القائمة الرئيسية

الصفحات

lightBlog

News

حواديت مريم وادهم بقلم المبدعه «مريم وليد محمد »

- بقولك إيه! عملتِ إيه أمبارح؟
كُنت نايمة ومدياله ضهري، لفيت لُه:
- الأولى تقول عملتِ إيه النهارده!
رد بِتوتر بسيط:
- قومي نتكلم شوية.
رفعت البطانية على وشي:
- عايزة أنام يا أدهم.
- مريم أنتِ لأول مرة تكوني مش حابة تتكلمي معايا!
ضحكت بِسُخرية بسيطة:
- وأنتَ لأول مرة تكون حابب يا أدهم.

أحساس بشِع إنَّك تكون بتعافِر في علاقة، بتعافِر عشان تنجح علاقة في الأصل فاشلة، وبعد كل التعب والمُحاولات دي، وبعد ما تفقِد طاقتك وروحك تتنسِل مِن كُتر الشد، تلاقي الشخص التاني فاق.. مش بس فاق، هو عايز تكون موجود ومعاه وقابل باللي بيحصل كمان!

- هو فين اللبس بتاعي؟
أكلت لُقمة مِن الجبنة:
- هتلاقيه في دُلابك.
بَصِلي بهدوء:
- بس غريبة، يعني مطلعتيهوليش النهارده.
ضحكت ببساطة:
- هو أنتَ صغير يا حبيبي؟ طلعوا لنفسك.
أتنهِد بتعب وكمِل:
- أنتِ بتعامليني كده ليه يا مريم؟
بصيت لُه بِكُل هدوء العالم:
- بعاملك ازاي يا حبيبي؟ ما أنا باكل أهو وعملالك فطار، بترجع تلاقي أكلك جاهز، غسيلك منشور، لبسك مكويّ، بتروح تنام وتلاقيني جنبك وكل حاجة تمام، إيه اللي اتغيَّر بقى؟
جاوِب ببساطة:
- مشاعرك..
كمِل وكأنه بيلومني وبيلوم نفسه:
- مشاعرك، حُبك وأنتِ بتعملي الأكل وتقدميه، تحضيرك للفطار، إنِّك تديني لُقمة في بوئي وسط الأكل، إنك تظبطي كل شيء في البيت بحُب.. حُبك أختفى مِن البيت يا مريم!
اتنفِست بتعب وحاولت أظبَّط أنفاسي:
- الجفاف يُقابله جفاف يا أدهم، مش بديهي أقدملك حُب وألاقي مِنك لا مُبالاة.
أتكلِم بِهدوء:
- أنا بـ..
قاطعته وأنا بقف:
- أنا مش قادرة أسمع، وزهقت سماع يا أدهم.. عن إذنك.

أنا وأدهم متجوزين بقالنا سنتين، متجوزين عن حُب، أول خمس شهور بيننا كانوا لُطاف، أكيد مِش كُلهم ورد وحُب ولعب وكان فيها مشاكل وخناقات لكِن بسيطة، هادية.. من بعد خامِس شهر بدأ الزن على بيبي مِن مامته وخالته، كان في البداية مِش مُهتم ولكِن وبعدين! ما نهاية الزن مش هتجيب غير نكد.

- مريممم!
كان بينادي عليَّا وأنا بنشُر الغسيل ومش سامعة الجرس:
- جايةة.
خرجت فتحت الباب بعد ما حطيت طرحة على راسي، كان هو في الأوضة بيعمل شُغل مُهم.. كان حمايا.
- أزي حضرتك يا بابا؟
ابتسَـملي:
- بخير يا حبيبتي، أدهم موجود؟
فتحت الباب وشاورتله يدخُل لِجوا:
- أيوه أيوه اتفضل.. أدهاامم!
طبعًا حبيبي واقِع على ودنه فأضطريت أدخُل أناديه أنا.
- أدهم.
رفع عيونه وبَصلي:
- أيوه.
- عمو برا عايزك..
ابتسَـم وقلع النضارة:
- بابا فعلًا! ده بقاله سنة مش بيطلع هنا من ساعـ..
لِسانه وقف، بصيت على الأرض بِحُزن وسيبته وخرجت.
 بِالفعل أخر مرة باباه طلع عندنا كانت مِن سنة، ساعة ما اتخانقنا على موضوع البيبي ومامته كانت هتمد إيدها عليا، وقتها سِبت البيت شهرين وباباه عمل مُشكلة مع مامته وهو سبب رجوعي البيت.

- عايزك أنتَ ومريم.
كُنت واقفة ورا، رفعت حاجبي بِأستغراب فبَصلي بِنظرة طمأنينة.
- ملاحظ إن علاقتكم مش أحسن شيء، خير.. هتفضلوا كده لِأمتى؟
بَصلي بِهدوء ورجع بص لِباباه:
- أنا اللي غلطان يا بابا، مريم اللي جاي مِنها مُجرد رد فعل..
سِكت وبَصلي وبعدين بَص لِعمو:
- على فعلي.
لاحظت في عيون عمو نظرة فرحة لِأعتراف أدهم بغلطه:
- عين العقل، كلنا عارفين إنك غلطان.. بس ها وبعدين؟
بصيت لُه بِأستغراب:
- هنعمل إيه يا عمو؟
بَص لِأدهم وابتسَـم:
- فاكر لما أقترحت عليا تقعد برا عشان ميحصلش مشاكل بين أمك وخالتك ومريم وقولتلك إنك كده هتشيلهم من مريم!
بصيت لِأدهم بصدمة، أنا كُنت دايمًا بطلُب مِنه ده بس كان بيقول إنه هيحاول وبيسكت، كان دايمًا بيحسسني إنُّه متجاهلني.
رفع حاجبه وبص لعمو:
- آه ده ساعة ما أشتريت الشقة اللي كانت عجباني وبحوش عشان أشتريها وقولتلي إنَّك مش هتديهالي، فاكر فاكر.
فتحت عيني بصدمة تاني، ما مِش معقول بصراحة!
- أنا كنت بس عايزك تدي فُرصة لمريم ولأُمك ياخدوا على بعض، يحبوا بعض، يتعاملوا كويس يا ابني.
أتنهِد:
- وخدوا على بعض يا بابا؟ مريم بتحب ماما، بس هل ماما حبيتها! دي حتى مكنتش بتسيب فُرصة إلا وتهين مريم فيها، أنا مقدرش أعصي أُمي، مقدرش أزعقلها، مقدرش ألومها.. دي أُمي، بس مكنتش بقدر أعمل شيء غير إني أعتذِر لها ولما كنت برد مريم كانت بتخاف أمي تشيل مِنها..
سِكت دقيقة بعد ما بَصِلي وكمِل:
- مش كل حاجة بتشوفها صح يا بابا، بتكون صح.
قام مِن مكانه ودخل الأوضة، عمو بصلي بِحُزن:
- كُنت بحاول أساعده بس، مكنتش أقصد أكون عقبة في حياتكُم، مكنتش قاصد أكون سبب كل المشاكل.. لما أموت مين هيكون معاها؟ هي مش وحشة يا مريم، هي أنانية فيه.
ابتسَـمت بِهدوء:
- أنا عارفة، متقلقش.. شوية وهننزل نقعد معاكم شوية.
بَصِلي بهدوء:
- ملهوش لزوم يا بنتي، مش عايز أعمل مشاكل.
قام بِهدوء، فتح الباب وخرج، بعيدًا عن كُل اللي حصل.. أنا بحب أدهم، واخدة على خاطري مِنُّه آه بس أنا بحبه، هو بيحاول، مقدرش أنكِر مُحاولاته! سرحت في ذِكرى لطيفة تجمعنا.

- مريم، أنا بفكر في ألوان الحيطان، إيه رأيك أزرق ولا نبيتي!
بصيت لُه بِهدوء:
- نسكافية.
رفع حاجبه:
- هو أنا بسألك تشربي إيه يا بنتي! 
ضحِكت بخفة:
- يووهه، عايزة لون النسكافية يا أدهم.. اللي هو الكافية يعني.
- مش بحبه.
رفعت حاجبي ومسكت خده بِهدوء:
- بس بتحبني، واللي بيحب حد بيعمل عشانه أي حاجة.
ابتسَـم:
- أتفقنا يا زوجتي المصون.
بصيت لُه بِبرود:
- أدهم..
- هاا!
كملت بِسماجة:
- أسمي مريم، مش زوجتك المصون!
رفع حاجبه:
- الاه! مانتِ بتقوليلي يا قُرة عيني وأنا أسمي أدهم ومبتكلمش!

ابتسَـمت لِلذكرى اللطيفة، وأنا بترن في وداني جُملتي ليه "بس بتحبني، واللي بيحب حد بيعمل عشانه أي حاجة." سبع شهور كفاية جدًا كعِقاب، نصالحُه بقى حبيب مامي؟ نصالحه.
- أدهوم.
رفع عينه وبَصلي:
- أيوه!
روحت تِجاهه وأنا راسمة ملامح لطيفة على وشي، مسكت إيده وقعدنا على السرير:
- أحكيلي مالك، مش أنا مراتك حبيبتك!
ابتسَـم بِهدوء:
- وحشتيني، وحشتيني أوي.
بصيت لُه بِلوم:
- وحشتك ازاي؟ أنا جنبك كل يوم، مش كده!
اتنهِد وسند على كتفي:
- أنا أول مرة أحس إني لوحدي، أول مرة أحس إن حتى وأنا وسط الكل ومنغيرك بكون وحيد.. أنتِ مبقتيش جُزء بسيط مني يا مريم، ولا أهم جزء حتى.. أنا بقيت حاسس إن لازم وجودنا يكون سوا، مبقتش عارف أتخطى وجودك.. قد إيه مُهم!
ابتسَـمت بِهدوء وسِبت الأوضة وخرجت، دخلت المطبخ عملت كوبيتين شاي، وأنا بعمل لقيته ورايا:
- حقك عليا، أنتِ عارفة أنا بحبك قد إيه.
اكدب لو قُلت نفسي راضية تمامًا، أنا شُفت كتير برضوا، مديت لُه الشاي:
- سيبني أصفى لوحدي يا أدهم.
ابتسَـملي:
- مش همِل من المحاولة.

حصل إيه! حصل إن كرامتي كانت بتتهان في يوم وجوزي واقف بيتفرج، فهل سهل أعدي ده! هل سهل الموضوع يعدي بدون أي وقفة تحسسه إنِّي موجودة! سبع شهور كتير! واللهِ لو العمر كله عيشت أرُّد كرامتي مش هيكفي.

- مريوم.
بصيت لُه بأهتمام:
- أيوه.
- عندنا فرح النهارده، فرح محمود
ابتسَـمت:
- آهه صحيح، خلاص روح شغلك وهحضرلك البدلة على ما تيجي.
ابتسَـم بِهدوء:
- متتعبيش نفسك عشان تدوري على فستان، جايبلك فُستان وخمار مُناسبين ولُطاف جدًا.
ابتسَـم بِرضا:
- ربنا يديمك ليا.
رفع حاجبه:
- على فكرة المفروض تقولي حاجة تاني، على فكرة يعني.
رفعت حاجبي بِأستهبال:
- حاجة تانية! حاجة تانية إيه يا أدهوم بس؟
بَصِلي وضيق عينه، وخرج بِقمصة زي الأطفال كده، يلا حبيبي طيب ويستاهل كُل خير.

- الله! الفُستان جميل خالص يا أدهوم!
كان باصصلي بِحُب، وإعجاب.. حمحم وبَصلي:
- لا..
ضيَّقت حاجبي بِعدم فهم:
- لا إيه يا بني!
- لا غيَّرت رأيي مِش عاجبني الفُستان ده خالص.
رفعتله حاجبي:
- بس ده جميل!
اتعصب شوية:
- يا ستي ما دي مُشكلة، إنُّه جميل.. فمخليكِ جميلة، وأنتِ جميلة في أي حاجة، فهتروحي في ده وحد هيبُصلك كده ولا كده مُمكن أعمل مُشكلة..
أتنفِس بهدوء:
- لا مُمكن إيه! ده أكيد.
ابتسَـمت بِهدوء وأنا بلبس الشوز:
- حبيبي، أنا هنزل بِده يأما مِش هنزل.
فك زُرار الچاكت وقعد على الكنبة:
- عال اوي، أنا بقول كده برضوا.
رفعت عيني بِصدمة:
- يا أدهم أخلص!
- قولتلك مش نازِل، يلا أدخُلي غيري.
اتنهِدت:
- طب قوم ننزل نتعشى برا.
بَصِلي ورفع حاجبه:
- يا سلام! وهوَ كده محدش هيشوفك!
- ألبسلك خيمة يا حبيبي عشان ترتاح!
بَصِلي برخامة:
- آه وياريت تكون سودة.
رفعتله حاجبي بعصبية:
- الاه! ما تيجي توؤدني أحسن يا أدهم!
قام وقِف وقرب مِنِّي بهدوء، لحد ما بقى بيننا مسافة صُغيرة، لِدرجة إنِّي أعتقد إنه سمع صوت دقات قلبي مِن مكانه، لاحظ توتري.. ابتسَـم بِتحذير وهوَ بيجز على سنانة:
- أدخُلي غيري الفُستان ده وهنروح مكان ما أنتِ عايزة، وهجبلك غيره بكره.. غير كده مفيش نزول مِن البيت.
نطقت بِتوتر:
- عايزة أقعُد على البحر!
ابتسَـم بِهدوء وهو بيبعد عنِّي:
- طب يلا غيَّري الفُستان ده وهننزل نقعُد شوية على البحر، وهجبلك دُرة.
ابتسَـمت:
- عايزة أيس كريم!
رفعلي حاجبه:
- في التلج ده؟
ابتسَـمت وأنا بدخل الأوضة:
- في التلج ده.

- مَريَمتي!
قلبي اتخض مِن الكلمة! ياني.. بقالي حوالي سنة مسمعتهاش مِنُّه، حسيت قلبي فرح مِنها، بصيت لُه وسكتت فكمِل:
- مبسوطة؟
ابتسَـمت بِهدوء وأنا بميل على كتفه:
- لِأني جنبك مبسوطة.
- مسامحاني؟
اتنهِدت وأنا بَبُص لِلبحر:
- نعتبرها ليلة أعترافات ونتقبلها؟
ابتسَـم:
- موافِق.
- قلبي زعلان، زعلان اوي مِنك، مكنش مُتوقِع إنك تأذيه بِالشكل ده.. ده أنا بتحامى مِن العالم فيك، بشوفك عالمي يا أدهم، أنتَ عارِف إني مبعدتش عشان كلام البنات وإن لازم أعمل لِنفسي شخصية معاك، أنا بعدت لِأني أصلًا عاملة لِنفسي شخصية وأنتَ اللي بتعززهالي، بعدت لِأن كرامتي وكبريائي أتجرحوا، ويا ويلك يا أدهم مِن كبرياء ست يتجرح مِن أكتر حد بتحبه، أنا بعدت لِأني بحبك ومتوقعتش أذايا يكون منَّك، مش قادرة أتوقع ولا أتخيل الموقف مرة تانية، خايفة ترجع تأذيني.. خايفة قلبي يوجعني تاني بسببك، وهِنا خُذلاني مش بيكون بسبب وجع قلبي، ولا جرح كبرياء، ولا حُزني على كرامتي.. بيكون إن كل ده حصل بسببك، بسببك أنتَ.
حاوطني شالني مِن على كتفه، بَص لِعيوني لقاني بدمع، مسح دموعي وحاوط وِشي بأيده:
- حقك عليَّا، أنا آسِف.. واللهِ آسِف، أنا كنت مُتشتت، مش عارف أختار، أُمي ولا مراتي! كنت عارف إن ماما غلطانة ومش بس كده.. كنت بعاتب ماما بيني وبينها، بس مقدرش أزعق لِأمي قُدامك ولا قُدام حد، وقتها هجرح كرامتها، مش قصدي أجرح كرامتك، بس هيَ أُمي، أُمي اللي غلطت، واللي ليكِ حق عندها.. وقتها عشان عرفت إن الحمل زاد عليكِ، وإني خلاص مش قادر ومش عايز أخسرك قررت أشتري البيت حتى لو هتداين..
اتنهِدت بتعب ورجع بص لِلبحر:
- بس بابا وقتها اشتراه، قالي أنتَ بتزود المشاكل.. فلوسي مكنتش كفاية أجيب بيت غيره، البيت كان أصغر مِن بيتنا بس مكنش هيبقى فيه مشاكل، باقي البيوت كانت خارج مقدرتي، أنا كُنت بحاول بس مكنتش أقدر اعشمك.. أنا مش مستحمل بُعد صدقيني.
مسحت دموعي، أتعلقت بِكتفه:
- أنا بحبك أوي..
بَصِلي وضحِك:
- أوي أوي؟
ضحِكت وأنا بكمل:
- أوي أوي أوي.
كان مبسوط، وبيضحك، وأنا مبسوطة لِفرحته، ولفرحتي.. أنا متنازلتش عن حقي، بس مكنش لازم أخرب بيتي! أنا فعلًا خدت حقي، بس وأنا في بيته، وفي اوضته، وبعمل أكله، وأهلي حتى معرفوش شيء غير المُشكلة اللي حصلت واللي حاولت أخليه شكله لطيف حتى فيها، مِش لأني جارية، ولا لأني معنديش كرامة، أنا رديت كرامتي بس بكُل هدوء، وعقل.. فين رد الكرامة في إني أمشي، ما هفضل عايشة عُمري كله مجروحة مِن اللي عمله، أنا عارفة قيمتي كويس، وعارفة إنّ هو كمان عارف قيمتي وإننا بنحب بعض، فليه لا؟

- عاملك مُفاجأة!
بصيت لُه بِحماس:
- قول قولل..
- أنا جبت بيت برا، وبفلوسي، ويشبه لِده كتير.
كُنت مُعتقدة إنِّي هفرح، بس لِوهلة حسيت بِضيقة، قلعت مريلة المطبخ، وسيبت معلقة الشوربة، وخرجت برا.
- مش عايزة أمشي من هنا.
رفع حاجبه بعد ما قعد جنبي وحط إيده على كتفي:
- ليه يا حبيبي؟ مش ده اللي عيزاه!
اتنهِدت:
- أنا بقالي سنتين هنا يا أدهم، كُل ذكرياتنا الحلوة، والوحشة، خناقاتي مع ماما، وحنية بابا عليَّا، كُل حاجة في البيت، كُل رُكن متعلقة بيه زي الطفل الصُغير..
قُمت وقفت ودخلت أوضتنا وفتحت النور وأنا شداه ورايا:
- الاوضة دي، حيطانها شهدت حُبنا، مشاكلنا، شهدت زعيق وصريخ..
ضحكت بِخفة:
- وشهدت فرحة كمان.
أخدته لِلمطبخ:
- أول مكان كان هينفجر لما دخلت اطبخ لِأول مرة، كُل ذكرى حلوة أتبنت فيه، حتى الأكل.. أول طبخة حلوة خرجت مِنُّه.
شديته لِلصالة وأنا بَبتسم والدموع في عينيا:
- هِنا أتشاركنا أول فيلم سوا، أكلنا فشار.. حتى كُنَّا هننفصل ورجعنا.
سِكت لثواني وبصيت لُه:
- حتى العُمارة شاهدة على مشاكلي أنا وماما، وشاهدة على كُل شيء، راضية بِده بس مش عايزة أسيب بيتي يا أدهم.. أرجوك.
مسح دموعي وشدِّني لحضنه:
- مش هنسيبه يا عيون أدهم، متزعليش.. كُل المشاكل هتتحل.
أخر جملة سمعتها وأنا في حُضنه، قبل ما أجرى على الحمام، حسيت بِنفسي بتموع..
- بقيتِ أحسن؟
اتكلمت بِتعب:
- أنا دايخة، دايخة اوي.
جري جابلي كرسي وقعدني:
- خدي نفسك يا حبيبي وأهدي، هنزل انادي ماما وأطلع.
سابني وجري لِبرا وهو بينادي عليها مِن السلم فطلعت جري، جريت عليا بِقلق:
- حصل إيه! حاسة بِأيه يا مريم!
ابتسَـمت وسط تعبي:
- يمكن أموت يا طنط واسيبلك ابنك.
بصِتلي بلوم:
- أنا خرجت مِن حياتكم عشان ترتاحي، فبلاش تنكُشيني بقى.. وبعدين بعد الشر يا بنتي، هو أنا بكرهك يعني!
رديت بِتعب قبل ما أقع مِن طولي:
- مش.. مش عارفة.

- حبيبتي! أنتِ كويسة؟
ابتسَـمت بِهدوء:
- بخير يا حبيبي.
لقيت ماما قاعدة جنبي:
- طمنيني يا بنتي، حاسة بِأيه! أجيب دكتور؟
رد بابا بِهدوء:
- هيَ يعني ممكن تكون حامل.
ماما وأدهم بَصوله بِصدمة وبعدين بَصولي، طنط كملت بِسرعة:
- تصدَّق صح!
أنا كُنت حاسة بِأعراض الحمل بقالي فترة بس محبتش أحسس نفسي بشيء، ومحبتش حتى اعشم نفسي بِحاجة.. جاوبت بِخوف:
- أنا مُمكن أعمل إختبار الحمل بكره، بس يعني..
ماما كملت بِهدوء وهي بتبتسِم في وشي لأول مرة:
- سيبيها على ربنا يا حبيبتي، مش هنتعشم في حاجة.. المُهم نتطمن.
أدهم مسِك إيدي بهدوء وباسها بِابتسامة بسيطة:
- مش مُهم بِالنسبالي حاجة قد سلامتك.
كُنت مبسوطة، مبسوطة إن كُله مبسوط، وإن كل حاجة بقت أحسن مِن الأول.

- أدهاااممم، مامااا، بابااا...
كُنت نزلت مِن وراهم أعمل الاختبار، والدكتور قالي إني اجي استلمه، لأني اخرت في الموضوع شوية عشان أكون مُتأكدة.. جُم جري على برا:
- فيه إيه يا مجنونة!
ضحكت وأنا بلففها حوالين نفسها:
- هتبقي جدة يا حلوة وهنبطل نتناقر، وهيجي اللي يسكتنا كُلناا.
كانت مبسوطة وبتضحك، بتضحك جامد.. خدتني في حُضنها وعيطت، سمعت صوتها وسط دموعها:
- حقك عليا يا بنتي، حقك عليا انتِ متستاهليش حاجة وحشة.
أدهم جيه مِن ورايا وحضنني:
- الحلو مِش إن هيجي بيبي لا.. الحلو إن هيجي بيبي ليَّا مِنك أنتِ.
ابتسَـمت وأنا في حُضنه:
- وهنبدأ بيه بِداية جديدة يا أدهم، منغير زعل!
- صافية مِن ناحيتي يا مَريَمتي!
جاوبت بِضحكة بسيطة:
- كُل حاجة اتنسِب، مَريمَتك مبتحبش قدك يا أدهم.
***
- أيوه إيه الهبل ده بقولك أبعد عن ماما!
بصيت لِعُمر وهو بيتخانق مع أدهم ورفعت حاجبي قبل ما التاني يرُد:
- ماما! ماما مين دي يا عين ماما! دي مراتي يالا أنتَ عبيط؟
رد عليه وهو بياخدني في حُضنه وهو بقى حلوف أطول مِني كده، أما بقى كده وهو عنده ١٥ سنة.. أُمال لو كبر حبة هيبقى قد إيه:
- أُمي.. كتر خيرك كنت وسيلة نعرف بعد بيها.
شدِّني من حُضنه وأخدني في حُضنه هو:
- مكانها هنا يا حبيبي، هنا وبس.. في حُضني أنا.
رد عليه وهو بيبُصلي:
- مكانك فين!
لقيت الأتنين بيبُصولي فشديت نفسي ودخلت المطبخ:
- مكاني هنا، في المطبخ يا رجالة.. اتصرفوا مع بعض.
طبعًا أدهم يبقى جوز أم عُمر مش أبوه خاللثث.
- ده أنتَ عيل سمج.
رد عليه بِرخامة:
- بتحبني أكتر مِنك.
- مبتحبش قدي هه.
خد شنطته ونزِل:
- أنا نازِل يا حبيبتي، لو حد كلمك وأنا برا كلميني.
رديت عليه من برا:
- خد بالك مِن نفسك يا عيون ماما.
دخل عليا المطبخ الوحش الكاسِر جوزي:
- عيون ماما! وحبيبتي! حبيبتي دي انا اللي بقولها.
بصيت لُه واتشعبطت في رقبته:
- تؤتؤ، أنا حبيبك ومَريَمتك يا أدهومي.
بَصِلي بقمصة:
- عايز ياخدك مِني!
- يا بني ده ابنك!
اتنهِد:
- بيقول إنك بتحبيه أكتر مني، حصل؟
شاورتله بِلأ:
- محصلش، ده أدهومي هو الأساس برضوا.
ابتسَـم بِرضا:
- بَس إيه الستات اللي كُل ما تكبر تحلو دي! يباايي!
ضحِكت بكسوف:
- أدهمم..
- يا حبيب أدهم!

"كُل الطُرق لِلهرَب مِنك تُؤدي إليك، فَـ.. لِأين سأهرُب!"
 
عبد العظيم رضا
عبد العظيم رضا
عبد العظيم رضا : «مواليد ٢٠٠٠» أسماء أخري: "تورنيد مصر"الذئب الأزرق"تسع حروف" "القلم الفرعوني" الأعمال الأدبية: ١_كتاب ويبقي الأثر ٢_ديوان كالخمر ٣_كتاب قيد الإرسال ٤_ديوان مافيش بينا أسف ٥_ديوان بارادويا ٦_ديوان ميكروباص «أعمال فنيه:» ١_مسرحيه حلاوه وهنادي

تعليقات