القائمة الرئيسية

الصفحات

lightBlog

News

اسكريبت جديد بقلم المبدعه «احلام عاصم » |تورنيد مصر

-إيه إلي ف إيدك ده؟
-دواء...
أعتدلت ملامح وشه ف كملت-هنتحر بيه
-نعم! قرب مني و رمي الحبوب من إيدي
-ليه؟...تنتحري ليه؟
-مش عايزة أعيش
-و إحنا بنعيش ليه؟
إتكلمت ب حزن مكتوم-عشان نتألم
-غلط، الألم ده جزء من الرحلة، جزء بس!
الرحلة مليانه مشاعر، مواقف، محطات بين الحزن و الفرح، الأمل و اليأس، الكره و الحُب! 
إحنا هنا مش فى جنة و طول م أحنا هنا، فى الدُنيا ف لازم نتعب، نتألم، نحزن، بس الشاطر إلي يفهم الرسالة من كل ده، الشاطر إلي يستثمر ده، الشاطر إلي يرضى و يسلم أمره لله، مش هقولك كل حاجه ف لحظة هتتبخر، مش هقولك الُدنيا هتبقي وردي و العصافير من حواليكِ هتغني لاء
بس على الأقل هتاخدي أجر الصبر و الأحتساب، على الأقل هتقربي خطوة من الراحة، خطوة من الجنة!.

كنت بسمعه و أنا كُلي حزن، محدش قادر يفهم ألمي، محدش عارف يساعدني، كلهم بيدخلوا يدوني محاضرات ف الصبر على الأبتلاء و و و ،أنا عارفه كل إلي بيتقال ده بس ده مش الحل إلي أنا محتاجه، أنا مش محتاجه كلام، أنا محتاجه حضن.

-أحلام إنتِ معايا؟
غطيت وشي بالمفرش-أنا هنام، ممكن تخرج؟
إبتسم-هخرج، بس هرجعلك تاني، هرجعلك تاني أكيد.

غمضت عيوني ب صعوبة كبيرة، نفس السرير، نفس المكان، نفس ريحة المستشفي المليانه ب أوجاع الناس ف كل حتة، من أم و أب قلبهم مفطور على طفلهم إلي مرمي على السرير و هما واقفين ب قلة حيلة قدامه، بنت جايبة أبوها إلي معدي السبعين و إلي مش ليها غيره فى الدنيا، زوجة منهارة ف ركن بعيد على تعب زوجها، حكايات الوجع و الألم هنا كتير، الكل هنا قليل الحِيلة، الكل هنا مُرعوب من نفس الوحش، الوحش الخفي إلي طول عمرنا مش شايفينه، الوحش إلي مش بيتشاف غير هنا، الوحش أو ما يُسمى ب المرض ده أكبر و أصعب إبتلاء ف الدنيا و ده من تجربتي الصغيرة، تجربة الفشل الكلوي اللعينة.

-صباح الخير، جاهزة النهاردة؟
-و لو مش جاهزة أي إلي هيحصل؟
مش هروح؟..
أنا معنديش رفاهية الأختيار يا دكتور زين
شد الكرسي إلي جمبي و قعد عليه-هتفضلي كده لأمتي؟
ضحكت ب وجع-مش فاضل كتير، كام يوم، بالكتير كام أسبوع و الكِلية التانيه تبوظ خالص و أرتاح مش إنت قولت إني الراحه الأبدية فوق؟
أنا تعبت و فوق فيه ربنا، و ربنا حنين 
-نفسك دي أمانة ربنا، ولازم تحافظي على الأمانة دي
-يعني؟
-تقومي عشان جلستك هتبدء
إتنهدت-حاضر.

-الجلسة كام ساعة المره دي؟
-ذي كل مره
-يعني خمس ساعات تاني!
أنا مكملتش ساعتين و زهقت
-ثواني و هرجعلك.

خرج من الأوضة و بصيت على السماء من الشباك المفتوح و بدأت أناجي ربنا-ده مش أعتراض ده تعب يارب و أنت أكيد حاسس بيا و عارف إلي جوايا، أنا بطلب منك إنك تاخدني ليك، هنا الدنيا وحشه أوي و مليش حد، هنا تعب مبيخلصش و هموم و مشاكل، عندك الراحة و الأمان و أنا عايزه أتونس بيك ي الله تعبت من الوحدة إلي هنا، تعبت من كل حاجه هنا.

دخل دكتور زين ف قطع تفكيري-جبتلك الرواية إلي بتحبيها
إبتسمت-في بيتنا راجل!
-بتحبيها مش كده؟
-أنا واقعة فى رقة و جمال كتابات إحسان عبدالقدوس
قعد على الكرسي إلي جمبي-طيب هقرأها معاكِ بقي
-طيب و الشيفت بتاع المستشفي؟
-إنتِ الحالة بتاعتي
-ما هو أكيد عندك حالات تاني
-شششششش أقفلي سيرة المستشفي و تعالي نهرب من دوشة العالم ب رواية إلي هموت و أقرئها دي.

الممرضة دخلت-الجلسة خلصت بالشفاء أن شاء الله
بصيت ل زين ب تعجب-الخمس ساعات خلصوا إزاي؟
ضحك-ف الرواية الجامدة دي بس لسه مخلصتش
-و مش هتخلصها من غيري
إبتسم-حاضر
بادلته الإبتسامة-دكتور زين ممكن أقولك حاجه؟
-طبعًا قولي
-أنا أول مرة الجلسة تعدي عليا بالسرعة و الخفه دي، و ده كل بمساعدتك أنا عارفه إنك كنت قارئ الرواية دي قبل كده و قرأتها تاني بس عشان تسليني و تخرجني من الحاله إلي فيها
بصلي بإستغراب-عرفتي منين إني كنت قرأها قبل كده؟
إبتسمت-من الفواصل إلي بين الورق
ضحك-١٠/١٠ و نجمة
إبتسمت-طيب يلا بقى ي دكتور على الشيفت بتاعك
-بتفكريني ليه!
إبتسمت و أنا بخرج من أوضة الجلسة-لاء مفر.

نزلت الجنينة و تحديدًا تحت أكبر شجرة تحتها، قعدت و بصيت على السما، فضلت أكلم أمي كتير، أمي إلي ماتت بنفس المرض، إلي ماتت بالفشل الكلوي اللعين، بيحاوطني إحساس إني عايزة أرحلها بحس إني روحي تقيلة أوي و تبقي أمنيتي الوحيدة إني أطلعلها فوق، فوق أكيد أحسن، فوق أكيد أجمل، فوق فيه ماما.

قعد جمبي ع الأرض و كتف رجليه-جبتلك شويبس معايا
بصيت عليه بإستغراب-إنت لسه هنا؟
مش الشيفت بتاعك خلص!
-خدت واحد إضافي
-ليه؟
-عشان عندي حالة كده مطلعه عيني و خايف لأسيبها لوحدها تعمل ف نفسها حاجه
إبتسمت-بس الحالة بتاعتك إنت ملكش أي علاقه بيها بعد الشيفت بتاعك يعني تقعد ليه الليل كله؟
-عشان أنا قبل م أكون دكتور ف أنا إنسان، ف لو الدكتور الشيفت بتاعه خلص ف الإنسان إنسان طول الوقت، ها مش هتاخدي الشويبس و تقوليلي كنتِ بتفكري ف أي؟
-كنت بفكر ف ماما
-و هي فين ماما؟
شاورت ع السما- هِنا، قاعدة عند ربنا، عشان كده أنا بحب السما أوي و عايز أطلعلهم فوق
-أنا مكنش قصدي أنا آسف
عينيا دمعت-بتتأسف على أي؟
ماما جسدها بس إلي ضمه التراب لكن هي لسه ضامه روحي
شاورت ع قلبي-ماما هِنا، و يفضل قلبي يُدق ب إسمها لآخر لحظة، و هيفضل طيفها محاوطني العمر كله، تعرف هي ماتت إزاي؟
-إزاي؟
-ماتت بالفشل الكلوي، كانت بتتعالج هِنا، نفس المستشفي على نفس الأجهزة، كانت بتتألم أوي و أنا كنت بحاول أخفف عنها، كنت بحاول أبقي قويه عشان تستقوي بيا و تهزم المرض دا، بس إلي حصل...
نزلت دمعة مني-إلي حصل إنه هزمنا إحنا الأتنين، هي ماتت بيه و أنا عيشت بيه، عايش معايا ذي ضلي الأسود مش قادرة أبعد عنه بقي ملازمني ك أمر واقع و الحقيقه إني بكرهه كرهين، مره لما كان السبب في موت ماما و التانيه لما بقيت مريضة بيه و جبني نفس المكان إلي كله وجع و ألم ماما، تصدق إني ريحتها لسه ف المكان، تصدقي إني صوت آهاتها و وجعها لسه بيرن ف وداني لدلوقتي؟
طيب تعرف أنها وحشتني أوي!.

آخر كلمة تخرج، آخر شئ حسيت بيه، فقدت وعي من غير م أحس ب أي شىء غير صوت ماما و هي بتنده عليا"يا أحلام ميت مرة أقولك ألبسي تقيل مش شايفه الجو برا عامل إزاي يبنتي؟، أحلام خصلي أكلك كله يلا و بلاش دلع، عايزة حاجه تاني أغسلهالك؟، متقلقيش من الأمتحان هتعدي أن شاء الله، عملتي إيه طمنيني؟، خدي ال فلوس دي كنت محوشها ع جمب و هاتي حاجه نفسك فيها".
غمضت عينيا بألم على أمل إني دي هتكون النهاية بس شكلها لسه الحدوتة مطوله.

-حمد الله على سلامتك
فتحت عينيا ببطئ و أنا ماسكه دماغي من الصداع-أيه إلي حصل؟
-بلاش نفتكر إلي حصل، المهم إنتِ حاسه إنك أحسن؟
هزيت رأسي بمعني آه
-طيب ممكن أقعد جمبك و أحكيلك على سِر؟
إبتسمت-إتفضل
-كان فيه طفل صغير عنده عشر سنين متشعلق ف أيد إمه، صَبا إلي شغالة ف مزرعة فاكهة، مزرعة كده صغيرة ع أول البلد بتروح كل يوم تِلم المحصول و تحمله على العربيات مع سِتات كتير غلابه ذيها، بتصحي كل يوم مع أذان الفجر تصلي و تبدء يومها المُتعب الصعب لأبعد حد و ده كله عشان خمسين جنية تعيش بيهم أبنها الوحيد، واحدة زوجها اتوفي بعد زواجها ب خمس شهور، لما كانت رايحه تقوله أنها حامل بس ملحقتش تفرحه، راحتله الأرض فرحانه ف لاقيته مرمي ف الطين ميت!
صبرت و دفنت حزنها جوا قلبها و عاشت بس عشان إبنها، إبنها إلي كان عمره كام يوم جوا بطنها، رغم إنها كانت صبية حلوة و ضفايرها شبة أشعة الشمس و عيونها شبه خضار الأرض، بس باعت الدنيا كلها و قررت إنها تكمل معركة الحياة بطولها، تتعب و تشقي عشان بس تقدر تأكل إبنها و تعيشه، و رغم حياتها الصعبه دي كانت دائمًا تضحك، كانت ضحكتها تنور ذي البدر، إنسانه بسيطه، راضية، قادرة تعيش و تكمل من غير أي ضعف، و في يوم كانت بتصحي إبنها لأول يوم مدرسة، صحته على الشنطة إلي كان نفسه فيها بس مكنش معاها فلوس، باعت حَلقها و أشترتهاله، صحيته و لما شافت فرحته ب الشنطة طلبت منه مقابل للفرحه دي، تعرفي طلبت منه أيه؟
-أيه؟
-إنه يبقي شاطر ف المدرسة، يبقي أشطر واحد، و يكبر و تدخله الجامعة، يبقي مهندس و يبني للناس بيوت تحميهم من حرارة الشمس ف الصيف أو لسعة البرد فى الشتاء، يبقي دكتور. يداوي أوجعاهم، يبقي ظابط و يرد للمظلوم حقه، يبقي حتي فلاح يجدد الروح ف الأرض البور لناس الغلابة، يبقي أي حاجه بس المهم إنه يساعد بيها غيره، مساعده حقيقيه من القلب، وعدها إنه هيبقي شاطر عشانها، عملتله سندوتشاته و وصلته للمدرسة، بتعدي الشارع هي و باصة عليه و بتشاورله ف تيجي عربية تخبطها و تروح فيها قدام عينيه، فجأة يلاقي نفسه ف بلد تاني عند خالته و يتربي وسط عيالها، جوا منه آخر حوار بينه و بين أمه، بقي عايش بس عشان يحقق حلمها، كبر، دخل جامعة، دخل كلية الطِب، إتخرج و بقي بيداوي أوجاع الناس ذي م كان حلمها، و لسه محاوطه ضحكتها ليه قدام باب المدرسة قبل م تسيح ف دمها، تعرفي مين الطفل ده؟
فكرت شويا و بعدين قولتله ب حيرة-مين؟
-واحد كده قاعد قدام بنت حلوة، فاكرة إنها بس هي إلي موجوعة، دافنه ضحكتها و فرحتها، تعرفي إني دي جريمة يُعقاب عليها القانون
-هي إيه دي؟
-إنك تخبي و تدفني ضحكتك
إبتسمت-إنسان عاش كل الألم ده و مازل متفائل و مش بس كده لاء ده بينشر الامل ف نفوس كل الحواليه، الضحكه مش بتفارق وشه، كلامه عبارة عن لُطف
سكت شويا و إبتسمت مرة كمان-إنت جميل أوي ي زين...
قصدي دكتور زين
-دكتور أيه بس م إنتِ عرفتي إلي فيها
ضحكت-مامتك فخورة بيك...و أنا..أنا كمان فخورة بيك.

مش هتلاقي حد يحس بيك غير إلي مر بنفس التجربة، ممكن كتير يحاولوا يحسوا بيك و يبقوا صادقين أوي من جواهم بس مش بيعرفوا و حتي لو عرفوا محدش هيقدر يحس بألمك ذي م أنت حاسس بيه، عشان كده حسيت فجأة إني زين فاهمني، نفس التجربة و يمكن على أصعب، أصلي فقدان الأم محدش يقدر يحس ب وجعه إلي بجد غير إلي أتحرم من أمه، أصله مهما حد أتخيل الوجع مش هيجي نقطة من إلي بنحس بيها!.

-الجلسة النهاردة هتبقي مُختلفه شويا
بصيت عليه ب فضول-إزااااي؟
إبتسم و طلع اللاب من ورا ضهره-فيلم تركي من الأفلام إلي بتحبيهم..
مشي خطواتين و طلع من الدولاب كيس كبير مليان حاجات-مع شوية فشار و شيبسي و شكولاته و لب إنما إيه يستاهلوا بؤقك
إبتسامة ب فرحة كبيرة، كبيرة لدرجة إني لساني إتربطت و معرفتش أعبر عنها، معرفتش أعبر غير ب إبتسامتي بس.

-تعالي معايا الجنينة
-مش قادرة أنزل
-طب و لو قولتلك علشاني
ضحكت ب سماجة-كده مش هنزل خالص
-خالص؟
شديت إيده-مش أوي يعني.

نزلت لاقيت أدوات الرسم ف زاوية ما من الزوايا، ألوان كتير، لوحات بيضه، فُراش، كل حاجه..

بصيت علية بذهول-إنت...إنت عرفت منين إني بحب الرسم
قعد على الخُضرا-ما أهو أكيد مفيش واحد رقيقه ذيك مش بتحب الرسم
إبتسمت-انا رقيقه؟
-أرق من الفراشة
إبتسامتي زادت الضعف-أنا مش عارفه أقولك أيه على كل دا
-مش مهم تقولي، المهم اللمعة إلي ف عيونك دي، المهم ضحكتك تفضل منورة وشك كده دايمًا
-إنت بتعمل كل ده ليه ي زين؟
قعد يفكر شويا-لو قولتلك مش عارف دي هتبقي إجابة بنسبالك ولا حيلة للمروغة!
-خليك مكانك
-إنتِ بتثبتيني ولا إيه؟
-لاء هرسمك
-ترسميني أنا؟
-هرسمك إنت.

كنت قاعدة برسم و فى قلبي كل الفرحه إلي ف الدنيا لدرجة إني حسيت إني الفُرشة إلي ف إيدي بتتحرك ب نبض قلبي.

مسكت اللوحة و لفيتها ناحيته-و كده..كده سيادة الدكتور إترسم، إيه رأيك؟
-دي جميلة، جميلة أوي، أنا أول مره أعرف إني حلو كده
حاولت أنكُشه-حلو أي بس أنت يتصدق ده أنا إلي محلياك عشان متتعقدش من نفسك ي حرام
-ما هو ده بجد
-هو إيه ده إلي بجد؟
-إنتِ إلي حليتيني، إيدكِ هي إلي رسماني ف لازم أبقي جميل.

فضلت شويا بصاله و متنحه، حسيت ب حاجه جوايا بتتخلق، حاجه جوايا بتكون، بتكون لأول مره!.

-أحلام مالك؟
-أنا تعبانه أوي ي زين، تعبانه أوي.

غمضت عينيا و رحت لدنيا تانيه، دنيا ضلمه فيها لوحدي، دنيا من غير زين.

-حمد الله على سلامتك
-أي إلي حصل؟
-ده شئ بسيط
-بس أنا تعبت من الشئ البسيط ده ي زين، تعبت من الدوخه الدائمه، من القيء، تعبت من وشي الأصفر، تعبت من جسمي إلي كل يوم بينزل لغاية م قربت أختفي، تعبت والله، أدعيلي إنه ربنا يرحمني من ده كله أدعيلي ي زين.

دخلت ف هستيريا عياط، هو كان واقف جمبي، واقف ساكت من غير ولا كلمة، ماسك إيدي و ساكت، و أنا حسيت إني لازم أعيط، لازم أخرج كل شىء جوايا على هيئة شوية دموع يمكن ارتاح، يمكن!.

-مالك ي أحلام، إنتِ تعبانه؟
-حاسه... حاسه.

جريت على التواليت و بدأت أتقيء، وقف جمبي من غير أي إحساس بالقرف، حسيت بخوفه عليا، حسيت إنه كان بيتألم و كأنه أنا!.

مِسك منديل و مسحلي بوقئ-ألف سلامه عليكِ
-تفتكر النهاية قربت؟
وشه ظهر عليه الحزن-بتقولي كده ليه بس، ليه؟
-عشان التعب زاد الضعف بظبط، عشان جوايا حاجه بتقولي خلاص
-أوعدك إنك هتشفي ف أقرب وقت، أوعدك بس إنتِ صدقيني
-إنت دكتور شاطر، بس أنا إلي حالتي صعبة، ملوش لازمه تدخل نفسك ف منافسة مع مرض ذي دا، صدقني كل الي بيدخل معاه ف منافسة بيخسر، و أنا مش عايزه زين يحس أنه خسر.

قمت من على السرير و رحت ناحية الشباك-تصدق إني النظر ل السما بيداوي
قرب ناحيتي-قومي ألبسي يلا
-ليه؟
-هنخرج شويا برا المستشفي، قعدتك ف المستشفي بشكل دائم هي إلي مأثره ع نفسيتك، أنا أخدتلك أذن خروج 
-برا المستشفي معرفش حد، برا المستشفي مليش حد، المستشفي بقيت بيتي خلاص
-أحلام!
-مش قادرة، مش قادرة ي زين
-طيب فكري ف الموضوع و أعدي عليكِ بكرا و تقوليلي قرارك
-تمام
مشي خطواتين و بعدين إلتفت عليا-آه نسيت أقولك، نسيت أقولك إني طالما أنا بتنفس ف الدنيا دي ف إنتِ مش وحدك.

-حاولي تنامي شويا طيب
-مش قادرة، والله م قادرة الوجع هيموتني، مفيش أي مسكن بقي ياثر فيا، مفيش أي مسكن بقي قادر يخفف عني حتي لو بشكل مؤقت 
دخل زين و الخميس خرجت-عرفت إنك مش قادرة تنامي
هزيت رأسي ب معني أيوه
-طيب هحكيلك حدوتة يمكن تنامي بعدها
إبتسمت لمحاولة الألف لتخفيف عني-أحكيلي.

فضل طول الليل على الكرسي إلي جمبي، يحكيلي شويا حكاية من الحكايات إلي كنا نام عليها ف أنام شويا و أصحي تلاقيه لسه صاحي، و لما عينه تروح ف النوم تلاقيه قام مفزوع من صوت آهاتي من الألم، ف ياخد الموضوع بهزر و يحكيلي مواقف طريفه ليه أو حصلت معاه، يقولي نكته بايخه ف أضحك، المهم إنه كان بيحاول طول الليل إنه يسرق من جوايا إحساس إني بتألم و يبدله ب لُطفه لاي إحساس تاني.

صحيت من النوم على مسج من زين-"الليلة كانت صعبة عليكِ إمبارح، عشان كده أنا قررت إننا هنخرج إنهارده من المكان الوحش دا، هتلاقي تاكسي قدام المستشفي مستنياكِ و هو هيجيبك للمكان إلي أنا فيه، أه نسيت هتلاقي إذن الخروج من المستشفي ف الدرج عندك، و مفيش أي عُذر إنك متجيش، مستنيكِ.

قمت من على السرير و جوايا فرحة العالم كله، خرجت من الدولاب دريس جديد، لونه زهري، لبسته و ربطت شعري ديل حصان و لاقيت شعري من قدام ب شريط سيتان زهري، لبست شوز سيمبل من اللون الأبيض، رحت ناحية المرايا و حسيت إني وشي مُرهق أوي ف طلبت من الميس الميكب بتاعها و قد كان، حطيت ميكب و رجعت بصيت على نفسي من تاني ف حسيت ب شوية رِضا عن نفسي، معرفش عملت كده ليه.....بس عايزه يشوفني جِميلة.

نزلت من التاكسي قدام مكان يشبه الغابة، زرع و خضرا و شجر طويل مضلل كل المكان، ورد أحمر مرمي على الأرض. ف بدايتة كرت مكتوب عليه"خليكِ ماشية لأخر ممر الوَرد"
حضنت الكرت و كملت مشي بإحساس مش هينفع بتوصف، إحساس يتحسن بس!. 

جريت عليه أول م شوفته-زين!
مِسك إيديا-بيحبك والله
غمضت عينيا-ده حلم!...أكيد حلم
قرب خطوة-فتحي عينيكِ ده حلم هنعيشه سوا، هنعيش الحلم الجميل ده سوا لآخر العمر
فتحت عينيا ببطئ-أنا مبسوطه، ده إحساس محستوش بقالي كتير، حسيته بس و أنا معاك
قرب مني خطوة كمان و همس ف ودني-تتجوزيني؟
بعدت عنه-إيه؟
-أقولها تاني؟
-حابه أسمعها تاني
-تتجوزيني يا فتاة الزهري؟
ضحك ف أديقت عينيه و. ظهرت غمزاته-بالمناسبة الزهري حلو عليكِ
إبتسم أكتر-والله أنا ما بقيت عارف مين فيكم إلي حَلى التاني!.

فضلت واقفه شويا بتأمل فيه، جميل أوي و يستاهل نتأمل فيه، ملامحه جميلة و دافئه أوي، كل تفاصيله حنينة، حنينة أوي!

سرقني من خيالي و شدني عشان نرقص، كاست قديم تحت الشجرة طالع منه صوت بيقول"و حياتي عندك يا وقت متعديش"♥️

-تعرف إحساسي إيه دلوقت؟
إبتسم-إيه؟
-إني سرقت يوم من الجنه
-قومي معايا
-ع فين؟
قام وشدني من إيدي-مفاجأة تشبه عيونك.

بصيت على المُرحجية إلي متزينه بالورد و عينيا مليانه دموع-دي ليا أنا؟
-دي ليكِ إنتِ.

أخدني و قعدتي عليها-جاهزه؟
ضحكت بطفولة أنا و بضرب ف أيدي بحماس-جدًاااااا.

بدء يحرك المُرجيحه ب إيدية و فكل حركة صوت ضحكتي يعلى أكتر، أنا طايرة، أنا طايرة فعلًا بس من الفرحة.

-دخل علينا الليل مش هنمشي؟
-إنتِ عايزة تمشي؟
-لاء
إبتسم-يبقي تيجي معايا نلم شوية خشب و نعمل شاي
-بالنعناع؟
-بقلبي
ضحكت-خلي النعناع للشاي و خليك إنت ليا
-إيه؟
-إيه؟
-قولتي أي!
شديته من أيده-يلا نجيب الخشب ي زين.

-تعرف إني كان نفسي أعيش يوم ذي دا، خصوصًا جو النار مع الغروب و كوبايتن الشاي
-نفسك ف إيه تاني؟
-نفسي تفضل جمبي، دائمًا
-غمضي عينيكِ.

غمضت ف حسيت بإيديه حوالين رقبتي ف فتحت ببطئ، تحسست رقبتي ف لاقيت سلسله محاوطها، مسكتها بإيدي و بصيت عليها-دي جميلة أوي ي زين
-عشان عليكِ بس، دي هتخليها دائما ف رقبتك، قريبة من قلبك عشان عايز أكون جمب قلبك و معاكِ طول الوقت.

عيطت ب حُرقه كبيرة ف إتكلم-بتعيطي ليه ي حِلم؟
-عشان إنت جميل أوي ي زين، جميل ل درجة مخليه قلبي من جوا بيعيط، تعرف؟
-إيه؟
-أنا أول مرة أحس إني عايزة أعيش، أول مرة أحس إني قلبي فرحان، أول مره أحس بالحُب، عشان كده...عشان كده
مسحت دمُوعي ب كُم الفستان أنا بقوم-عشان كده عايزة أمشي دلوقتي
وقف بسرعه-إيه إلي حصل ي أحلام، إيه إلي حصل؟
-إنت تستاهل واحدة ليها فرصة أنها تعيش
-هتعيشي
-روحني ي زين ممكن؟.

دخلت أوضتي ب حُزن كبير مالي قلبي، قفلت الباب عليا و مرضتش أسمع منه كلام تاني، هو يستاهل بنت ليها حياة تقدر تقسمها معاه، بس أنا معنديش الفرصة دي، معنديش!.

-جاهزة للجلسة ي أحلام؟
-ميس ممكن طلب؟
-إتفضلي
-ممكن تخلي أي دكتور تاني يتابع معايا الجلسة غير دكتور زين؟
-بس..
قاطعتها-معلش ي ميس لو دكتور زين أداني الجلسة مش هنزلها
-طيب إهدي، هروح أبلغ دكتور أحمد يجي الجلسة تكوني جهزتي نفسك.

خرجت ف إنهارت عياط، عدي عشر دقائق ف لقيت زين داخل الأوضة و الغضب مالي عينيه-ليه كده؟
بتوجعي قلبك و قلبي ليه؟
-كده أحسن، والله أحسن، أبعد عني و إنساني أنا مش عايزاك تتعب، إنت متستاهلش التعب والله ما تستاهل
-التعب إلي بجد هو بُعدك عني ي حِلم، التعب إلي بجد هو ده إلي بتعمليه فيا
دخلت المُمرضة-أحلام دكتور أحمد ف إنتظارك
-جايه وراكِ حالًا ي ميس.

خرجت ف بصيت ل زين-انا آسفه ي زين، آسفه بس دي أحسن حاجه ليك حتي لو مش مقتنع ب كده.

سيبته و خرجت، بدأت الجلسة، الجلسة إلي مكنتش بحس ب وقتها الطويل، الجلسة إلي مكنتش بحس بأي ألم فيها، دلوقتي حاسه إني الدقيقة ب سنة، و إني الالم بيأكل فكل جسمي، طول الوقت كنت ضامه السلسة بإيدي و مغمضة عينيا على أمل إني خيالي يجمعني بيه.

خلصت الجلسة و خرجت فلاقيت زين قاعد قدام باب الأوضة-زين؟
-مقدرتش أسيبك تاخدي الجلسة لوحدك، و طالما وجودي هيدايقك ف أنا هكون جمبك من بعيد، ع الأقل قلبي يطمن إنك بخير، إنه قريب منك.

سيبته و جريت على أوضتي، يمكن دي مش حكاية أو عمل درامي عشان ينتهي نهاية سعيدة ب لُقى الحبيبين لاء دي الحياة، و الحياة نادر أوي لما تنصف قلبين.

-إنتِ لسه ماكلتيش ي أحلام؟
-مش ليا نفس ي ميس
-مش هينفع كده لازم تأكلي عشان تاخدي علاجك
إبتسم ب صعوبة-حاضر.

عدا 9 أيام، 9 أيام على أحن يوم على قلبي و ف نفس الوقت أقسي يوم لقلبي، غمضت عينيا بألم كبير، حالتي إتأخرت و مش فاضلي كتير و ده ل سمعته من دكتور أحمد هو و بيقول للميس، أنا طول الوقت كنت مستنيه الحظه دي، لحظه النهاية، دلوقتي قلبي مش قابل بيها بس مفيش مفر، مفيش!.

-أحلام!
كنت بتمشي بالليل ف الجنينة لما سمعت صوته، كملت مشي و لا كأني سمعته ف كرر ندائه مرة كمان-أحلام!
وقفت-نعم!
-مش هتبصيلي؟
-مش عايزة
جه من ناحيتي-كدابه
خانتني دمعة-أيوا كدابه، مرتاح كده؟
-كله ده ليه؟
-عشان إنت شوفت ف حياتك الوجع إلي يكفيك و دلوقتي لازم تتبسط، لازم ترتاح، إنت فقدت مامتك ف طفولتك و عيشت ب وجع فقدها ده عمرك كله، و أنا مش عايزه أوجعك تاني ي زين، تستاهل واحدة ليها فرصة ف الحياة، أنا الحياة رفضاني، رفضاني!
-أنا قَابلك، أنا حَابك
-ليه؟
-هو إيه إلي ليه؟
حبيت فيا إيه؟..
أنا نفسي مش حباني، بص وشي باهت إزاي، شايف الهالات السودا تحت عينيا عامله إزاي؟
شايف جسمي إلي كل يوم بيحس أضعاف، أنا مفيش فيا حاجه تتحب، أنا واحدة مطفيه حبتها على أي؟
-كل إلي بتقوليه ده مش شايفه، أنا مش شايف غيرك ف الدنيا، عينيا مش شايفه أحلي منك، لكن بقي سؤال حبيتك ليه ف دا ملوش إجابة عندي، هو ملوش إجابة عمتا، الحُب ده بيجي كده، محدش له يد و لا سلطان لا إلى قلبه ولا على الحُب
-بس أنا...
-ششششش
خدني ف حضنه ف حضنته بكل قوتي و كأني روحي رجعتلي، بكيت ف حضنه لدرجة إني محستش بنفسي بعدها، فقدت الوعي كالعادة ف الفتره الأخيرة بس يمكن المرة دي مُختلفه!.

-ذي ما توقعت ي زين، غيبوبة بسبب الفشل الكلوي الحاد، السموم إتركمت بشكل كبير في الدم ولازم نلاقي مُتبرع مُتطابق معاها لازم ف أسرع وقت
-أنا عملت أختبار التطابق و طلعت مش مطابق
قام خبط ف الحيط بغضب-دماغي هتتشل من التفكير
-أهدي ي زين إنت ف إيدك إيه يعني؟
إتكلم ب عصبيه-لازم يبقي ف إيدي، لازم أتصرف دي أحلام ي أحمد...أحلام.

-عدا يومين و لسه مفيش حد بعت حاجه
رتب على كتفه-الخبر نزل ف أكتر من جريدة الموضوع محتاج ل شوية وقت بس
-مفيش وقت معانا ي أحمد، الوقت مش ف صالحنا
دخلت الممرضة-دكتور زين في واحد تحت جاي بخصوص التبرع ل أحلام و جايب معاه نتائج التطابق
قام من مكانه بسرعة كبيرة-موجود فين؟
-تحت ف الأستقبال.

أخد السلم جري لدرجة إنه أتعثر أكتر من مره فيه-إنت المتبرع
-أيوا ي دكتور
حضنه-مش هنسالك إلي إنت هتعمله دا
-أنا ي دكتور مش عايز بس ذغير الفلوس إلي كانت نازله ف الأعلان عشان أقدر أعمل العملية ل بنتي
-هعملها العملية و هتاخد الفلوس و زياده كمان، بس أبوس إيدك نبدء دلوقتي ف الإجراءات.

-و بعدين أي إلي حصل؟
-فضلت ماسك إيدك طول العملية و بحكي معاكِ ف تفاصيل بيتنا، حياتنا، أولادنا
ضحكت-و لو كانت العملية فشلت؟
-مكنتش هتفضل
-واثق أوي
-ف ربنا و بعده حُبنا
-تعرف إني مهما أسمع الحكاية دي مش بمل، و كأني كل مرة بسمعها أول مره
جات صَبا و عقدت بينا-بتقولوا إيه؟
باس زين كَف إيدها-بحكي ل ماما حدوتة حُب حلوة
-حلوة قد الدنيا يعني؟
ضحكنا ف إتكلم زين-قد الدنيا يعني، تحبي تسمعيها؟
صقفت بإيدها بحماس-أحب
-مرة جه لدكتور ف قرية صغيرة إنه يروح يشتغل ف مُستشفي ف القاهرة، إتذمر و اضايق إنه هيسيب بلده بس مكنش قدامه حل تاني ده تكليفه من الحكومة ف راح، و أول م راح مسك حالة بنت جميلة، بنت حس من أول ما شافها إنها البنت إلي طول عمره بيحلم بيها، من أول يوم حس أنه هيحبها و إنها هتكون زوجته، قرب منها أكتر و فكل لحظه كان بيزيد إحساسه بيها لغاية م أعترف لها بحُبه
قاطعته و بدأت أتكلم-يومها هي كانت فرحانه و طايرة ف السما بس وقعت ع جدور رقبتها لما أفتكرت تعبها، حاولت تبعد عنه عشان متوجعوش بس لقيت إنه سكن روحها و مفيش مفر أو مهرب، بس فضلت تعافر برضو عشان تبعد و ميتعلقش بيها لغاية م دخلت بين ايديه ف غيبوبة، أنقذها، بقي الحياة إلي طول الوقت كانت تايهه عنها، حبيت الحياة بوجوده، كان غيث من ربنا ليها، طوق نجاتها، النور إلي رجع روحها للحياة من تاني، أتجوزوا و خلفوا بنت جميلة، تفتكري أسمها إيه؟
حضنتنا ب كفوف إيدها الصغيرة-صَبا.

وكأن كُل آلأشياء الجميله أجتمعت لتكون أنتَ ♥️.

عبد العظيم رضا
عبد العظيم رضا
عبد العظيم رضا : «مواليد ٢٠٠٠» أسماء أخري: "تورنيد مصر"الذئب الأزرق"تسع حروف" "القلم الفرعوني" الأعمال الأدبية: ١_كتاب ويبقي الأثر ٢_ديوان كالخمر ٣_كتاب قيد الإرسال ٤_ديوان مافيش بينا أسف ٥_ديوان بارادويا ٦_ديوان ميكروباص «أعمال فنيه:» ١_مسرحيه حلاوه وهنادي

تعليقات