان ... أنا بقيتلها الأب والاخ وأهلها كُلهم بعد موت أهلها و..
قاطعه .... بس...
صوت قلم رن في البيت كُلها.... حطيت أيدي على بؤي بصدمة وأنا قاعدة في الأوضة بتاعته.
بعصبية ... اوعا تقطعني مرة تانية ... إظهار معرفتيش أربي ....اعمل حسابك الجمعة الجاية هتصل بيك وهجيب المأذون يطلقها منك ... وبعد عادتها هجوزها لواحد أحسن منك يقدر النعمة اللي معاه ... ياله اطلع بره مش عاوز أشوف وشك من هنا ليوم الجمعة .
بعد ما مشيه دخلي عمي ... مالك بتعيطي ليه.
مسحت دموعي وأنا ببص ليه بحزن ... مكنتش عاوزة يحصل كده وأنا ابقى السبب فيه ... محبيش اخرب علاقة أب بابنها لاي سبب كان.
ضميني ليه بحنان ... علاقة إيه اللي تنخرب .. ربنا ما يجيبش خراب أبدًا ... أنا بس بربيه من أول وجديد ... شكلي كده كنت مش فاضي وبأكل رز بلبن وأنا بربيه أول مرة.
ضحكت ... فَـ بأس رأسي وقال ... أيوه كده اضحكي ونوري الدنيا من تاني ... اوعي تفكري أن بعد موت اخويا بقيتي وحيدة لا أنا بقيت أبوكي واخوكي وصاحبك ... أنا عارف إن يحيى مش الشخص اللي كُنتِ مستنياه ومحافظة على قلبك عشانه ... بس خلاص هتخلصي منه ومش هجبرك على حد تاني.
بأس رأسي وخرج ... سبني وأنا حسه باضطراب في مشاعري ... من ناحية مش عاوزة اطلق ... ومن ناحية تانية مش هقدر أكمل معاه وهو كده.
قُمت اتؤضى ... صليت وفضلت كتير ادعي بصلاح حالي
.... مرت الأيام بسرعة وجيه يوم الجمعة.
كُنت قاعدة وأنا بفرك بأيدي ... وهو مركز عينيه عليا.
اتكلم المأذون ...إن أبغض الحلال عند الله الطلاق ... رجعو يا جماعة نفسكم واستعيوذ بالله من الشيطان الرجيم.
عمي ... إبداء يا شيخنًا في المراسم أحنا اتفاقنا على الطلاق ومفيش مرجع منه.
_ لا حول ولا قوة إلا بالله .. هات يا ابني بطاقتك وإنتِ يا بنتي.
عمى ادله بطاقتي فَـ بصله عمي ... اديله بطاقتك .
واقف ... أنا عاوز أتكلم معاها قبل ما نتطلق .
واقف عمي قصاده ... مفيش كلام يجمعكم تاني .... اخلص وخلصها منك.
ساب عمي ولقته واقف قُدامي مسك إيدي وسحبتي وراءه.
قفل الباب ورانا واقف قصادي ... فضل باصص ليا فترة من غير كلام .... اتكسفت منه ولفيت وشه ... لقيته مسك دقني ولف وشي ليه ... قرب مني وبأس جبيني وكأنه بيودعني.
بحجرشة .... أنا آسف.
بعد عني وكان هيخرج من الباب واقف لما قولت.
_أستنا .
بصلي وعيناه مليانة دموع.
_مينفعش .... أنا مستهيلش واحدة زيك.
_أنا مش معترضة عليك ... بس معترضة على عدم صلاتك وقربك من ربنا ... أحنا متخلقناش للأكل والشرب والنوم وبس ... لا اتخلقنا لعبادته ونعيش بالطريقة اللي ترضيه ... أحنا عباده ولازم نعبده زي ما آمرنا.... آه أحنا بنغلط بس بنرجعله وأحنا نادمنين وطالبين المسامحة والمغفرة.
غمص عينه وسمح لدموعه تنزل ... معصيتي كبيرة قوي يا سارة وهو مش هيسمحني أبدًا عليه.
قربت منه ومسكت إيده وروحنا قاعدنا على السرير .
_مين قال ليك كده؟ دا إسمه الرحمن الرحيم الغفور ... هيسمحك أكيد.
_ذنوبي كتير هو مش هيقبلني.
_هيقبلك مهما كانت حجم ذنوبك ... ربنا أبوابه مفتوحة دايمًا لينا في كُل وقت ولكُل نادم على ذنوبه .
_إنتِ لو عرفتي بمعصيتي مش هترضي تبقي على ذمتي يوم واحد.
تبت في إيده .... وأنا مش عاوزة أعرف ومش عاوزاك تقول لحد ... مش عاوزاك تهجر بمعصيتك ... خليها بينك وبين ربنا بس.
_إنتِ متسهليش وأحد زي ... إنتِ انقي واطهر منك تفضلي معايًا.
ابتسمت وأنا بمسح دموعه ... أنا واحدة مؤمنة بالقدر ورضيا بكُل اللي يعمله ربنا ... أنا عاوزاك توعدني إنك هتقرب منه ... ولما اقولك ياله نصلي تقوم ومتضربيش معايًا تاني ... وهتبدأ من النهاردة ماشي.
بصلي ...هتتعبي معايًا.
_وأنا موافقة ... كُله يهون لرضا ربنا.
خرجت وأنا إيدي في إيده وشنطة هدومي بأيده التانية .
_هو المأذون مشيه!؟
أبتسم عمي لما لقنى مبتسمين.... آه أنت مفكر إني كُنت هخليك تطلقها دا بعينك ... أنا عارف إنها هي اللي هتصلح حالك .. دا كُله كان قرصة ودن عشان متزعلهاش تاني.
بصلي ... ما هو خلاص من النهاردة مفيش زعل تاني وهحطها في عيني وقلبي.
ساب إيدي ومسك إيده باباه وبأسها ... ربنا يديمك لينا يا بابا.
عمي حضنه وطبطب عليه ... ويهديك يا يحيى.
"يا فرحة قلبي النهاردة مؤمن كمل السبع سنين ونزل النهاردة لأول مرة مع باباه صلاة الفجر"
نفس الرسالة بعتها لأختي بعد تمن سنين من اليوم إللي رجعت معًا يحيى فيه ... قفلت الموبايل ... ميلت رأسي على كتف يحيى اللي بيتابع اسكوبي دوو ومؤمن نايم على رجله.
_تعرف نفسي أقولك إيه؟
حاوط كتفي بأيده وباس شعري.
_إيه؟
_إني سقطت في غرامك. ♥️
"لم نخُلق لِـ لهو ... خُلقنا لعبادته ورضاه ... فتأدب"
تعليقات
إرسال تعليق