القائمة الرئيسية

الصفحات

lightBlog

News

حدوته جديده بقلم المبدعه «رؤيـه رفعت » |تورنيد مصر

_نادرة.
_نعم يا دهب.
_اكتبي علىٰ صفحة المكتبة أن في دعوة لـ إجتماع آخر الأسبوع لـزوار المكتبة.
_اكتب الإجتماع هيكون أي نقاشه ولا دعوة بس.
_لا دعوة بس.
_تمام، هنفذ حالًا.

________________________________

مساء الخير، حابة أعرفكو علىٰ نفسي الأول لأنّ البعض مش عارفني، أنا دهب محمد، 23سنة، متخرجة من كلية آداب علم نفس، وكانت أمنية حياتي افتح مكان نص كافية ونص مكتبة في نفس الوقت، لحد ما حققت حلمي وأنا الآن موجودة معاكم، جمعتكم النهاردة علشان هنتنقاش في مُشكلة كل فرد قاعد هنا، إللى هيحصل أنّ كُل فرد موجود قدُامه ورقة وقلم وفي فـأخر الغُرفة صندوق كُل فرد هيكتب مُشكلتة أو أي شيء يُخطر علي بالهُ في الورقة ويحطها في الصندوق، وأنا هسحب ورقة بـعشوائية وهسمح لكُل فرد يقول رأيُه ووجهه نظره ونتقاش، وإنّ شاء الله هيحصل الإجتماع ده كل آخر أسبوع، واتمني يكون مُفيد.
الكُل كتب وحط في الصندوق وجه دوري في السحب العشوائي وأول ورقة.
_أي مفهوم الحُب؟
_اتفضل حضرتك عرفنا بأسمك وقول وجهه نظرك.
_أنا نديم أحمد، وجهه نظري أن لكُل شخص مفهوم معين لحب بس كُلهم نفس المعني، أنّ الحُب شيء دافئ وبيبسط عليَّنا الدُنيا في كُل العلاقات، وأمر طبيعي أننا نحب، وأن المشاعر دي ربنا خلقنا بيها، غريزة الحُب موجودة عندنا كُلنا ومينفعش نلغيها أو نتجاهلها، وهذا ميخلناش بردو نتمادا ونتعامل معاها بشكل خطأ، الحُب في نطاق رسمي وحدود مش شيء حرام أو خطأ، الخطأ هنا أسلوبنا في الحب وحدودنا إللى بنتجاوزها، مينفعش نحب في سن المراهقة لأن هذا سن تكوين مشاعر، وتكوين شخص ناضج واعي ومسؤول بيبني مبادئ تُبسط عليَّه حياتُه، فمينفعش يحب في هذة الفترة أو ينجذب لمشاعره، لأن هذا من الأساس مش حُب، ومينفعش كذالك تكون بنت واعية ناضجة تتكلم مع شاب بدون رابط رسمي ومعرفة الأهل، تحت مسمي الحب والكلام المعتاد "أنا بكون نفسي ومش جاهز دلوقتي ومستني اجهز نفسي علشان اخطبك" كل الكلام ده خطأ، لأن شرعًا حرام ومجتمعنًا خطأ، ومن أين هذة الثقة أنُّه هيخطب بعد كل هذا، وفي تجاوزات كتير بتحصل، في الوقت الحالي فـالعلاقات دي بيفعلو أشياء غير مسموحة حتي في الخطوبة، وكل هذا تحت مُسمي الحب، والأسف الحُب مش كدة ولا عمره هيكون كدة، بذل المشاعر لأجل شخص في وقت صح نضوج، لكن بذلها لأجلُه في وقت خطأ استنزاف، وفي الأول والآخر هذة وجهه نظري.
بإبتسامة عريضة لأن أول مرة اشوف حد بيفكر نفس تفكيري:
_اتفق جدًا مع وجهه نظر حضرتك، أنا كمان دي وجهه نظري.
وبدأ الكل يتناقش ويقول الكل وجهه نظره وانتهي الساعتين إللي خصصتهم لـ إجتماع.
_وبكدة يكون أنتهت مدة الإجتماع، لكن أنا مبسوطة جدًا بالنقاش معاكم، واتمني تكونو انبسطو بالنقاش وأن حد واحد بس علي الأقل استفاد، وأن شاء الله نتجمع كل آخر أسبوع ونتناقش مع بعض ويكون وقت لطيف عليكم.
________________________________
_بس تتصدقي فكرة الإجتماع والنقاش فكرة لطيفة جدًا يا دهب ومختلفة كدة.
_ أنا كان بقالي فترة كبيرة بدرو علي فكرة مُختلفة أن الكُل يتبادل وجهات النظر والأراء بسلوب راقي الكُل يستفاد منُّه.
_بصراحة أنتي كل أفكارك مُختلفة ولطيفة أصلًا، يعني مثلًا من أول افتتاح المكان وفكرته، أنَّك تعملي مكان يكون في تقديم مشروبات مع أغاني قديمة وراقية وصور هادية لطيفة تجذب أي حد والديكور ألطف شيء، وفنفس الوقت بيشجع علي القراءة بجميع أنواعها بالله عليكي مش مختلفة.
_تسلميلي يا حبيبتي، وكل ده بفضل ربنا أولًا وثانيًا وجودك وقفتك جنبي هنا، متنسيش يا نادرة أنَّ ليكي جزء كبير من النجاح ده، وأنَّ أنا وأنتي شُركاء هنا في كُل شيء، وجودك فارق ومُهم ومن غيرك مكُنتش هوصل لكُل ده بالسُرعة والنتيجة دي.
نادرة وهي بتعيَّط حضنتها:
_ربنا يديمك ليا يا دودو ومنحرمش منك أبدًا.
________________________________
_ جهزتي غُرفة الإجتماعات يا نادرة.
_جاهزة.
_تمام يلا نُدخل.
سبحت ورقة بـعشوائية وكان السؤال فيها:
_ أزاي أبني عادة إيجابية؟
_ من وجهه نظري أنا كـ دهب، لـبناء العادة لازم يكون فيه إصرار وعزيمة من القلب، علشان تقدر تواظب عليها وتكون جزء من يومك أساسي، ولأزم نكون صادقين مع نفسنا: والعادات الإيجابية إللي محتاجين نضفها لروتينا أي هي، والعادات السلبية إللى محتاجين تتلخص منها أي هي، وإزاي هنضفها وإزاي هنتلخص منها والخطوات تكون واضحة، دي وجهه نظري وطبعًا في خطوات تانية علشان نقدر نكمل بس أنا قولت الأساس.
_تسمحيلي أنا أكمل خطوات بناء العادات الإيجابية من وجهه نظري.
_طبعا، اتفضل يا أستاذ نديم.
_ أنا بتفق مع كُل كلام أُستاذة دهب، وحابب أقول خطوات الكُل يقدر يعملها علشان يبني عادة إيجابية في يومه؛ في أشياء كثيرة لأزم نتجانبها، أولًا مش لأزم الحماس يزيد في الأول علشان نبدأ بقوة والطاقة بتخلص بدري لكن لو بدأنا براحة هنقدر نكمل مدة أكبر بنفس الحماس لأن البعض بيكون في الأول مُتحمس جدًا ويقرر أنُّه هيلتزم كُل يوم ويعمل جدول وبلا بلا بلا وفجأة الطاقة تخلص بسرعة علشان كدة بلاش حماس زايد، ثانيًا لأزم في الأول تسهل وتبسط علي نفسك الدنيا، مثلًا شخص مش بيقرأ خالص ولا بيحب القراءة بدايته تكون هقراء عشر كتب وكل يوم فصلين تلاتة ده مش صح، لأنَّك هتمل بُسرعة ومش هتكمل، أبدأ كل يوم بصفحة واحدة أسهل وأفضل، مقولة رسول الله صلى الله عليه وسلم " أحب الأعمال إلى الله ادومها وأقل" تعمل حاجة صُغيرة بسيطة أفضل منك متعملش خالص، ثالثًا النقطة دي مرتبة إلي حدًا ما بـإللى فاتت، المُدة والعادة لأزم تكون متوافقة معاك وقابلة لتحقيق، مينفعش تقول هقراء خمس ساعات كتب في اليوم، وإنت أكيد مش هتعمل كدة، أبدا بالسهل وصعبها خطوة خطوة، منتطش علشان هُتقع ومش هتقوم.
وهكذا مرَّ خمس شهور وأنا أتعودت أنَّ أُستاذ نديم أول من يقول رأيُه ويحل كل مُشكلة.
________________________________
كُنت قاعدة في غُرفتي مستمعة وبدندن مع أُم كلثوم وهي بتقول 
"وقابلتك إنت لأقيتك بتغير كل حياتي، معرفش إزاي حبيتك معرفش إزاي يا حياتي، من همسة حُب لاقيتني بحب، لاقيتني بحب وأدُوب في الحُب".
بفكر في الكوبلية إللى بيوصف شعوري دلوقتي معه، مع نديم إللى فجأة ظهر واستحوذ علىٰ كُل تفكيري وأعجابي بيه لا ثواني هنا أنا مُعجبه بيه! مش هنكر أنُّه شاب وسيم وشيك ومُثقف إلى حد كبير ودايمًا بكون منتظرة رأيُه وجهه نظرُه إللى بيبهروني كُل مرة أكتر من المرة إللى قبلها، بحس أنُّه حرفيًا خارج من فيلم قديم من أيام أُم كلثوم والزمن اللطيف ده، ولصراحة أنا بموت في الزمن ده.
________________________________
_تعالي يا دهوب عاوزك.
جريت قعدت جنبه:
_نعم يا بابا.
_في عريس جي النهاردة الساعة ٨.
كشرت:
_لا متفقناش علىٰ كدة، مش لسة كأن في عريس أخر الأسبوع إللى فات.
_اهو أنتي إللى قُولتي آخر الأسبوع إللى فات وأحنا في أسبوع تاني، أقعدي معه ومش هتخسري حاجة.
_تمام يا بابا، هقوم أجهز وامري إلى الله.
جهزت ولبست فُستان أزرق هادئ وكنت بسيطة، ومحطتش غير مرطب علىٰ بشرتي وشفايفي لأنَّ بحب ملامحي ومش بحب حاجة تخفيها انا كدة قمر.
بابا خبط علي الباب ودخل وأنا كُنت متوترة:
_يلا دهب العريس مستني برة في الصالون.
_حاضر يا بابا.
أخدت صنية القهوة ودخلت بخطوات متوترة، هو اه مش أول عريس بس مش عارفة متوترة لية، ثواني هنا كدة أي اللى جاب نديم هنا! دخلت وقعدت.
بإبتسامة هادية لطيفة كعادته:
_مساء الخير يا أنسة دهب عاملة إيه؟
دماغي بتلف ومفيش مبرر لوجوده هنا غير أنُّه العريس!

_مساء النور، الحمدالله تمام.
فهم إنّي متوترة فحاول يبسط الأمور:
_مش حابب أنَّك تفكري كتير واه أنا العريس وجي طالب إيدك لجواز منّي، ولو حابة تسألي أي سؤال أتفضلي.
انصدمت في الأول وكل الأسئلة اللى محضرها راحت من تفكيري بس بدأت أهدي:
_الصلاة إيه أخبارها معاك؟
_ مواظب عليَّها الحمدالله، وحاليًا بحاول إلتزام بيها في المسجد.
_والقُراءن؟
_ بفضل الله خاتمُه.
_الحمدالله ربنا يوفقك أكتر، عن إذنك أتا هصلي استخارة وهبلغ بابا بقراري.
دي سابع مرة اصلي فيها استخارة وارتاح أكتر من كل مرة، قلبي وعقلي موافقين.
_بابا ممكن تبلغه أنُّه يجي أقعد معه علشان أحدد موقفي.
_اه طبعا، من حقك.
_صليتي استخارة، وأي شعورك؟
_اه، وكل مرة برتاح أكتر من المرة إللى قبلها.
_طب الحمدالله، جه الوقت إللى أقولك فيه، ليس لدي في طريق الحب إلا أنتي فهل تقبلين أنَّ تكوني زوجة لى؟
ضحكت:
_ أقبل أنَّ أكون زوجتك.
 
عبد العظيم رضا
عبد العظيم رضا
عبد العظيم رضا : «مواليد ٢٠٠٠» أسماء أخري: "تورنيد مصر"الذئب الأزرق"تسع حروف" "القلم الفرعوني" الأعمال الأدبية: ١_كتاب ويبقي الأثر ٢_ديوان كالخمر ٣_كتاب قيد الإرسال ٤_ديوان مافيش بينا أسف ٥_ديوان بارادويا ٦_ديوان ميكروباص «أعمال فنيه:» ١_مسرحيه حلاوه وهنادي

تعليقات