ابتسمت| والبنت اللي أنتَ متقدملها عارفة إنك قاعد مع خطيبتك السابقة؟
= مش مضطر أقولها إني قاعد مع بنت عمتي.
قال آخر جُملة وحط دعوة على الطربيزة ومشى، كُنت عارفة إنها دعوة خطوبتُه وكنت عارفة إن ناس كتير مستنية اليوم ده عشان تشوف هحضر ولا لا، كُنت قاعدة بفكر في إن خلاص، كُل حاجة بينه وبيني خلصت، طاقتي، حبي ليه وقصة حبنا اللي محدش كان يتوقع إن دي تكون نهايتها، أنا.. أنا كان لازم ارضى بالأمر الواقع، وأقطع حبل الخيال الوردي، كان لازم أتوجع بوجوده النهاردة وهو بيعزمني على خطوبته عشان أفوق، شوية وقومت أحط مع ماما الأكل وكانت مستغربة هدوئي الغير عادي..
كلت واتصلت بمريم| مستنياكِ بكرة من بدري.
= إيه ده!، ليه؟
بحدة| هتيجي ولا لا يا مريم؟
= جاية حاضر والله بس انتِ كويسة؟
| اه متقلقيش.
قفلت معاها ولبست دريس بيبي بلو وعليه طرحة مشجرة وقولت لماما إني هنزل أجيب حاجات ومش هتأخر، صحيح كُنت ماشية بتوهان ونسمات الهوا كانت بتزقني لِمكانٍ ما لحد ملقتني قُدام البحر..
"حينما تجد نفسك فجأة في مكانٍ رُسمت ضحكتك على جدرانه دون أن تشعر، فاعلم أن الحنين هو من أتى بِك لا قدمك."
قعدت شوية وأنا الذكريات بتتجمع حواليا، وبتتعاد بكل تفاصيلها، حسيت إني لو قعدت أكتر من كده هرجع لنقطة الصفر من تاني، قومت وروحت جبت فُستان سوارية سمبل جدًا، وهيلز، ولقيت محل ورد جبت وردتين واحدة ليا والتانية لعيون مريم، ومشيت، كنت بحاول اسعدني، لإني مبقاش عندي حاجة أهم مني...
فضلت ماشية وأنا بدندن لحد ما وصلت البيت، الجرس ده للعيال التوتو أنا بطبل عالباب، ماما فتحتلي فدخلت وأنا بلف حوالين نفسي وبحط الفستان والكياس على السُفرة وبصفّر، لقيت ماما بتبصلي باستغراب..
• أنتِ كويسة يا بنتي؟
| كويسة جدًا يا ماما، تعالي بقى اوريكِ جبت إيه عشان الخطوبة 'فتحت الكياس' بوصي الهيلز ده حلو ازاي، وجبت كمان الفُستان ده حسيته رقيق اوي وزيي، 'ضحكت' ودي بقى حبة اكسسواريز لزوم التاتش الأخير، أهم حاجة خدتي الدوا يا ست الكُل؟
كانت بترد باستغراب أو كإنها شايفاني مجنونة• أيوا خدتُه يا فيروز.
بوستها ودخلت أوضتي ونمت وأنا مبتسمة، مكنتش أتوقع إن مريم تجي من بدري وتصحيني الساعة سبعة الصبح= قومي يا فيروز الكلب، جيباني بدري كده ليه؟
نطيت من عالسرير| أنا أقوم أصلي تكوني أنتِ رتبتي الأوضة.
= طب إلٰهي تنستري أنام خمس دقايق عقبال متصلي بس 'ولسه هتحط راسها عالمخدة'
| ولا دقيقة حتى، النهاردة خطوبتي، أ أقصد خطوبتك يوووه خطوبة خطيبي السابق، فزّي.
= إيييه!
ضحكت ومشيت، عارف لما بتبقى بتضحك على أي حاجة عشان تحاول تنسى جرحك، أنتَ عارف وأنا عارفة وكلنا عارفين إن كُل ضحكة بتطلع بيطلع معاها أنين فالقلب، بسبب حاجة مخترنهاش..
صليت وأنا بدعي اليوم ده يعدي على خير، يعدي وأنا قلبي مربوط عشان جرحه مينزفش، قومت ودخلت الأوضة لمريم، لقيتها بصالي وحواليها استفهامات كتير، أنا عارفة البصة دي كويس..
= مش هتروحي الخطوبة دي يا فيروز، طول مانا موجودة مش هخليكِ تتحطي في الموقف ده.
اتكلمت ببرود| يعني يرضيكِ خطيبي السابق يجيبلي دعوة خطوبته لحد عندي ومحضرهاش، ده حتى أبقى بياعة ومصونتش العيش والملح.
بنرفزة= فيروز!
ببرود اكتر| عيونها، قوليلي بقى ابتدي بإيه أشوف ڤيديوز للسمبل ميكب ولا أعمل الماسكات الأول...
زقت إيدي وهي بتبصلي بغيظ وطلعت برة، أنا معرفش أنا بقيت باردة كده امتى وفين وإزاي، قفلت الباب وقعدت عالسرير وسندت راسي على إيديا وأنا بحاول أهدي نفسي عشان اقدر أواجه، لقيت حد بيخبط على الباب بخفة قولت أتفضل ودخلت مريم وماما..
ماما طبطبت عليا• أنتِ مش مضطرة تروحي الخطوبة دي يا فيروز، أنا هروح صد رد وأرجع على طول.
= بصراحة أنا مع رأي طنط مالوش لازمة.
| ولو قولتلكم إني لازم أحضر عشان أموت الحنين اللي اتبنى بعد الفُراق، هتمنعوني بردو؟
• اعملي اللي يريحك يا فيروز، أنا مش عايزة حاجة غير راحتك.
بوست إيديها| متقلقيش يا حبيبتي أنا كويسة.
لقيت مريم بتبصلي وبعد كده لا إراديا حضنا بعض، أنا كنت محتاجة الحُضن ده، كنت بتبت فيها وبغمض عيني بقوة وبقول لنفسي' انسيه، ميستاهلش'
فطرنا وحسيت إني عايزة أنام تاني، فشِلت الأطباق ودتها المطبخ أنا ومريم وقولت لماما تصحيني لما تيجي تجهز..
= جبروت أنا مصاحبة جبروت.
ضحكت| خلاص ناميلك شوية ونبقى نقوم عشان تساعديني، وخلي بالك بقى عشان أنتِ نايمة على سريري.
= يا شيخة منك لله.
نمت بعد مضحكت كتير أنا وهي وبعدها صحيت وابتديت اروق البيت وافتح الشبابيك واساعد ماما في الغدا..
= بقولك إيه يا طنط متسلقلنا حضرتك المكرونة عشان البت فيروز دي هتعجّنها.
مسكتلها المعلقة الخشب وطلعت مكروناية من الحلة| مكروناية مفلفلة دي ولا مش مفلفلة؟
لقيتهم واقعين مالضحك، هو أنا قولت حاجة غلط!، ولا اكمني غلبانة ومبعرفش أطبخ، هم بيضحكوا على إيه!، الحق عليا أنا اللي عايزة اساعدهم، سبتهم ودخلت الأوضة....
= بصراحة بقى أنا أول مرة أعرف إن في حاجة اسمها مكرونة مفلفة، 'ضحكت' الرُز هو اللي بيبقى مفلفل يا موكوسة، الله يكون في عونه هيجيله تلبك معوي.
| جاوبيني بصراحة أنتِ عايزة تتهزقي؟
= تؤ.
بدأت ألبس وأحط ميكب ومريم بتساعدني بحُب، كان كل ما بفتكر إني هشوفه أحس بقبضة غريبة فآخد نفس وأحاول أهدى، مريم كانت ملاحظة وبعد ما جهزت ولبست الهيلز، وبصيت على نفسي فالمراية وأنا حساني أميرة من أميرات ديزني، روحت لفيت والفُستان لف معايا وتقريبا نسيت إني راحة خطوبته، بصيت لمريم فابتسمت ولقيتها بتدمع فمسكت خدودها...
| أوعي تعيطي أبدًا، عشان مزعلش، اتفقنا؟
هزت راسها بمعنى حاضر وحضنتني= أنا عارفة يا فيروز إنك هتتخطيه وعارفة إنك أصريتي تروحي عشان تثبتي حاجات كتير انتِ قدها، بس أوعديني يا فيروز زي ما هو اتخلى وشاف حياته تشوفي حياتك أنتِ كمان، اضحكِ واخرجي وانجحي ومتخليش حد يوقفك وكلنا جنبك، وأوعي حد يضايقك بكلمة وتسكتي وتعيطي يا فيروز أوعي.
حضنتها جامد أوي، هي عرفاني يمكن أكتر من نفسي ابتسمت لها وروحت أخدت ماما ونزلنا سوا، ولحد موصلنا قدام باب القاعة ورجلي وقفت وكل الخوف أتجمع وكل الأمان أختفى، ساعتها أفتكرت كلام مريم وأنا بغمض عيني وباخد نفس عميق...
دخلت القاعة وأول حد ألمحه كان هو، عيني جت في عينه، حسيت إن الزمن وقف ورجعت عقارب الساعة تتحرك لما لقيتها بتسحبه عشان ترقص معاه، ساعتها قلبي وجعني وأنا بقول لنفسي إن ده المفروض مكاني، فوقت من اللي كنت فيه وبصيت لقيت ماما متبعاني فأخدتني وقعدنا على طربيزة، وأنا حاسة إن الناس كلها بتبصلي أنا وبس، كانت نظرتهم عبارة عن شفقة وعيون تانية شمتانة وعيون مستغربة وجودي وعيون عجبتها قوتي وطلتي بس الأهم من كُل ده كان إحساس بعدم الأمان محاوطني...
لقيت خالو جه فسلمت عليه وأنا برسم ابتسامة مزيفة وطبعًا الكلام السخيف منتهاش..
'عقبالك يا فيروز، معلش ملكمش نصيب مع بعض'
'انتِ إزاي جيتي هنا وشافة اللي حبتيه واقف مع واحدة تانية!'
'تعرفي أنا لو مكانك كنت هقاطعهم أصلًا'
'فستانك باين إنه غالي وأنيق جيباه عشان تباني أحلى منها مش كده؟'
'أكيد لسه بتحبيه، بس الأفضل مكونتيش جيتي يعني'
كنت واقفة بسمع كل الكلام ده، غير اللي بيتكلموا عليا من تحت لتحت، كنت حاسة بخنقة، وإني مش هقدر أمسك دموعي أكتر من كده، وكملت ولقيت مامة العروسة جاية لحد عندي وبتقولي "مش هتيجي تسلمي على ابن خالك وعروسته حبيبته يا فيروز ولا إيه"
بصيت لماما ولقيتها هزت راسها ليا بمعنى روحي، كنت ماشية وراها وأنا بجُر رجلي ورايا، أول لما خطيبته لمحتني قربت منه بطريقة صعبة وبعدها ضحكت، بصتله وقولتله وأنا بحاول أبتسم"مبروك يا سُفيان، ربنا يكملكم على خير" راحت ردت هي"هيكملنا على خير طول مالشر بعيد" بصتلها بصدمة، كنت ماسكة دموعي طول الوقت لكن كلمتها ليا قدامه كانت القاضية، بصلي وبصتله وابتسمت بوجع ونزلت، روحت لماما وقولتلها إني هروح أضبط الميكب وراجعة، ومع أول خطوة لبرة القاعة كنت تركت العنان لدموعي، وقفت على جنب وانا بمسح دموعي بسرعة قبل ما حد يشوفها وحاطة إيدي على بُقي عشان شهقاتي متبنش..
خدت الفون واتصلت بمريم وأنا كلام مش باين| مر.يم ت.تعالل.ي با.لله عل.ليكِ، خد.ديني م.من هنا، مِ.مش ق.قاد.رة أق.ف..
قولت آخر جُملة ومحستش بحاجة بعد كده، بفتح عيني لقيتني على سرير في مستشفى وفإيدي محلول وماما قاعدة جمبي وناس كتير فالأوضة، ومرة واحدة لقيت مريم حضنتني وبتعيط..
= قلقتيني عليكِ...
طبطبت عليها وبصوت باين عليه التعب| أنا كويسة، هو إيه اللي حصل؟
ردت ماما• بعد ما قولتيلي إنك راحة تظبطي الميكب لقيت ناس كتير اتجمعت برة القاعة واحدة واقعة فالأرض كُنتِ أنتِ وجبناكِ لهنا.
| طب أنا عايزة أروح، ممكن؟.
المحلول خلص وقومت وأنا بتسند على ماما ومريم، ولسه ماما هتفتح باب الأوضة لقيته في وشي..
= سلامتك، 'وجه كلامه لماما' يلا يا عمتو هوصلكو.
رديت| لأ شكرًا، المفروض تكون مع خطيبتك دلوقتي.
= وصلتها قبل ماجي، يلا.
| لأ.
بصلي= بطلي عناد يا فيروز عشان هوصلكم مهما عملتي.
| وأنا مش هروح، أقولك؟ أنا هبات في المستشفى، خليك قاعد للصبح.
معرفش قدرت أتحمل على نفسي إزاي وأسيب إيد ماما ومريم وأروح أقعد على السرير من تاني، بصتله بعند وكان بيمسح وشه ولقيته قعد على الكنبة وقال
= تمام أوي، هسمع كلامك وهقعد للصبح.
لقيت مريم بتهمسلي= فيروز، مامتك ليها دوا كمان ساعة، لازم نروح.
سمع مريم وهي بتتكلم وضحك بغرور، بصتله بضيق وقومت، نزلنا وركبت ورا أنا ومريم وسندت على الإيزار بوهن، اليوم كان صعب، لأ مكنش صعب، الناس هم اللي صعّبوه، وقبل متكون الصعوبة من الناس كانت منه هو..
نزلت ومبصتلوش، حاسة إني كرهته، أو مبقاش فارق معايا، معرفش، مرت الأيام وأرجع أدرس ومفكرش في اللي فات، لحد ما لقيت ماما داخلة الأوضة...
• في شاب محترم طالب إيدك.
فكرت فيه ساعتها بس لقيتني أنا اللي بخسر وهو ولا فارقة معاه| تعرفيه؟
• هو اللي لحقك لما وقعتي في الخطوبة.
ابتسمتلها| ماشي يا ماما، هقعد معاه واللي فيه الخير يقدمه ربنا.
خرجت ماما، ومن ساعة ما قولتلها ردي وهي طايرة من الفرحة، بتطبخ كتير، ملتزمة بمعاد الدوا من غير ما افكرها بيه، بتروق البيت، فرحت إني من مجرد موافقتي فرحِت هي بالشكل ده، بس أنا مش مبسوطة!، دخلت تاني...
= قومي ألبسي خلاتك وخالك جايين دلوقتي.
| طب ليه ألبس مالبيچامة حلوة أهو، محدش غريب.
بصتلي= سُفيان جَي معاهم.
| ليه؟
= جي يقعد في تجمع عائلي يا فيروز عادي!
دخلت ألبس وأنا مش مطمنة، خطيبته الحرباية مش هتسمحله يا إما تلزق فيه زي الكائنات اللزجة، أصلًا أنا مالي، عادي ابن خالي عادي جدًا، إزيك يا سُفيان، إزيك يا حرباية يوووه، أقصد يا خطيبته، إزيك يا خالو وخلصت، آخد أنا بقى بنات خالتي ونحكِّي في البلكونة...
سمعت صوت الجرس وخدت نفس، وروحت فتحت لقيت خالو دخل وبعد كده مرات خالي وخلاتي وبنات خالاتي، وهو داخل قالي إزيك مبصتلوش وقولتله الحمدلله، فرحت إنها مش موجودة عشان متجرحنيش بكلامها أو ترجع ذكريات حاولت كتير أموتها، قفلت الباب وأكلنا وانا حاسة بنظراته ليا بس تجاهلته، وهزرنا جيت أدخل أنا والبنات البلكونة، لقيت ماما بتقول...
• لأ خليكم هنا في حاجة مهمة لازم تعرفوها عن فيروز.
كله انتبه وسُفيان كان ماسك التليفون سابه وركز، وأنا أتوترت لقيتها بتكمل= فيروز أتقدملها عريس وهي موافقة مبدئيًا بس لسه لما تقعد معاه.
كلهم فرحوا وبقوا يقولولي مبروك، وصوت الزراغيت علت جامد، كنت مستغربة إني مش مبسوطة أوي وعيني لا إراديًا جت في عينُه كانت بتقول كلام كتير، كتير أوي، وبعد الهيصة وصمتُه، انفجر...
صوته على أوي وابتدى يزعق= يعني إيه يعني مش فاهم، مين ده أساسًا، وشافك فين، وتعرفوه منين، ويترى بقى الست هانم بتكلمه من ورانا وعاملة إنك مش عارفاه مش كده؟
"أنتَ تجاوزت حدودك"خالي قال الجملة دي وداله بالقلم.
عيطت وحطيت إيدي على بُقي من الصدمة، بصلي وكانت الدموع في عينه= لو الولا اللي بتقولو عليه ده عتب باب الشقة ده، هيكون آخر يوم في عمره،'زعق' فاااهمة؟
هبد الباب جامد ونزل، كنت حاسة بانهيار رهيب، جريت عالأوضة وعياطي خنقني ومبقتش عارفة آخد نفسي، كلهم بيخبطوا على الباب وأنا مش قادرة أفتح... بعد فترة قومت فتحت الباب وسبته مردود، لقيتهم داخلين عندي وخالو قعد جمبي وقال
= مقابلتك للشاب هتم عادي، وأنا هربي سُفيان من الأول وجديد.
| ولا الشاب ولا غيره، ولا أي حد، أنا محتاجة أكون لوحدي، عشان تعبت.
طلعوا وأنا نمت، معرفش أد إيه لكني كنت بهرب من الواقع،
صحيت تاني يوم وأنا حاسة بتوهان، كل تفكيري في اللي حصل إمبارح، وإن إزاي هو شخص أناني للدرجة دي، ولما هو غيران ليه فارق ومن غير ما يبررلي أي حاجة، ليه حتى مش عايزني أقلب صفحته وابتدي من جديد زي ما هو عمل.. ليه!
عدت الأيام وأنا راسي مش بتوقف تفكير، تفكير في التفاصيل واسترجاع للحظات الحلوة، لنظراتنا لبعض بحب، خوفه عليا وتهوره في بعض الأحيان لكن دايمًا الذكريات الحلوة دي بتنتهي بقسوة وجرح مكنتش اتخيل إنها تطلع من الشخص اللي حبيته..
كانت الايام بتعدي وعلى عكس ما توقعت كانت علاقة ماما وخالو كويسة والزيارات بتتكرر من وقت للتاني، لحد ما كنت قاعدة بذاكر لقيت صوت خالو برة، طلعت وسلمت وأنا شايفاه وشه مخطوف،
قعدت وماما قعدت معانا ولقيته بدون أي مقدمات بيترجاني= فيروز أنتِ الوحيدة اللي هتنقذي ابني، سفيان عمره ما حب غيرك، ولا هيحب أد الحب اللي حباهولك، عارف إنه غبي ومش بيقدر النعمة اللي في إيه..
الله يكرمك يا بنتي سامحيه، سفيان من ساعة اللي حصل وأنا معرفش عنه حاجة، أنا قسيت في عقابي ليه عشان يعرف إن بنات الناس مش لعبة، بس مكنتش أعرف إنه هيضيع للدرجة دي، أكيد هو كان بيقولك على الاماكن اللي بيحب يروحها، 'دمّع' استحلفك بالله يا بنتي تساعديني، أنا عارف إنك لسه بتحبيه زي ما هو بيحبك..
دموعي نزلت من غير ما أحس كُنت مصدومة، أول مرة أشوفه في الحالة دي، سبحان من زرع الحنان في قلبه لابنه بعد العمر ده كله وحتى بعد ما ابنه ما بقى راجل، قومت من مكاني قعدت جمبه وطبطبت عليه وحضنته| متقلقيش يا حبيبي، هيرجع صدقني، هيرجع...
قومت لبست ونزلت مع خالو، مكنتش متخيلة إن كل ده هيحصل وإن سفيان يبعد بالطريقة دي.. قولت لخالو على الاماكن اللي بيحبها وكل مرة كنا بنروح مش بنلاقيه، فقدنا الأمل من كتر اللف، وخالو كان بيسيطر عليه اليأس لكن كان آخر مكان هو أملي الوحيد،
في المكان اللي أعترف فيه بحبه ليا،
مشينا لحد ما وصلنا المكان ولمحت شخص قاعدة يشبه سفيان، ساعتها بحماس كبير قولت لخالو| أهو، وقف العربية..
العربية وقفت وكان لهفة خالو عليه متتوصفش،
بصتله وطلبت منه| ممكن أدخل أنا الاول لو تسمح..
هز رأسه وهو في عنيه دموع فرحة مشوفتهاش قبل كده، دخلت المكان وفي كل خطوة كنت بقرب ليه كنت بفتكر لحظات الحب الأولىٰ، لحد ما وصلت عنده، معرفش جبت الشجاعة دي منين، أما هو فمكنش حاسس باللي حواليه، سرحان في اللاشيء، لحد ما قطع الصمت ده وقوفي جمبه...
اتصدم لما شافني، مكنش مصدق إني واقفة قدامه، كان وشه دبلان باين عليه الحزن، كان غير سفيان اللي أعرفه..
نطق بصدمة= فيروز!
هزيت رأسي بهدوء وابتسمت ابتسامة خفيفة فيها دموع، كمّل= فيروز أنا آسف على كل حاجة عملتها، مكنتش أعرف إني مؤذي بالشكل ده، بس أنا مكنتش متخيل إنك تبقي لحد غيري، يوم لما عرفت إن في حد متقدملك وأنك موافقة كنت هقولك إني فركشت الخطوبة بتاعتي.. أنا آسف ليكِ ولنفسي عشان ضيعتك من إيدي، آسف عشان ضيعتي وقتك معايا وانا مستاهلكيش، فيروز أنتِ أكتر إنسانة أنا حبيتها في حياتي، وأكتر إنسانة وقفت جمبي كتير، وتعبتي عشاني أكتر، ورغم كده مقدرتش أكتر واحدة خلتني إنسانة ناجح وواثق من نفسه، ويوم ما أتخلى اتخلى عنها أول واحدة، روحت خطبت وعزمتك على خطوبتي بنفسي وبكل برود، كنت شايف تصرفاتها اتجاهك وكنت واقف أتفرج، تعبتي وكنت سبب في دخولك المستشفى، أكتشفت إني محبتهاش لإنها مش إنتِ، فرق شاسع بين اللي شوفته منك من تقدير واحترام وسند وهي كل همها الفلوس والشقة تكون أفخم حاجة وفوق كل ده عايز أمنعك من إنك تشوفي حياتك، 'دمّع' أنا مستاهلكيش، تستاهلي حد مش أناني وميجرحكيش، أنا أذيتك كتير بس مش هتسوفي وشي تاني، بس الحاجة الوحيدة اللي لازم تعرفيها إني محبتش أدك ولا هحب أدك، وإني خسرت كل حاجة خسرتك وخسرت أبويا اللي أكتر حد كنت متعلق بيه، معرفش صحة أمي عاملة إزاي، تايه..
أنا آسف يا فيروز على كل حاجة، اتمنى تسامحني..
خالو كان واقف وراه وسامع كل الكلامه، حط أيده على كتفه وحضن خالو وهو بيعيط، وبيبوس رأسه وإيده، ساعتها دموعي انهارت مبقتش عايزة تقف..
كنت هنسحب من مكاني وامشي لكن وقفني صوته= فيروز.. أنا لسه بحبك، هتقبليني من تاني؟
ساعتها هزيت راسي بحب وابتسمت بين دموعي| أنا أصلًا مرفضتكش أولاني.
"لا أحد قويّ أمام الحنين، فإما لك وإما لك"
تعليقات
إرسال تعليق