استني، ظبطي الكام خُصلة دول، أيوة كدة تمام.
_ أوف، لأ متضايقة أوي، مش هعرف أطلع كدة.
بصت ناحيتي بضيق وهي بتقول: يا بنتي بطلي تعقيد بقا، جبهتك ظاهرة أوي والكام خُصلة دُول هما اللي مخبينها، وبعدين بقالي ساعة بقنعك تحطي أي حاجة في وشك!
_ بصيت للمراية واللي انعاكسها ظاهر فيها معايا وبعدين قولت: صدقيني مش هقدر أطلع من هنا وأنا حطاه، كفاية إني أول مرة ألبس كدة وألف الطرحة بالشكل ده!
ردت وهي بتلبس الكوتش بعد ما تَنت جزء من البنطلون: ماله الشكل ده يا حبيبتي، ما أنا بخرج كدة علطول، والله شكلك جميل.
_ رديت بضيق: هو جميل وكل حاجة، بس أنا مش مرتاحة فيه، ولا متعودة!
خدت شنطتها وقالت: يلا بس، وهتشوفي البنات في الكلية هيقولوا إيه لما يشوفوكِ، يلا علشان اتأخرنا.
_ خرجت معاها علشان ننزل للكلية وأنا طول الطريق بشد في التيشيرت لتحت، وماشية حاسة إن الناس كلها بتبص عليَّ، قلبي كان بيدق بسرعة من كمية المشاعر المختلطة اللي جواه، خوف، خجل، قلق، توتر، وحاجات كتير جدًا، بنات كتير جدًا لابسين زيي وماشيين بكل ثقة، ولابسيين حاجات وحاطين ميكب وعاملين أكتر بكتير من اللي عملاه وماشيين عادي، بدأت أتوه في وِش وعيون كل واحدة لدقيقة وأنا بسأل نفسي.. يا ترى هما مرتاحين! حابين اللبس والمنظر ده!
جزء مِني كان بيرد بإنه أكيد طبعًا لأن شكلهم حلو جدًا، وجزء تاني بيقول الله أعلم بكل نفس واللي جواها..
بس أنا.. أنا مش مرتاحة رغم إني أجمل بكتير وأنا كدة! ده كمان لو حطيت ميكب مش كان زماني شبه الفلتر اللي بتصور بيه!
لحد هنا وقطع أفكاري وصولي عند بوابة الجامعة، طلعت الكارنيه ورفعته للأمن وعديت، وأنا بشيله عيني وقعت على صورتي فيه، مقارنة سريعة عدت في دماغي كان شكلي دلوقتى هو الكسبان قدام شكلي في الأول، واضح إني هكمل في طريقة اللبس الجديدة وهبدأ أرتاحله!
_ كملت مشي لحد الكلية وأنا بحاول أوقف تفكير، وأول ما قابلنا باقي صحابنا بدأوا كلهم يعقبوا على التغيير وأنا مبتسمة على انبهارهم بشكلي الجديد في صمت..
اتكلمت نِداء: الفضل يرجع ليا أنا في التغيير ده على فكرة، مش كدة أحسن برضوا؟
_ ردوا كلهم بصوت واحد بجُمل مختلفة معناها واحد.. إني أحلى كدة من لبسي القديم، وإني كدة ماشية على الموضة!
دخلنا المحاضرات وعدى اليوم وأنا بقنع نفسي إني كدة أحلى، وكل البنات بتلبس كدة!
_ عدت أيام كتير وكل يوم بتعلم حاجة جديدة، ميكب خفيف، لفة طرحة أقصر، أبين معصمي وأتني البنطلون من تحت، لحد ما بقيت نسخة من نِداء بالظبط! لحد ما جه اليوم اللي دخلت متأخر المحاضرة، وقعدت في مكان تاني مش مع صحابي، وبعدها جات بنت منتقبة جنب مِني وهي بتقول: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، في حد جنب منك أقوم؟
رديت: لأ عادي مفيش حد.
_ حطت شنطتها على البنش وهي بتقول: رد السلام ٣٠ حسنة مرة واحدة! تخيلي.
رديت بزهق: وعليكم السلام ورحمة الله
_ سألت: هو الدكتور فين، أنا فكرت المحاضرة بدأت؟!
قولت: فعلًا كنت فاكرة كدة، بس شكله دخل وخرج تاني مش عارفة!
_ هزت راسها وهي بتقول: لعله خير..
سكتت شوية وبعدين قالت: لأ ده أكيد خير، لأن لولا السبب اللي منعرفوش ده مكناش دخلنا، ولا كنت عرفتك، صحيح أنا ندى، وانتِ؟
_ غفران.
_ لقيتها بصت لي بذهول وهي بتقول: بجد! اسمك حلو أوي بحبه جدًا.
_ ابتسمت وقلت: شكرًا بجد، أول مرة حد يقولي كدة وما يقعدش يستغربه!
_ هو عمتًا حلاوة اسمك في إنه مختلف، أنا حاسة إني قعدت معاكي قبل كدة في محاضرة!
_ رفعت كتافي وأنا بقول: مش عارفة، جايز!
_ ردت بحرج: انتِ وقتها كنتي لابسه غير كدة تقريبًا، ولا حد غيرك!
_ رديت بضيق: قولتلك مش عارفة!
_ وقبل ما ترد كان ظهر الدكتور وهو بيقول: بعتذر عن المقاطعة، نبدأ محاضرتنا.
_ كان اليوم مليان محاضرات ورا بعض بدون أي فواصل، يوم مضغوط جدًا، والحقيقة كان نفسي أغير مكاني، مش عارفة ليه كنت متوترة أوي وأنا جنب ندى، يمكن هالة الإيمان اللي بتحاوطها! أو يمكن لأنها بتفكرني بنفسي القديمة! طول المحاضرات كل ما الدكتور يسكت قاعدة بتذكر ربنا، حتى كل ما تقلب في فونها كله روحانيات كنت بعملها!
_ بعت لنِداء على الواتس أسألها على مكانهم علشان أغير مكاني أما الدكتور يخرج، قالتلي إنهم فلسعوا انهارده علشان المحاضرات ورا بعض وزهق، اتضايقت أكتر إنهم خرجوا وسابوني، ولما سألتها ما قولتيش ليه، قالت: ما أنا عرفاكي كئيبة وهتفضلي تقولي والمحاضرات وهتزهقيني طول الخروجة!
_ قفلت الواتساب وقتها وأنا كل اللي حاسة بيه إني عايزة أعيط، انتبهت على صوت الدكتور وهو بيقول إنه هناخد راحة ربع ساعة بس من غير ما حد يخرج علشان الغياب، ووسط ما أنا سرحانة لقيت ندى بتمد إيدها ليا بأكل وبتقول: اتفضلي يا غفران، وبالله ما تكسفيني، مش بحب آكل لوحدي.
_ ابتسمت وأنا باخده منها، كنت حاسة إنها اتبسطت، هي ليه بسيطة وجميلة كدة! بعد ما خلصنا أكل لقيتها بتقولي: أنا آسفة لو ضايقتك، هي أكيد واحدة شبهك مش أكتر.
_ لقيتني بقولها: ندى هو ينفع تسمعيني! أنا مخنوقة أوي.
_ ما كنتش شايفة ملامح وشها لكن لغة عيونها وحركة جسمها كانوا واضحين وهي بتقول: بسم الله على قلبك وعليكي من الخنقة، أكيد طبعًا أنا سمعاكِ.
_ حكيت لها موقف صحابي وختمت كلامي وأنا بقول: أنا وحيدة يا ندى، عملت كل حاجة علشان أحس إني صحبتهم، بس مش حاسة ومش عارفة، نفسي أعمل صحاب يعوضوني وحدتي وبعد أهلي عني، أنا أهلي منفصلين، حتى مش بسيب السكن غير بعد الامتحانات، أنا تعبت يا ندى تعبت بجد!
_ طبطت على كتفي وهي بتقول: سلامة قلبك سلامتك من التعب، أنا آسفة ليكِ بالنيابة عن كل حاجة وحشة، وبعدين مش عايزة أسمع كلمة أنا وحيدة ديه تاني! أومال ربك الجبار العظيم فين! هو معانا كلنا وعالم بينا وبحالنا أكتر من أي حد، ده ابتلاء يا عبيطة واختبار من ربنا، وأنا من اللحظة ديه معاكي ويبقى على قلبك إيه رأيك!
_ ابتسمت وأنا بمسح دموعي: شكرًا يا ندى، أنا آسفة إني ضايقتك بكلامي، شكرًا بجد، على فكرة أنا أنا ما كنتش كدة، صدقيني أنا مش وحشة، كنت قريبة أنا
_ حضنتني وهي بتهديني وقالت: اهدي طيب وبطلي عياط.. اهدي بالله عليكي.
وقبل ما نكمل كلامنا لقينا الدكتور بيلغي باقي المحاضرة لأنه عنده اجتماع.. فضلت ندى تمسح دموعي بالمناديل وخدتني ونزلنا..
_ أول لما لقتني هِديت قالت: هتسمعيني؟
_ هزيت راسي بمعنى أيوة؛ فقالت: مفيش انسان كامل يا غفران، كلنا عندنا نواقص وذنوب و و و ، كلنا معرضين إننا ننتكس ونعصي ربنا، بس احنا بنحاول وبنجتهد، علشان إحنا مش ضامنين هنموت امتى يا غفران، يعني أنا أحب أموت وأنا على لبسي ده وإنه يكون حُجة ليا، أحب أموت وأنا مصلية فرضي، أحب أموت وأنا كنت بذكر ربنا، محدش لو فكر مع نفسه خمس دقايق.. خمس دقايق بس إنه هيموت كمان شوية هيفضل على المعصية!
لأ هيقوم اليوم كله يصلي ويذكر ربنا، زي لما بنقعد نذاكر الليل كله للامتحان الصبح علشان ننجح، بس يا ترى إحنا بنذاكر عمرنا كله لامتحان الآخرة!! زي أي حاجة في الدنيا بنقعد نستعد ليها، المفروض نستعد ليوم القيامة وعذاب القبر، زي ما بندور على الدنيا نشوف اخرتنا ونعمل ليها، أنا عارفة إن كلامي صعب بس ده زمن " القابض على دينه كالقابض على الجمر " أنا هطلبها من ربنا إنك ترجعيله يا غفران، بس انتِ لازم تبقي عايزاها من جواكِ، فهماني!
متخيلة مشاكل الدنيا ديه كلها تتحل في قربنا من ربنا، هتتحل والله بتتحل..
_ وبعدين بصراحة شكلك أحسن بلبسك الفِضفاض وخِمارك وطرحتك الطويلة، مسكت إيدي وفردت أكمام البلوزة وهي بتقول: المعصمين الحلوين دول حرام، والله حرام يظهروا.. عدلت حجابي ودخلت شعري وهي بتقول: فليضربن بخمرهن على جيوبهن..
_ ابتسمت وهي بتقول: الميكب حرام برة البيت، عارفة ليه! افتحي سورة النور على الآية رقم ٣١ هقولهالك.. بسم الله الرحمن الرحيم ﴿وَقُل لِلمُؤمِناتِ يَغضُضنَ مِن أَبصارِهِنَّ وَيَحفَظنَ فُروجَهُنَّ وَلا يُبدينَ زينَتَهُنَّ إِلّا ما ظَهَرَ مِنها وَليَضرِبنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلى جُيوبِهِنَّ وَلا يُبدينَ زينَتَهُنَّ إِلّا لِبُعولَتِهِنَّ أَو آبائِهِنَّ أَو آباءِ بُعولَتِهِنَّ أَو أَبنائِهِنَّ أَو أَبناءِ بُعولَتِهِنَّ أَو إِخوانِهِنَّ أَو بَني إِخوانِهِنَّ أَو بَني أَخَواتِهِنَّ أَو نِسائِهِنَّ أَو ما مَلَكَت أَيمانُهُنَّ أَوِ التّابِعينَ غَيرِ أُولِي الإِربَةِ مِنَ الرِّجالِ أَوِ الطِّفلِ الَّذينَ لَم يَظهَروا عَلى عَوراتِ النِّساءِ وَلا يَضرِبنَ بِأَرجُلِهِنَّ لِيُعلَمَ ما يُخفينَ مِن زينَتِهِنَّ وَتوبوا إِلَى اللَّهِ جَميعًا أَيُّهَ المُؤمِنونَ لَعَلَّكُم تُفلِحونَ﴾
عارفة إيه هي " إِلّا ما ظَهَرَ مِنها " يعني اللبس المعتاد الغير لافت للنظر، غير كدة لأ يا غفران، الخُلخال اللي طلعوه موضة حرام يا حبيبتي، الكعب العالي.. وربنا يهدينا كلنا للي يحبه يا غفران.
_ قلت: ندى!
_ نعم يا حبيبي.
_ طيب وصحابي؟ ليه ما اتكلمتيش معايا عنهم ولا أعمل معاهم إيه!
_ هزت كتفها وهي بتقول: لو رجعتي لربنا هتعرفي إيه اللي هيتعمل معاهم لوحدك، يلا نروح بقا لأن اتأخرنا.
_ وقبل ما نتحرك لقيتها بتقول: آه صحيح رقمك بقا، وإن شاء الله ابعتلك فيسبوك برضوا.
_ عدى كتير على اليوم ده وما قابلتش ندى تاني، كنت بحاول أرجع زي زمان، بس الموضوع كان صعب أوي، وخصوصًا إن نِداء معايا في السكن ولسة علاقتي معاهم زي ما هي، يمكن بطلت أحط ميكب ولا أخرج شعري ولا أبين معصمي، بس لسة نفس استايل اللبس، حتى إنهم لاحظوا التغيير ده، نِداء كانت أقرب واحدة ليا، ولما سألتني قولتلها إني بحاول أقرب من ربنا.
_ ردت وقتها: يا غفران الدين في القلب، المظاهر خداعة، علاقتك مع ربنا ملهاش علاقة بشكلك يعني!
_ كلامها هزني، إنسانة مهزوزة من كل النواحي وكل كلمة بتأثر فيا، لقتني ببعت لندى وسألتها عن كلام نِداء.
_ ردت وهي بتقول: لأ طبعًا يا حبيبي، آه في ناس بتبقا قريبة من ربنا وجواها طيب وكل حاجة، بس انتِ بتخالفي فريضة من فرائض ربنا اللي مذكورة في القرآن! كأنك بالظبط مش بتصلي مثلًا! الله ينظر إلى قلوبنا.. ده صحيح، لكن لما على سبيل المثال تبقي زارعة صبار وانتِ عارفة إنه بيشوك، هتلمسيه وتعوري إيدك ولا هتراعيه وتهتمي بيه بس من بعيد، وهتحافظي على نفسك! ربنا فرض الفروض ديه علشان يحافظ علينا إحنا، يعني ربنا يريد لنا الستر وإرادته إنه يحافظ عليكي وانتِ برضوا عايزة تئذي نفسك! انتِ بتحبي ربنا واللي بيحب حد بيعمل كل اللي يرضيه صح! مع فارق التشبيه فلله المثل الأعلى.
_ كملنا كلام عن حالي وحالها بعدين قفلت معاها وأنا مقتنعة، ومع ذلك لسة بحاول وهفضل أحاول لأني خايفة، خايفة ومش عايزة أموت على كدة!!
_ تاني يوم الصبح لقيت ندى كانت بعتالي صور بنات لابسة حجاب شرعي وبتقولي: شوفي حلوين إزاي! إن شاء الله أشوفك كدة عن قريب، أنا بحبك واللي بيحب حد بيحبه أحسن حظ في الدنيا، وأنا عيزاكِ احسن واحدة في الدنيا والآخرة، ما تنسيش آدد الفيسبوك يا بت.
_ ابتسمت وأنا برد عليها: وأنا كمان بحبك، ادعيلي.
_ في نفس اليوم ما قدرتش أنزل الجامعة لأني كنت تعبانة شوية، فتحت الفيسبوك وأنا بقلب افتكرت الادد المتعلق بتاع ندى، قبلته ولسة بقلب في الاكونت عندها لقيت بوستات كتير من ساعة إنها اتوفت!
_ فضلت أقلب بسرعة وبحاول أتأكد واقول ده أكيد مقلب، أكيد إشاعة.. لأ مش معقول، فضلت أبعتلها واتساب مش بترد، فتحت جروب الدفعة لقيت الكلام كله عن حادثة ندى اللي اتوفت! صرخت صرخت بعلو صوتي وأنا منهارة من العياط، كل اللي في السكن اتلموا حواليا وأنا قاعدة على الأرض بترعش وأقولهم ماتت.. ندى ماتت يا نِداء قوليلي بالله عليكِ إنها عايشة، يا نِداء...
_ الرؤية كانت مغلوشة، مش شايفة قدامي، فتحت عيوني وقفلتها كذا مرة وأنا بحاول أعرف أنا فين، جه صوت غريب من بعيد بيقول: انتِ سمعاني، بدأ يحرك إيده قدام عيوني، وهو بيفتح عيوني بإيده التانية، هزيت راسي اللي حاسة بتقل فيها بمعنى أيوة..
_ جه صوت نِداء من الناحية التانية: هي كويسة دلوقتي يا دكتور؟
_ رد عليها: أيوة، هتخلص المحاليل وتروح عادي.
_ ردت بعد ما قربت مِني: تمام شكرًا لحضرتك، بصت لي وهي بتطبطب عليَّ.. انتِ كويسة دلوقتي يا غفران؟
_ بلعت ريقي بصعوبة وأنا بقول: في إيه.. إيه اللي حصل!
_ أنا دخلت عليكي لقيتك منهارة وأغمى عليكي، حاولنا نفوقك بكل الطرق ما فوقتيش، جبتك المستشفى.
_ سكت شوية وأنا بحاول أفتكر اللي حصل.. عيطت والوجع في قلبي زاد لما افتكرت، كنت عمال بقول لنِداء وسط عياطي: ندى.. ندى ماتت.. قلبي واجعني يا نِداء قلبي واجعني أوي، كانت لسة بتكلمني الصبح، هي الوحيدة اللي كانت بتحبني وعايزة مصلحتي بجد، كانت.. شهقت وأنا بقول كانت مش مصدقة إني بقول عليها كانت! مالحقتش أحضنها تاني! مالحقتش أفرحها بتغييري وإني رجعت، يا ندى تعالي والله هقرب وأرجع.. بالله عليكي يا نِداء قوليلي إنها لسة عايشة!
_ قالت نِداء اللي عيطت على عياطي: اهدي بالله عليكي يا غفران، انتِ لسة تعبانة، اهدي هي في مكان أحسن مننا كلنا وآلله.
_ يارب.. يارب
_ بعد صدمتي من موت ندى، قررت إني هنتقب، وبعد ما هِديت شوية فتحت الفيسبوك، لقيت صحابها بيعملوا خير كتير بإسمها، فضلت بقلب في صفحتها أكتر من تلات ساعات، كمية بوستات من ناس بتشكر في ندى وإنها كانت سبب بعد ربنا في حاجات كتير حلوة واتغيرت في حياتهم، كمية تبرعات وأدعية في وقت قصير اتعملت علشانها، ما خرجتش غير لما انهرت في العياط، عدى شهور وأنا بقرب من ربنا أكتر، كنت لوحدي في الواقع، لكن على السوشيال قربت من كل صحاب ندى، كنت عايزة أحس بوجودها في روح اللي عرفوها، بدأت أشارك معاهم في حملات الخير اللي بيعملوها سواء لندى أو حملات تبرع عادية، حياتي اتغيرت ٣٦٠ درجة بالمعنى الحرفي.
_ حلوة كدة!
_ ابتسمت وأنا بقول: ربنا يرضى عنك ويرحمك يا ندى، زي القمر يا نِداء، ربنا يثبتنا.
_ قربت وهي بتقول: طيب يلا علشان نلحق الحملة اللي طالعة.
_ حضنتها وأنا بقول: مبسوطة ليكِ أوي يا نِداء، يلا بينا.
بداية لما قابلت ندى كنت فاكرة إنها هتكون صديقتي اللي هتساعدني وتفضل معايا، كنت فاكرة إن الحكمة من وجودها في حياتي إنها تبقى سبب قربي من ربنا، واتضح لي إن موتها هو السبب الأكبر والحكمة من تعلقي بيها في أيام بسيطة.
_ النهايات ليست دائمًا مجرد نهايات، وإنما في داوخلها بدايات لآخرين.
تعليقات
إرسال تعليق