_مفهوم العيلة اللى عشته....انه مجرد لقب بيطلق علينا...احنا عيلة مشتتة....تخيلو؟ فيروز الكاتبة الشهيرة اللي بتكتب عن احسن ايام فى الطفولة وهى متعرفش يعنى ايه طفولة؟! عمري ما كنت الطفلة اللي عندها لعبة لشخصية كرتونية او عروسة خاصة بيها ....بابا عمره ما اشترالى لعبة حتى لو هدية .....حتى اللعبة الوحيدة اللى اخدتها كانت هدية من شخص لا يعرفنى ولا يعرف غير اسمى ......عمر ما حد لعب معايا حتى....عمرهم ما فكرو فيا دايما خناق ومشاكل !! مبيفكروش غير فى غلطة لبعض!!ودايما انا بكون الضحية.....
بلعت ريقى بس فى دمعه سرقت لحظة الصمت وقررت تهرب من الضغظ الدائم عشان اكتمها بس ده من حقها يبختها....
_ الحاجه الوحيدة اللى كنت بهرب ليها هى القراءة بمسك كتبى واندمج انسحب الى عالم تانى! عالم خالى من الخناق والزعيق....عالم خالى من الاذية!لحد اما بدأت اكتب وبقا الورق صديقى الكتوم بحكم انى مبحكيش لحد همومى!!عشان مفيش حد اصلا!
مسحت تانى دمعه تهرب بكف ايدى براحى وابتسمت ابتسامه مزيفة ودى اكتر ما اجيد فعله... تزييف السعادة!
_ بقيت عامله زى المقابر حابسه الهموم جواها زى جثث الموتى بس الفرق ان ريحه عفن الجثث بيعرفها اي شخص بس لحد الآن مكتشفنش شخص بيفهم ريحه عفن الهموم !!ملقتش شخص يحتوينى ويفهمنى من عيونى او من نبره صوتى
صوتى بدأ يعلي تدريجيا مع صوت انفاسي
_ ملقتش شخص مش محتاج يسألنى اذا كنت بخير عشان يعرف انى مخنوقة! شخص عارف انى مش هعترف باللى جوايا غير اما يحس بوجوده يحس ويفهم! شخص لما اقوله فاهمنى يقولي حاسك...فضلت ١٧ سنة بدور على الشخص ده فى بابا او ماما لانى دايما بقول لو ملقتش الدفا بتاع الشخص ده عندهم عمري ما هلاقيه فى مكان تانى!
كملت بقوة وجمود معدومين المصدر!
_ فات ١٠ سنين بعد ال١٧ سنة امل ....ادركت ان مفيش شخص زي ده لا فى نصيبي ولا من حق من حقوقى هطالب بيه !جيت النهارده اقلع قدامكم قناع الطفلة البريئة اللى عاشت افضل واحسن ايام طفولة...هقلع القناع اللى عملته كتعويض لنفسي عن اللي خسرته بس مكنتش اعرف ان مفيش تعويض لحاجه معدومه ...معدومه الاثر ...معدومه الاحساس...!
غمضت عيونى عشان اسمح لدمعه تانيه تنسحب قبل انسحابى! طلعت السلاح وصوبته تجاه راسى....
كنت سامعه صوت صريخ من الجمهور واللى كان عبارة عن كلمات متناثرة ومختلطة بأحرف بعض : حرام عليكى لا .....احنا بنحبك وجمبك....
كنت واقفة اتفرج على تعابيرهم ....اول مره يبقي فى صوت عالي واصوات كتير واحس انى مش سامعه حاجه ...كان نفسى فى الحاجه دى ايام خناقاتهم!فجأة اتسحب مني السلاح !!وانا واقفة اتسمرت مكاني ....مكنش فى حد ورايا على المسرح كنت طالبه انهم يقفلو المكان بعد طلوعى المسرح ومكنش فى اى حد حتى من التيم بتاعى...!
لفيت براحه للمصدر لما قالي:_ اهدي...
اول اما شفته غمضت عيوني ...
_ هاته!
_ انتِ متخيله ايه !! انك الشخص الوحيد اللى ضحيه !! انتِ متخيله ان نص القاعه هنا ضحايا انا واحد منهم معظمنا ضحايا لمشاكل مختلفة يعنى مثلا مشاكل عيلتك اللى مضيقاكي انا اتمنى انهم يكونو موجودين حتى لو المشاكل دي بينهم...انك تضمنى وجودهم حاجه كنت ومازلت بتمناها ...
كنت بقرب اتجاهه مع كل كلمه بيقولها..
_ انت.... انت مش فاهم انا حاسه بايه...
ضحك بسخرية ورفع ايديه الاتنين واللى منهم فيها السلاح...
_ انتِ عارفه انى اكتر واحد كنت حاسس بيكي من كتاباتك واللى بسببها بقيت اكبر مناقض ليكي مع كل كتاب ومكنتش بكرر غير كلمه واحده واللى كانت موضع سخرية للبعض...
_ قولنا انا وهو فى نفس الوقت وانا بقرب اتجاهه.....
:"ليست كل الاقنعه تدوم ولا يوجد تعويض للمعدوم"!
دمعه نزلت من عينى وشهقه عاليه كافيه لهز جسمى برعشه ....!مسحت الدمعه واخدت منه بسرعة السلاح فى نفس الوقت اللى كان باصصلي فيه...اخدت السلاح وصوبته ناحيه راسه...صرخت فى وشه
_انت متعرفش اي حاجه...
لقيته بيقرب والسلاح لسه متوجه ناحيه راسه...وقف فجأة ...
_كلنا ضحايا يا فيروز بس اللي مش هسمح بيه انك تبقي ضحية مستسلمه منتحرة!
مسك ايدي اللي موجه السلاح بيها على راسه وحط السلاح ناحيه قلبه...
_ اضربي يا فيروز...
وصرخ فجأة بصوت خله كل الدوشة اللى فى القاعة تنتهى!!
_ اضربي...
نزلت ايدي بعد ما
جسمي اتنفض ولما ضعفي بان ودموعي بقت سيدة المكان...! وبدأت اصرخ
_ ليه تبقي انت العائق فى اخر فرصة لراحتى ؟! ليه تبقي انت السبب فى استمرار عذابي....!
رميت السلاح على الارض وقعدت فى ركن
وبدأت امسح دموعي بعدها سندت راسي على الجدار وغمضت عيوني
....المكان كله كان ساكت ...مكنش فى اي صوت ...معقول اقتنع ومشي؟!
_ عمري ماهبقا عائق لراحتك الا لو الطريقة اللى هترتاحي بيها هتأذيكي!
سمعت جملته وفتحت عيوني لقيته قاعد جمبي ونفس قاعدتى وباصص لفوق.... القاعه مفتوحه مش مقفولة زى اما بحب دايما بطلبها كده مفتوحه من فوق عشان احس بالنجوم حواليا !
لف راسه ناحيتي ....ولما لقاني بصاله باستغراب قال: اسف...!
وقفت بسرعة وانهرت فى العياط وبدأت اصرخ باعلى طاقة عندى ...
_ اسف علي ايه ؟! اسف ان اهلي مفكروش فيا؟! اسف علي كل صديقة طلعت كدابه؟!
اسف عشان فقدت الثقة فى كل اللي حوليا بالرغم ان كان فى ناس يستحقوها؟! ولا اس ف عشان بقي ت الضح ية رقم ٣٠ ب....ب د ل.....
كلامي بدأ يتقطع ولقيت ستاره كبيرة كانت عبارة عن صورة ليا وانا صغيرة ويضحك وفجأة بقيت دم!
آخر حاجه سمعتها وهو بيقول اسمي....فيروز!!
فتحت عيوني بهدوء وانا ببتسم بدات اقوم براحه وانا براقب بعيني المكان.... الاوضه واسعه جدا غريبه بس هاديه ومريحه! علي حسب الاجهزه الموجود حواليا فاكيد انا فى المستشفى! لقيته نايم على الكرسي بس فجأة فتح عيونه براحه وبص ناحيتي وانا بتجه ناحيه المكان اللي قاعد فيه....
_ على مهلك انتِ قومتي ليه؟ فى حاجه بتوجعك اندهلك الممرضة؟!
حسيته اتوتر فجأة وكأنه السبب فى وجودي هنا! ابتسمت وقعدت على الكرسي اللي جمبه...سندت راسي علي الكرسي والابتسامه مُحتله ملامحي...
_ اول مره انام بالراحه دي ...
استغربت من سكوته فبصتله لقيته رافع حاجبه...ضحكت على منظره...
_ هما ادوني ايه؟
ملحقش يرد لان الممرضة دخلت وبدأت تكلمني...
_ شيفاكي قومتي اعتقد انك بقيتي احسن...
_ بالظبط هو ده اللي مستغرباه!! ...هو انا ليه حاسه ان انا كويسة؟ هو انتو عملتولي ايه؟!
لقيت الممرضة بتضحك..
_ لا انا اسحب كلامي علي كده شكلك لسه مبقتيش احسن ولا ايه رايك يا استاذ احمد ...
_ لا تعليق ...
ضحكنا علي شكله وهو مش فاهم ايه اللي حولني من فيروز اللي كانت هتنتحر من شوية لفيروز تانيه بتبسم بالرغم انها نست معني السعادة...مستغربني زي ما انا مستغرباني...هو انا ليه حاسه بالراحه دي ؟!
_ لا بجد عملتو ايه؟
_ ولا حاجه بس جبناكي وكنا هنديكي مهدئ بس استاذ آسر رفض وقالنا نسيبك تنامي...عن اذنكو انا لازم اقول للدكتور عشان يكتبلك على معاد للخروج بما انك بقيتي احسن...الف سلامه ..
اول اما خرجت لقيت آسر قام واخد حاجته وشنطتي ...
_ يلا ..
_ يلا ايه؟
_ تحبي ناكل فين؟
قعدنا ناكل على البحر....كان جميل وبسيط والاهم مريح...
_ بتحبي الاسماك؟
_ اة...هو انت بتيجي هنا علطول؟
_ اها ده مكاني المفضل اكتر مكان برتاح فيه...
_ اول مره اشوفه ....مكناش بنعرف نقضي يوم سوا...
_اتنهد وبص للبحر ورجع تاني بصلي بابتسامه وهو بيقول..
_ بس لسه فى وقت..
رفعت حاجبي وانا بتكلم بسرحان..
_ متأخر ...متأخر اوي..
_ عمرها ما هتبقا متأخر يا فيروز بس لسه فى فرصة قدامكم طول ماهما لسه موجودين فى المكان اللي انتِ فيه..!
_طب بالنسبالك الوقت اتأخر ليه؟
_ هقولك صدقيني بس مش دلوقتي..
اكلنا الاكل كان جميل وفضلنا نتكلم كتير ...كتير اوي! وكانت اول مره اضحك وانا مش خايفه من بكره!!
_ ايوا هنا...شكرا
رد بابتسمامه لطيفه بتطبطب على قلبك من جوا ❤!
_ عن اذنك...
_ لحظة ...متفتكريش انك كده هتخلصى مني هكلمك بكره عشان تنزلي..
_ ليه؟! هنروح فين!!
_ مش هقول هنروح فين بس اللي اقدر اقوله اني هعرفك علي شخص اتمني تحبيه...
_ موافقة بس عشان عندي فضول اعرف مين ..يلا تصبح علي جنه...
_ انتِ فيها..
ابتسمت وطلعت البيت او نقدر نقول عليه قوقعتي اللي اجرته بعد اما بعدت عنهم...!
كنت خايفه انام عشان منهيش اليوم ...خايفه يكون كل ده مهدئ وينتهي لما انام مش عايزة ارجع زى زمان!
صحيت على صوت الموبايل ...عمري مصحيت على صوته لان طبيعي محدش كان بيسال عليا بس هو دلوقتي موجود...موجود لفترة..!
_ خمس دقايق وهرن تاني ..!
_ قلي...
قفل!معرفش ليه مع انها حركه عادية بس بالنسبالي حاجه بتحاول تفوقني...لان مش هتبقا اخر مره يقفل فى وشي الابواب ...زي مدخل حياتي هيخرج منها...معادلة بسيطة تنطبق على كل الحالات لان ببساطة مفيش شواذ!بس لحظة هو جاب رقمى منين؟!
جهزت وخلصت لبست الكوتشي مع رنه الموبايل..
_ خلصت..انت فين دلوقتي؟!
_ انا فى البيت لحظة وهكون عندك..
فجأة الباب خبط ...استغربت جدا بس هو اللي بيخبط ازاي..
_ ما هي ازاي لحظة بجد؟!
_ اتأخرت؟!
_ دا انت لو قاعد معايا فى نفس البيت مكنتش جيت بالسرعة دي ...
_ مش للدرجاتي..
_ انت اللي قولت انك فى البيت ولسه منزلتش!!
_ ما انا فعلا كنت فى البيت..
بصيت على المكان اللي بيشاور عليه...لقيته بيشاور على الشقة اللي قصادى..
_متبصليش كده اجرته..يلا بقا عشان المفاجأة اللي انتي جايه عشانها زي ما قولتي مستنيه تحت..
_مفأجاة ايه بس قولى الاول جبت رقمى منين ؟!اجرت شقة قصادى امتى وازاى؟! والاهم بقا ليه؟!
_من امتى انتِ اسألتك كتيرة كده؟!
_على اساس انت من امتى تعرفنى اوى كده ؟!
لقيته ابتسم وقال وهو بينزل:_شكلك فايقه وهتدخلينى فى تحقيق وهنتأخر فانسحب انا بقا وهستناكى تحت...متتأخريش...
نزلت وراه لحد اما لقيت بنوته جميلة يمكن اصغر منى بسنتين او اكتر ...لذيذة وشكلها فيه براءه الاطفال اوى!! _اعرفك اختي اسيل..
_ ايه ده بجد؟تشرفت بمعرفتك ..
_ انا اكتر دا انا منمتش من امبارح عشان اشوفك ...
_ مش للدرجادي..
بعيدا عن ضحكتهم القمر اللي معرفش سببها بس ضحكت معاهم ..صدق اللي قال ان السعادة عدوي!
_ بتضحكو علي ايه؟
_ كلمة مش للدرجادي كلمة احمد المفضلة دايما بيقولها للناس اللي بيرتحلهم فى الكلام وميحبش يجادلوه واللي اكيد قالهالك ...
_ اشمعنا..
_ عشان عن نفسي ارتحتلك وحبيتك من اول اما شفتك...بس ايه السلسه الجميلة دي يا فيروز؟
ابتسمت وانا ماسكه السلسه..بس محبتش احكيلهم دلوقتي...!
_ يلا؟
_يلا...
قضينا يوم جميل جدا سوا...روحنا الملاهي ...كلنا فشار فى السينما..كل حاجه كانت جميلة كل حاجه كانت جميلة شبه!
حبينا نقعد شوية فى الكافيه اللي على البحر بس المرادي مش زى المطعم مش مفتوح علي البحر بس تقدر تشوفه من الازاز...
_ عن اذنكم لازم ارد على التليفون ده...
اكتفينا انا واحمد بابتسامه...احيانا بحسه شبهي...بيحب يكتفي احيانا بابتسامه...
_ ليه ٣٠؟
_ افندم؟!
_ ليه قولتي علي المسرح انك الضحية رقم ٣٠؟ اشمعنا ٣٠؟!
بلعت ريقي بصعوبة وانا بفتكر...كنت ببصله بس وبتمني معجزة تنهي المحادثه دي قبل اما تبدأ...انا مش جاهزة....انا مش جاهزة احكي!
_ اتأخرت عليكو؟!
واخيرا جتلي معجزة على هيئة أسيل..!
_ انا عايزة اروح...
اخر جملة قولتها...مكنش فى اي رد لا من اسيل ولا احمد...احمد اكتفي بانه يأخد المفاتيح ويحاسب ونمشي كنت قاعدة تايهه...عايزة احكيله بس خايفه لو افتكرت تاني..ارجع لزماني!ودى اكتر حاجه بخاف وهفضل اخاف منها بس مفيش غير سؤال واحد دايما بيلازمنى لحد امتى؟
مكنش في اي حوار بينا دخلت بيتي بس اول مره احس فيه اني مخنوقة دا انا دايما بلجاء ليه لما اتخنق ازاي اتخنق فيه...
خرجت اتمشي بحب امشي فى الشارع بليل اوي...بيبقي فاضي مفهوش ناس... مفهوش تزييف! قعدت علي البحر شوية ونسمه الهوا بتلمس ملامحي برقة..بحسها بتبطب عليا حسيت بحد بيقعد جمبي بيصيت لقيته...احمد...رجعت ابص تاني للبحر ...وانا بتكلم...
_ كانو ٢٩ وردة...يوم عيد ميلاد ماما جبتلها ٢٩ وردة اللى كانو موجودين فى المكان مكنش فيه غير العدد ده من النوع اللى بتحبه!! كانو جمال اوي ماما فرحت بيهم جدا بس فجأة بابا دخل علينا يزعق وشد ايد ماما فالورد وقع من ايدها..
في دمعة نزلت من عيني وشهقه بسيطة رعشت جسمي...
_فيروز...لو مش...
كملت كلامي وانا متجاهله انه ممكن يوقفنى المرادي لاني حاسه اني محتاجه احكي..او نقدر نقول احكيله هو بالذات!
_كنت واقفة مصدومة وبصه للورد اللي وقع...ماما قعدت تزعق باسمي عشان ادخل جوه...دخلت اوضتي...اللي مفروض وانا فيها مسمعش حاجه..بس انا سامعه كل اهانه كل ضربه باسباب غير كافيه...غير شافعه!
بدات دموعي تنزل تدريجيا بترتيب وفراغ زمني منظم بين كل دمعه والتانيه!
_ لحد اما صوت الابواب اللي اتقفلت اعلنت الصمت بالاجبار عرفت ان بابا ساب البيت كالعاده بعد كل خناقة وماما دخلت تعيط فى الاوضه بتاعتها...خرجت من اوضتي ابص علي الاثر والكسر اللي دايما بيتسببو بيه لغيرهم اكتر من بعض..حتي الورد اذوه ازاي ممكن ميتأذيش دول حتي اذوني انا شخصيا! اخدت الورد جمبي علي السرير ونمت عشان اصحي اهتم بيه زي اما اتعودت اهتم بنفسي لوحدي! بس لما صحيت كان فات الاوان برده بالنسباله..ماات هو كمان زي روحي اللي انطفت من اول خناقة ليهم لحد الحناقة دي! اخدت ورقة منهم لانه كان عبارة عن ورد متقطع حطيته فى علبه واخدت واحدة منهم عملت بيها السلسه دي ...كانو ٢٩ ضحية
..ادركت متأخر ان انا ضمنهم...ادركت اني الضحية رقم ٣٠!
معرفش ايه اللي خلاني احكي فجأة كده بس احيانا الصدف وانك تتكلم بتلقائية وبدون سابق انذار او تفكير اسهل بكتير فى انك تقعد تحضر فى الكلام قبل م تقوله للشخص اللي قدامك وعلي قد م الشخص اللي قدامك مريح وبيفهمك بسرعة علي قد م الحوار بينكم والاعتراف بأي حاجه مؤلمة بتبقى اسهل وابسط...واريح! بدأت اتحرك ناحيه البيت مع نسمه هوا لطيفة بتطبط على قلوبنا وكأنها بتحاول تداوى جراحنا...كان ماشى ورايا وساكت لحد اما طلعنا العماره وكل واحد دخل بيته....
احيانا بنكون محتاجين حد يتكلم معانا ويشاركنا همومنا واحيانا بنحب ان المشاركه دى يكون مقابلها احساس صامت...تحس ان اللى قدامك سامعك وفاهمك والطفهم واهمهم انه حاسك...فكره انه عارف انك عايز تتكلم وهو يسمع بس ومتقبل ده شئ مريح.... مش كل الهموم عايزة حلول ومناقشات بعضهم بيكونو محتاجين حاجه واحدة بس وهى الحرية المطلقة والمشاركة الصامته ...انك تخرجهم بس وتتقبل وجودهم وتتقبل انهم مجرد هموم من الماضى مؤقته فى الحاضر ومش دايمه فى المستقبل...كأنك حابس سجين وبتطلق سراحه بعد اثبات براءه وجوده فى حياتك....
حسيت انى بقيت خفيفه لدرجه انى محستش بنفسى ونمت... وجوده هو واسيل بقا سبب اساسى مقدرش انكره فى نومى بالراحه دى...اول مره احس انى ممتنه لشخص انه دخل حياتى...!
فضلت يومين على نفس الحاله قاعده فى بيتي مبخرجش منه بتهرب من حاجه هى ايه....ده اللى بحاول اعرفه طول اليومين بعت لاسيل رساله بطلب منها تسيبنى فترة من غير ماا تجيلى بحجه انى تعبانه ومش قادره اخرج ....وبعد محاولات كتير لاقناعها وافقت انها تسيبني فترة بشرط لما احتاج حاجه اكلمها فى وقتها...جميلة بشكل ...حسستنى بشعور جميل شبها اول مره احس ان حد مهتم براحتى كده!!
قررت انزل اتمشى واقعد على البحر ...البحر واحشنى جدا معرفش بعاقبه على ايه؟!
قعدت شوية وانا مركزه مع كل موجه وبحكي كل ما اللى فى بالى والبحر معترضتش...بجد مغلطتش لما قولت ان البحر صديق كتوم لا يعاقب ولا يلوم!حاسه انه شبه البحر فى سكوته وهو بيسمعنى...وسكوته لما يحس ان الموضوع مش محتاج نقاش ...صوت البحر ...
_ انا أسف...
دلوقتى اقدر اقول ان صوت البحر مريح زى صوته!
قعد جمبى...اخدت نفس طويل بعد كده ابتسمتله...
_ يعنى افهم من كده انك مسمحانى؟
_ يعنى انت عايز تقنعنى انك اصلا زعلتنى؟!
_ معرفش والله معرف بس بزعل على زعلك..
_ انت ليه طيب اوى كده؟
ابتسملى....وبعدها بص قدام وهو بيقول...
_ كنتِ جميلة بشكل لا يُوصف لما شفتك وانتِ بتقول للعيال الصغيرة ياخدو فلوسك ايام الجامعه عشان يشترو اكل ليهم ولاهلم...بس انتِ كنتِ مع صحابك وهما بياكلو فاكر يومهما لما قالولك بالنص: انتِ ازاى بجد معكيش فلوس كده واللى يقول : اكيد عشان معندهاش اهل زينا...بس مكنوش يستحقو وجودك فى حياتهم انتِ اجمل منهم بكتير لدرجه انك قمتى ووقفتِ على البحر وسبتيهم من غير ما تقولى ان الفلوس دي اتنازلتى عنها من اجل غيرك ينام فرحان...
_ كنت انت؟!
هز راسه وهو بيكمل..
_ ايوا انا يا فيروز كنت شايف يومهما كل حاجه ومقدرتش امنع نفسى انى اكلمك ...
_ عشان كده قولتلى فجأة ازاى؟
_ وسعتها رديتِ بكل براءه على انهى حاجه بتقولى ازاى...ازاى انى عندى صحاب زيهم ؟ولا ازاى انا قاسيه لدرجه انى سبت اهلى؟
_ سعتها قولت جملتك الغريبة وابتسمت ومشيت...
رددنا انا وهو...
_ ازاى انتِ جميلة كده؟!
بعدها ابتسم وقال:
_ وانتِ بكل بساطة بتقوليلى ازاى انت طيب كده!!
_ ايه اللى يخلى واحد يعمل معايا اللى انت بتعمله؟!
_زى اللى خلاكى تمنعى نفسك من الاكل عشانهم!!
اتنهدت وانا ببصله...
بعدها ارتبك وهو بيقول: _ او يمكن يكون حاجه تانيه...
عقدت حواجبي...
_زي؟!
_ معرفش صدقينى معرفش بس يمكن اكون لقيت فيكي حاجه غير اى حد...
_ ايه اللى ممكن يكون فيا ومش فى اى حد...
_ حسيت فى عيونك بالامان والراحه اللى فقدتها بعد وفاة اهلى ... الحاجه اللى خلتنى انتقدك زمان انى افوقك....مكنتش حابب اخليكى تعملي كده فى نفسك كنت عايزك تبتسمى من قلبك من غير تزيف...
_ ونجحت...
هز راسه...
_ لسه لسه فى حاجه كمان!
_ وياترى ايه هى الحاجه دى يا استاذ احمد؟!
_ لا انتِ فاكره عشان هتقولى يا احمد واضعف واقولك لا انتِ متعرفنيش!!
_الاه!
_ هتشوفى بكره..
_ طب يلا بسرعة بقا نروح عشان ننام ونصحى فايقين نشوف ايه الحاجه دى!!
_ يلا..
روحنا واحنا بنهزر ونضحك طول الطريق ومفيش فى بالى غير انه فعلا نجح فى انه يفرحنى!
نمت وانا مرتاحه زى كل ليلة هو فيها...وبجد مستنية اليوم يخلص بسرعة عشان اعرف فى ايه...ياتري يا بكره مخبيلي انت واحمد ايه...دا حلم ده ولا ايه؟!
صحيت على صوت المنبه قمت جهزت كل حاجه ولبست الكوتشى لحد اما الباب خبط...فتحت بس ملقتوش...الاه!!
_ احمد...
مكملتش لقيت صندوق على الارض...اخدته ودخلت جوه قعدت على السرير وانا بفتحه لقيت رسالة الابتسامه كانت من الودن للودن وبدأت اقرا لحد اما فهمت انه مش هو اللى هيوصلنى فى سواق مستنينى تحت وبيحذرنى من التأخير ...هو انا اتاخرت عليه امتى قبل كده؟!
بس اللى فى آخر الجواب مكتوب: معرفش بعد الليله دى ايدي هتبقى فى ايدك ولا هتحرمينى منك! اتمنى يكون اللى بعمله صح!هتوحشينى فى كل الحالات ف لو زعلتك سامحينى صدقينى مقصدش اخلى فيروزتى تبكي...
اخدت الرسالة ونزلت....فى كذا شعور بيهامج بعضه...هل انا فرحانه...تايهه...خايفه قلقانه؟!
مشاعر متلخبطة مسيطرة على تفيكري بطريقة بتتعبنى...فضلت واقفة قدام العريبة والسواق مستنينى اركب بس انا خايفة..دايما بيقدر بجملة انه يطمنى زي مقدر دلوقتى انه يخوفنى...هو ده احساس بالخوف ولا ايه؟!
_ انسه فيروز؟!
السواق بيشاورى عشان اركب...ركبت بس لسه فى صراع داخلى بين المشاعر اللى حاسه ييها خوف على قلق على حب...او امتنان مش قادرة اوضح...
احيانا بيكون الانسان عامل شبه غرفة ضيقة مقفولة باحكام مبعثرة الاحلام والاشكال والالوان...غرفة عبارة عن صراع داخلى لا من فائز داخلها....بيبقى محتاج ضوء بسيط ولو باهت يمشى اتجاهه عشان يعرف يخرج ....
احمد بقا دلوقتى بالنسبه لى الضوء ده....هو اللى هيخرجنى من الصراع ده...انا واثقة فيه..!
وصلنا على حسب ما السواق قال...نزلت وزي ما توقعت حركة متوقعة جدا ....النور مقفول!
دخلت والاضاء بدأت تشتغل...وكأنها بتتسلط على مكان بتلفت انتباهي ليه لفيت ... المفروض يبقى احمد...الاضاءة كانت ضاربة فى عينى ...كانت قوية...فى واحد بس انا مش عارفه اشوف ...فضلت شوية حطه ايدى على عينى لا ايراديا عشان قوة الضوء...بدأ الضوء يبقى طبيعي وبدأت اشوف تدريجيا...
_ ازاى؟!
عينى دمعت بعد ما قولت الجملة دى وشفتهم ...هما بأى حق يرجعوا تانى....بأى حق واقفين قدامي دلوقتى...
_ فيروز...
_ايه اللى جابكو هنا؟!
مسحت دمعوى وبدأت ازييف مشاعري تانى كنت رجعت على طبيعتى ايه اللى رجعهم...
_ لازم تسمعيهم يا فيروز لسه فى وقت متأخرتوش..
بصيت ورايا لقيته...احمد..
_ انت اللى قولتلهم على مكانى؟
_ لازم تسمعيهم...
_ ايه اللى ادالك الحق انك تعمل كده؟!انت مين عشان تعمل كده اصلا؟!
_فيروز...
شورت باصباعى ناحيتهم عشان يسكتوا كنت شايفه دموع ماما وهى بتترجانى اسكت بس انا تعبت...كفايه كده...كفايه
هزيت راسي بأسف...مش من حقه ياخد القرار ده مكانى...لفيت وبدأت اخطى ناحيه الباب عشان اخرج...
_ انا كان عندى ورم فى المخ يا فيروز....
وقفتنى كلمة بابا ....انا كنت منهاره بس اقدر دلوقتى اقول انِ بقيت عبارة عن رماد...شهقه قادرة تهز كيانى وترج كل ذرة حب وكره وشوق تجاهم...لحد اما لقيته وقف قدامى...
_ مقدرتش اقولك حاجه زى كده دايما بحاول اكرهكو فيا عشان مش هكمل بس....بس مامتك عمرها ما قبلت كده....
دمعه تانيه نزلت من عينى...
_ بضربها ؟!
_لا لا يا فيروز ...مكنتش ببقا فى وعيى والله واحد صاحبى اقترح عليا اشرب ممنوعات عشان محسش بالوجع مكنتش بحس بنفسى ولا بعرف انا بعمل ايه ومبكنش فى وعيى والله يا بنتى...كنت...كنت فاكر ان ده الحل ..بس طلعت غلطان وخسرتك..بدأت احاول اتعالج ومامتك ساعدتنى ابعد عن اللى بشربه كنت بتألم بس هو ده الصح ...احمد ساعدنى اخف كان معانا طول الوقت ...ويوم العملية كان موجود ويومها وعدنا انك هترجعى تانى بس محتاجه وقت...سامحينى يا بنتي انا اسف والله يا فيروز..
حسيت ان الوقت وقف حوليا...تخيل تظلم شخص ١٠ سنين...١٠سنين ضاعو من عمرى بدونهم عشان بس مفكرتش اسألهم او اواجهم واتكلم معاهم! ١٠ سنين قصاد لحظة شجاعة بس...لحظة شجاعة قادرة تخلينى افقد اعز ما املك! محستش بنفسى غير وانا بترمى فى حضن بابا وبعيط...الحاجه الوحيدة اللى هقدر اعملها ان اعيط! وماما جريت علينا وبتحضنى ...كان حضنها جميل اوى دافى بشكل!انا ازاى قدرت احرم نفسى من الحضن ده بجد؟! بصتلهم وانا عيونى لسه الدموع مسيطرة عليها! _انا اسفة! -احنا اللى اسفين يا بنتى...... معرفش فضلنا كده قد ايه بس اللى وقفنا خروج احمد من القاعة! _احمد! بصلى...بس عينيه مش زى علطول...الدموع سيطرت علي ملامحه! قربت ناحيته وهو واقف قدام باب القاعة! -انت رايح فين؟! _انا عملت اللى عليا يا فيروز...انا اسف! جه يخرج من القاعة! _شكرا...انت نجحت! وقف بس المره دى مبصليش كان واقف يسمع بس! اول مره اتكلم معاه وهو مبيبصليش! _احمد انا بدونك كان زمانى منتحرة على المسرح..كان زمانى معرفتش ارجع تانى ليهم واطلب منهم يسامحونى بدونك! بصلى... _انا بدونك مكنتش هعرف اعيش يا فيروز! بعد كده طلع من جيبه علبه قطيفة لونها فيروز...... فتح العلبه...كان جواها سلسله جميلة! كانت عبارة عن وردة داخل ازاز بس مش دبلانه زى بتاعتى والازاز متزين بلؤلؤ ابيض زى ما بحب! _اذا كانت فيروز وردة دبلانه نقول على باقى الورد ايه؟! ابتسمتله.. _نقول عليه مسكين معندهوش احمد يسقيه...زي!
كنا قاعدين فى البلكونة وعيونا بتراقب النجوم...
_فيروز!
بصتله...
_انتِ زعلانه من حاجه؟!
رفعت حواجبى وانا ببتسمله...
_اشمعنى؟! ايه اللى خلاك تفكر كده؟!
_الكلام اللى كتبتيه انهارده يعنى حسيت انك زعلانه من حاجه!
ابتسمتله...
_مش شرط...يعنى ممكن اكتب حاجه عن السعادة وانا حزينه وممكن اكتب حاجه حزينة وانا فرحانه مثلا !فاهمنى؟!
_حاسك يا فيروز
اتنهد وبعدين بص للنجوم
_بس عينك بتقول غير كده يا فيروز!
ضحكت وانا بقوله...
_ومن امتى العيون بتتكلم يا احمد؟!
كان باصص ناحيه السما ابتسملى وبص فى عيونى...
_من اول ما عيونى اتلاقت بعيونك!
كان ماسك كفه بتوتر كانه خايف وزعلان على زعلى كانه فاكر انه السبب بالرغم انه الحاجه الوحيدة اللى فى الدنيا لا يمكن ازعل منها! ده ضغط عندى فى الشغل مش اكتر!
مسكت ايده وابتسمتله وانا ماسكه بايدى التانيه السلسه اللى ادهالى.....
_تعرف يا احمد؟!
_عرفينى...
_فاكر الجملة اللى كنت بتقولهالى زمان قبل اما نعرف بعض؟!
_"ليست كل الاقنعه تدوم ولا يوجد تعويض للمعدوم!" دى؟!
هزيت راسى باه...
_دلوقتى اقدر اقولك....
سندت راسى على كتفه وانا ببص للنجوم وبردد..
"ليست كل الاقنعة تدوم الا قناع الحب فى القلب يعوم!"
تعليقات
إرسال تعليق