القائمة الرئيسية

الصفحات

lightBlog

News

حدوته جديده بقلم المبدعه «رحمه علي » |تورنيد مصر

"يا بختك، تعرف تقعد لوحدك، لا حاطط ايدك على خدك، ولا قلبت معاك عياط"

ابتسم خالد ونظر الي دعاء الجالسة امامه تدندن الكلمات السابقة :
-أنتِ بقى لما بتقعدي لوحدك بتعيطي 
تنهدت بضيق قائله:
=احياناً، بس الفتره دي كتير اوي 
-ويا ترى اي سبب العياط 
ابتسمت بحزن ثم قالت بحذر ممزوج بخوف:
=أنتَ
-أنا؟! 
فلم يلق رد منها فاردف قائلاً:
-ليه عملتلك اي؟ 
نظرت اليه بغموض و حذر :
-بهزر معاك يا حبيبي، هو أنا ممكن اروح لماما بكره؟
قال بغضب :
=احنا قولنا مفيش خروج من البيت يا دعاء، مامتك وباباكِ عايزه تشوفيهم ييجوا ينوروا ،انما انتِ مش خارجه
-طيب نروحلهم سوا لأنهم ابتدوا يسألوا فيه اي، بقالي ٦ شهور مرحتش 
قال ناهياً للحديث:
-لأ يعني لأ يا دعاء 
غرغرت عيناها بالدموع فامسك يدها بحنو:
-أنا اسف مش قصدي اتعصب عليكِ بس، أنا مش عايزك تروحي مني
=يعني حبستي في البيت هي اللي هتمنعني اروح منك؟! أنا مخنوقه يا خالد، مبشوفش حد ولا حد بيشوفني، مبتكلمش مع حد غيرك، واخد مني تليفوني ولما بتدهولي بيبقى ٥ دقايق اطمن ماما عليا وتقفله وتشيله تاني، مش عايز تخرجني من البيت عشان محدش يشوفني بتقفل عليا باب الشقه قبل ما تنزل، كل ده ليه؟! عشان خايف اروح منك، طيب أنا في السجن ده بروح منك فعلاً، لو بتحبني خلينا نعيش حياة طبيعية، نروح لدكتور نفسي ويشوف 
قاطعها ممسكاً يدها بغضب:
-انتِ قصدك ان انا مجنون 
قالت بخوف وحذر محاوله امتصاص غضبه:
=أنا قصدي اننا عندنا مشكلة نفسية احنا الاتنين، مش معنى كده اننا مجانين
-كلمه كمان وهحبسك في اوضتك مش هتطلعي منها نهائي، حتى ال٥ دقايق اللي بتتكلميهم مع مامتك مش هتشوفيهم، وياريت تسيبيني لوحدي 
فضلت دعاء الصمت و غادرت الغرفه خوفاً مما ممكن أن يفعله إذا تحدثت مره أخرى. 

كانت دعاء تبكي بحرقة على حالها،كيف وصل بها الامر الي هنا؟ كيف تحول رفيق دربها الي ذلك الشخص؟ كيف اصبحت تهابه وتخاف الحديث معه؟ كيف اصبح ذلك الشخص الذي بعدما كان مأمنها اصبح يهدد أمنها ؟! تذكرت الماضي وشعرت بالحنين اليه 
-أنتِ عارفه يا دعاء، أنا مستني اليوم اللي هنتجوز فيه بفارغ الصبر 
ابتسمت بحنو ساءله :
=ليه بقى؟ 
-عشان اسعدك، واحميكي من اي اذى، اوعدك أن عمري ما هكون سبب لأذى ليكي، وهتكوني سعيده معايا 
=انا متأكده من ده، لو عندي شك ١٪انك هتكون مصدر اذى ليا مكنتش هكمل 
-انا بحبك اوي 

"يا غلبي، كل ما اقعد لوحدي، دماغي تبدأ تاكلني، و تشدني و نروح هناك، وانا مش عايزه نروح هناك"  
-نسرين وحشتيني عامله اي 
احتضنتها نسرين بقلق ساءله:
-انتي كويسة؟مبترديش على تليفونك ليه؟
=اصل انا ببقى مشغولة، ف بقفله احسن ادخلي اق
قاطعهم صوت خالد من الخلف :
-انتي بتعملي اي هنا يا نسرين 
نظرت اليه نسرين بعدم فهم لجملته :
-يعني اي بعمل اي هنا حد يقول لاخت مراته كده يا خالد بردو 
ابتلعت دعاء ريقها ثم قالت محاولة تغيير مجرى الحديث:
-انتي عامله اي يا نسرين وحشتيني، اتفضلي يا حبيبتي ادخلي 
=تدخل فيني يا دعاء احنا مش هننزل ولا اي 
قالت نسرين مراقبه لخالد و دعاء :
-هو فيه اي مالك يا دعاء متوتره كده ليه؟
قالت دعاء بتلعثم و هي تنظر لخالد الذي يرمقها نظرة ذات مغزى:
أ..أنا مش متوتره ولا حاجه، اصل احنا كنا رايحين ال ال سينما نتفرج على فيلم ف 
شعرت نسرين بوجود غرابه في اختها وزوجها، ف قررت الاصرار على الحديث مع اختها، ومعرفة ما يحدث:
-انا مش هعطلكم هي ربع ساعه بالكتير و همشي 
=لا تعطيل اي البيت بيتك طبعاً
قالتها دعاء وهي تنظر لخالد بخوف، وذهبت نسرين نحو الأريكة وهي تراقب زوج اختها و اختها في صمت، فكانت ترى اختها يتملكها الخوف بينما زوج اختها يتملكه الغضب فقالت :
-ما تقعدوا اكيد مش هعزم عليكم في بيتكم   
وامسكت حقيبتها و اخرجت قنينة عطر قائله مبتسمه :
-انا قبل ما اجي عديت على سامح، جابلك البرفيوم يا دعاء اللي طلباه بقالك ٦ شهور، وهو بيتصل بيكي كتير مش بتردي ف لما كنت بجيب البرفيوم بتاعي قالي اوصلهولك، وبما انك وحشاني قولت فرصه اشوفك هاتي ايدك احطهولك 
نظرت دعاء الي خالد الذي كان يجلس الشَّرار يقدح من عَيْنَيْه فقالت:
-هبقى اجربه بعدين يا نسرين اصل خالد بيتعب من الروايح دي  
رفعت حاجبيها قائلة:
غريبه رغم أني من ساعة ما دخلت شامه برفيوم رجالي ريحته نفاثه جدا ومبيكحش مثلاً ولا حاجه 
=روايح معينه يا نسرين مش كلها
كان هذا رد خالد فأردفت نسرين قائله:
-ده البرفيوم اللي طول عمرها دعاء بتحطه و انت كنت بتجبهولها دايما مش حاجه جديده يعني يا خالد 
لم تنتظر نسرين رد خالد و امسكت يد دعاء و اخرجت القنينه و اشرعت في رش العطر لكن استوقفه اثار ضرب و كدمات في يد دعاء فقالت :
-اي ده يا دعاء 
سحبت دعاء يدها من اختها قائله :
=ده ده اتخبط امبارح 
-اتخبطي اي دي اثار ضرب يا دعاء انتِ بتقولي اي ؟! 
نظرت نسرين الي خالد بغضب:
-انت بتضرب اختي يا خالد 
=و انتِ مالك واحد و مراته بتحشري نفسك ليه ؟
-دي اختي انت عبيط 
نظرت نسرين الي دعاء التي بدأت تجهش في البكاء قائله:
-قومي يا دعاء لمي هدومك انا مش همشي من هنا من غيرك 
=نعم ؟! انتِ عبيطه فاكره اني هسيب اختك تمشي، اطلعي بره 
ذهب نحوها وشرع في الامساك بيدها لكن سرعان ما ابعدته عنها قائله:
-أنتَ اتجننت يا خالد، انا مش همشي من هنا من غير ما اختي تيجي معايا، أنت مريض ازاي تعمل فيها كده و أنتِ ازاي تسمحيله يعمل فيكي كده؟! 
كانت دعاء تبكي في صمت ف لا تعلم ماذا تقول لأختها و ايضاً قد تغلب منها خوفها فتوقف لسانها عن الكلام 
=دي مراتي يعني متقدريش تاخديها من هنا من غير اذني 
قالت بنفس الغضب:
-مراتك يعني مش عبده عندك خد بالك و لو ممشيتش معايا انا هطلبلك البوليس 
ابتسم قائلاً:
-اعلى ما في خيلك اركبيه 
وأمسك ذراعها بقوه وأخرجها وأغلق باب المنزل، فبدأت تصيح ليفتح الباب لتأخذ اختها ، وطرقت ابواب جميع من في البنايه لمساعدتها لكن رفض الجميع ذلك، فطلبت والدها والشرطة.
 بينما في الداخل، كانت دعاء تجلس على الأريكة بلا حراك، صامته تنظر الي الفضاء كأنها مغيبه عن العالم، وخالد يتحدث بغضب ويقول كلمات؛ لكن دعاء لا تستمع اليه حاول هزها كثيراً لكن لا جدوى من محاولاته، فجلس بجانبها واحتضنها و بدأ يبكي قائلاً:
-انا بحبك يا دعاء مقدرش اعيش من غيرك، صدقيني هموت لو سبتيني، عشان خاطري متسبنيش
*بعد نصف ساعة*
على صوت الطرق على الباب و صوت ذكوري يقول:
-افتح الباب 
فلم يلق الرد، فأضطروا الي كسر الباب، ليروا امامهم دعاء و خالد ملقيان على الارض غارقان في الدماء، وسكينه مطعونه في جسد خالد، وبجانبهم ورقة "لا استطيع العيش بدونها لن تأخذوا حبي مني" 
جلست نسرين بجانب اختها تبكي.
و بعد اكثر من ساعتين في غرفة العمليات خرج الطبيب لأسرة كلاً من خالد ودعاء يخبروهم بأنهم لم يستطيعوا اللحاق بخالد حيث أن اصابته كانت بليغه،فبدأت والدته تبكي بشدةعلى وفاة نجلها،بينما اخبر الطبيب اسرة دعاء بأنهم استطاعوا إنقاذ حياة دعاء و تلك معجزه فقال الطبيب "لقد اراد الله ان يكتب لها عمراً جديد"
"يا قلبك، تعرف تسيب براحتك، ترمي اللي مضايقك ورا ضهرك، تمشي و ماتبصش وراك"
عبد العظيم رضا
عبد العظيم رضا
عبد العظيم رضا : «مواليد ٢٠٠٠» أسماء أخري: "تورنيد مصر"الذئب الأزرق"تسع حروف" "القلم الفرعوني" الأعمال الأدبية: ١_كتاب ويبقي الأثر ٢_ديوان كالخمر ٣_كتاب قيد الإرسال ٤_ديوان مافيش بينا أسف ٥_ديوان بارادويا ٦_ديوان ميكروباص «أعمال فنيه:» ١_مسرحيه حلاوه وهنادي

تعليقات